أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن التسامح والإمارات وجهان لعملة واحدة وضمانة لمستقبل التنمية في الإمارات، وقال سموه في تدوين عبر حسابه في «تويتر»: «التسامح والإمارات وجهان لعملة واحدة.. وهو قيمة أساسية لشعبنا.. وضمانة لمستقبل التنمية في بلدنا..».
وأضاف سموه، بمناسبة اليوم العالمي للتسامح: «يصادف غداً «اليوم» يوم التسامح العالمي.. يصادف هذا اليوم دولة التسامح – دولة الإمارات – وهي في أفضل حال.. وشعبها من أكثر الشعوب سعادة وتسامحاً..».
كما وجّه سموه رسالة بهذه المناسبة استذكر فيها مجلس والده، الشيخ راشد رحمه الله، وذكريات سموه عن شكل المجلس وطبيعة رواده، وأن المواطنين جميعاً أمام راشد وأقربهم مجلساً أكثرهم خدمة وعملاً وتأثيراً في مجاله، كما استذكر سموه المغفور له الشيخ زايد، والعلاقة التي نشأت بين سموه وبينه رحمه الله، وأكد أن الناس سواسية في الإمارات لا فضل لأحد على غيره إلا بعمله وأخلاقه والتزامه بقانونها ودستورها واحترامه للدولة، وتالياً نص رسالة سموه:
«الإخوة والأخوات.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يحتفي العالم غداً «اليوم» بيوم التسامح العالمي؛ وبهذه المناسبة أحببت أن أوجه كلمات من القلب للإخوة المواطنين والمقيمين.. وأخص منهم جيل الشباب.
ما زالت ذكرياتي عن مجلس والدي الشيخ راشد رحمه الله، منذ أكثر من أربعة عقود، حاضرة في ذهني لليوم.. ذكرياتي عن شكل المجلس وطبيعة رواده. كان المجلس يضم المواطنين صغيرهم وكبيرهم، حاضرهم وباديهم.. مواطنين من قبائل مختلفة، ومن مذاهب وطوائف مختلفة، ومن أصول وأعراق مختلفة أيضاً.. لكنهم جميعاً مواطنون أمام راشد.. لهم جميعاً القدر ذاته من الاحترام والتقدير والحقوق والواجبات، وحتى الهبات.
وكان أقربهم من راشد مجلساً أكثرهم خدمة وعملاً وتأثيراً في مجاله. ولم يكن المقيمون الذي يحضرون مجلس راشد بأقل من مواطنيه.. مقيمون من مختلف الديانات والجنسيات والثقافات، احتضنهم مجلس راشد.. واحتضنتهم دبي.. فقابلوا ذلك بمحبة وعرفان وولاء نعرفه فيهم وفي أبنائهم حتى اليوم.
وبعد الاتحاد عرفت زايد طيب الله ثراه، عن قرب، ونشأت بيني وبينه علاقة الابن بأبيه، والطالب بمعلمه. عرفت مجلسه، وعرفت أخلاقه. وعرفت تقديره للناس.. مجلسه كان مدرسة.. وحديثه كان مدرسة.. وتعامله مع الناس مدرسة.
زايد استضاف الجميع في مجلسه على اختلاف أصولهم وقبائلهم وطوائفهم ومذاهبهم وحتى دياناتهم.. زايد أعطى الجميع.. وعلم الجميع.. وأحب الجميع.. فأحبوه جميعهم على اختلافاتهم، ودعوا له جميعاً بعد رحيله، بل وأورثوا حب زايد لأبنائهم وأحفادهم.
هذا هو ميراث زايد وراشد.. أعظم ما تركه لنا زايد وراشد هي هذه القيم وهذه الروح وهذه الأخلاق.
أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر، ليس ارتفاع مبانينا، ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا. بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات.. نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر – على اختلافاتهم التي خلقهم الله عليها – بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي.. يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق.
ولا نرى الناس إلا سواسية كما خلقهم الله، لا فضل لأحد على غيره إلا بعمله وأخلاقه والتزامه بقانوننا ودستورنا واحترامه لدولتنا.
نحن جميعاً «عيال زايد»… وعيال زايد لا يحملون اسمه وحرصه على وطنه فقط، بل يحملون أيضاً قيمه وأخلاقه وسعة صدره وتسامحه وحبه للناس.. كل الناس.
وفقني الله وجميع إخواني وأخواتي المواطنين والمقيمين لكل ما فيه خير ومصلحة هذا البلد العظيم.