آمال إيزة – الشارقة
لاتزال التحضيرات متواصلة لإنجاح أكبر تظاهرة خاصة بمرضى السرطان، التي ستحتضنها و لأول مرة على مستوى الوطن العربي مسيرة “لنحيا” الرياضية التي ستنطلق يومي 17 و 18 نوفمبر الجاري في الجامعة الأمريكية بالشارقة، بهدف تقديم الدعم العيني والمعنوي لمرضى السرطان وأسرهم.
إمارة الشارقة التي عودتنا دائما على المُفاجئات السارة و التي لها أهداف عميقة خدمة للإنسانية و الثقافة والعلم، كيف لا و هي من تحصلت مؤخرا على ثوب آخر ستلبسه قريبا، حيث اختارتها اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، لتسجل الشارقة بذلك لقب أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، هذا إلى جانب اعتمادها كأول مدينة صحية.
ويرجع الفضل لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تحقيق الأمن الصحي وتوفير أفضل المعايير الصحية والبيئية في الإمارة، ووضع الصحة على رأس الأجندة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية للإمارة وضمان رفاه سكانها، الذي ساهم في اعتماد منظمة الصحة العالمية ل«الشارقة» كأول مدينة صحية في المنطقة، ضمن الشبكة الإقليمية للمنظمة بعد إيفائها بالمعايير والاشتراطات الصحية الجديدة المتعلقة بالمدن الصحية كافة.
بذات الشأن اغتنمنا فرصة تواجدنا بالمعرض الدولي للكتاب بالشارقة بدورته ال36 وزرنا جناح جمعية أصدقاء مرضى السرطان ,حيث إلتقينا بالدكتورة سوسن الماضي التي نوهت أنهم لمسوا تجاوبا ملحوظا منذ إطلاق خبر تنظيم المسيرة الرياضية العالمية “لنحيا” Relay for life، و التي تعتبر الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا , و بلغة الأرقام وضحت مستحدثتنا انهم سجلوا 16000 قاموا بتسجيل انفسهم بالموقع , و أكثر من 52 مدرسة ستشارك و أكثر من 6 جامعات , هذا إلى جانب 40 مؤسسة من القطاعين الخاص و العام , و بمساهمة 7 رعاة , وعن توقعاتهم أشارت ذات المتحدثة أنهم يتوقعون مشاركة 4 آلاف شخص بالمسيرة التي ستنطلق يوم 17 من شهر نوفمبر الجاري إبتداءا من الساعة الرابعة مساءا – عصرا- و ستستمر يوما كاملا .
وأضافت الماضي: “نتمنى أن نشاهد جميع المواطنين والمقيمين من مختلف الأعمار، صغاراً وكباراً، يومي 17و18 نوفمبر في الجامعة الأمريكية بالشارقة ليشاركوا معنا في هذه المسيرة الإنسانية التي تعكس روح التضامن المجتمعي، وإلتزام المجتمع بكافة أطيافه بمكافحة السرطان.”
و عن أهم فعالية تراها الدكتورة سوسن الماضي مدير عام جمعية أصدقاء مرضى السرطان، تكمن في افتتاح الممشى و الذي سيشهد مشاركة 200 ناجي من المرض اللعين أو مرض العصر كما يسميه البعض.
أما اليوم الثاني فسيكون من نصيب المرضى و الداعمين لهم , و يمشون بالمسيرة لكي يكسروا الآلام ويستبدلونها بالآمال و يلتقون بأشخاص آخرين و يتبادلون شحنات إيجابية و أوقات سعيدة , تمكنهم من التعايش مع مرضهم و التغلب عليه.
و ذكرت أيضا الدكتورة سوسن أنهم بعد غروب الشمس وفي الإختتام سيكرمون المشاركين و الداعمين لهذه المبادرة مع ذكر المرضى الذين فقدناهم و الترحم على أرواحهم.
هذا و تجدر بنا الإشارة أن الفعاليات ستكون مُنوعة خلال ال24 ساعة من عمر المسيرة , حيث ستكون هناك ألعاب رياضية , اليوغا , الإسترخاء , الألعاب الرياضية , كما ستضم التظاهرة التضامنية ركنا خاصا بالأكل و الطعام و الشراب ,التي تجعل الاشخاص المشاركين بالمسيرة يرتاحون , مع العلم أن المتطوعين بالمسيرة راح يجتمعون كل واحد بفريق بشكل منظم، وستخصص الجهات المنظمة للإعلاميين خيمة كاملة تجمعهم كلهم.
هذا و تجدر بنا الإشارة أن هذه المسيرة الرياضية هي مبادرة مُجتمعية عالمية، تُنظم في ست قارات، وتشمل أكثر من 29 دولة، وتعتبر أكبر جامع للتبرعات في العالم لمكافحة مرض السرطان، إذ تجمع سنوياً أكثر من 380 مليون دولار أميركي لدعم جمعيات مكافحة السرطان، و أشارت الجهات المُنظمة أن مهمة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، وجمعية السرطان الأميركية متشابهتين تماماً، ولا شيء يجسد ذلك أكثر من مبادرة مسيرة “لنحيا” الرياضية، و أشارت الدكتورة سوسن :” نحن جميعاً طرف في هذه المعركة ضد السرطان.”
مسيرة “لنحيا” الرياضية انطلقت لأول مرة في عام 1985 على يد الدكتور غوريون كلات، أخصائي جراحة القولون والمستقيم، ونجحت آنذاك بجمع 27 ألف دولار أميركي لصالح مرضى السرطان في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم توسعت لتصبح أكبر جامع للتبرعات في العالم، حيث تٌنظَم حالياً في 29 دولة، من بينها الإمارات التي انضمت مؤخراً لقائمة الدول التي تنظم هذه المبادرة العالمية، التي تمكَنت من جمع أكثر من خمسة مليارات دولار أميركي (18.3 مليار درهم) من التبرعات لصالح مرضى السرطان لصالح مرضى السرطان في مختلف أنحاء العالم منذ انطلاقها وحتى يومنا هذا.