مسؤولون في «مايكروسوفت» و«تيك ليب» و«أي بي أم»:
وأشاروا إلى أنه مع الذكاء الاصطناعي يمكن توفير 50% من التكاليف السنوية للعمل الحكومي، سواء فيما يتعلق بخفض الهدر في عدد المعاملات الورقية، أو توفير ملايين الساعات سنوياً المهدرة في إنجاز هذه المعاملات، وتوفير تكاليف النقل، وخفض كلفة إنجاز المشروعات، وتحقيق ارتفاع ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى أن تبني الذكاء الاصطناعي سيسهم في خلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية.
وقال رامز دندن المسؤول التكنولوجي لدى مايكروسوفت الخليج إن دولة الإمارات تحتفظ بدور رائد في تبني التكنولوجيات الجديدة والاستفادة منها، كما أنها وضعت خططاً طويلة الأجل لزيادة تنوعها الاقتصادي في هذا المجال واجتذاب الاستثمار وتنمية القطاع الحكومي والخاص وكذلك زيادة الناتج المحلي الإجمالي.
مشيراً إلى أن جميع المعطيات على أرض الواقع التي تعكسها مؤشرات التنمية تثبت أن دولة الإمارات من أكثر دول المنطقة استعداداً لتبني استراتيجية الذكاء الاصطناعي، بفضل سياسات وبرامج عمل متطورة تكنولوجية اعتمدتها في العقدين الأخيرين تحديداً، كما أنها أول دولة في المنطقة تتبنى «الحكومة الإلكترونية»، ثم سرعان ما تم تحويلها إلى «الحكومة الذكية» في العام 2013، في سابقة من نوعها في المنطقة.
وأوضح دندن أنه من المتوقع أن يصل سوق الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 418 مليون درهم بحلول عام 2021، حيث تكشف نتائج استطلاع آراء المستهلك الرقمي الذي أجرته «أكسنتشر» في عام 2017 أن أبناء الدولة مستعدون لقبول تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، حيث إن 76 بالمئة من المستخدمين راضون عن تطبيق الذكاء الاصطناعي.
وأشار دندن إلى أنه يمكن للحكومة مع الذكاء الاصطناعي أن توفر 50% من التكاليف السنوية للعمل الحكومي، سواء فيما يتعلق بخفض الهدر في عدد المعاملات الورقية، وتوفير ملايين الساعات سنوياً في إنجاز هذه المعاملات.
بدوره، قال سلمان يوسف المدير الإداري في شركة تيك ليب إن البنية التحتية التكنولوجية في دولة الإمارات مؤهلة جداً لتطبيق الذكاء الاصطناعي في برامجها وخدماتها، حيث رسخت ذلك في العمل الحكومي وشجعت العديد من الشركات الناشئة لتكون أكثر ابتكاراً خصوصاً في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن تخصيص وزير للذكاء الاصطناعي في الدولة يؤكد مدى مراعاة الحكومة للبنى التحتية التكنولوجية، واستعدادها للترحيب بالتقنيات الجديدة كالذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع المؤسسات سوف يسرّع من عملية تنظيم وتحليل البيانات التي تستخدم في الدراسات لتطوير المجتمع أولاً وتقديم خدمات استثنائية لأفراده، مشيراً إلى أن شركات التكنولوجيا يمكن أن تقدّم حلولاً كثيرة للعديد من القطاعات والهيئات الحكومية لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف.
وفي السياق ذاته قال عمرو رفعت، مدير عام «اي بي ام» في الشرق الأوسط وباكستان إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تعزيز ورفع الكفاءات البشرية، وفتح آفاق جديدة، ولا تقتصر أهمية هذه التقنية على الارتقاء بالذكاء البشري، وإنما ستساهم أيضاً على غرار أي تكنولوجيا تحولية أخرى بتوفير أشكال جديدة من فرص العمل.
وأوضح أن الشراكة بين التكنولوجيا والبشر ستساعد العملاء الحصول على الحلول والأجوبة المطلوبة بسهولة مع تقليص وقت الانتظار إلى أقصى حدٍ ممكن، ووفي الوقت التي تتطور فيه تقنية الذكاء الاصطناعي مع كل عملية تفاعل، يمكن للخدمات القائمة على هذه التقنية أن تساهم في تحسين حلول الخدمات وتجارب العملاء مستقبلاً.
أدى ظهور اكتشافين مهمين لجعل التعلم الآلي يبدو كوسيلة لدفع عجلة تطور الذكاء الاصطناعي نحو الأمام بالسرعة التي يمتلكها حالياً، وأحد هذين العاملين كان بفضل (آرثر صموئيل) الذي توصل في عام 1959 إلى أنه بدلاً من تعليم أجهزة الكمبيوتر كل ما تحتاج لمعرفته حول العالم وكيفية تنفيذ المهام ضمنه، فقد أصبح بالإمكان تعليمها أن تعلم أنفسها بنفسها، أما الثاني، فكان ظهور شبكة الإنترنت، والزيادة الهائلة في كمية المعلومات الرقمية التي يتم توليدها وتخزينها وإتاحتها للتحليل.
بمجرد ظهور هذه الاكتشافات، أدرك المهندسون أنه بدلاً من تعليم الكمبيوتر والآلات كيفية القيام بكل شيء، فإنه سيكون من المجدي أكثر ترميزها لكي تفكر مثل البشر، ومن ثم توصيلها إلى الإنترنت لإعطائها إمكانية الوصول لجميع المعلومات في العالم.
يشمل علم الذكاء الاصطناعي 7 مجالات حياتية، كما أنه يتميز بـ5 مميزات تؤهله لأن يكون عملة المستقبل الناجحة.
ومجالات الذكاء الاصطناعي هي تمثيل المعرفة، والشبكـات العصبية، والأنظمـة الخبيرة، ومعالجة اللغات الطبيعيـة، والنظـر، والرجـل الآلـي، والتعلم.
أما مميزاته: فهي التمثيل الرمزي، أي استخدام رموز غير رقمية وهذا يشكل نقضاً صارخاً للفكرة السائدة أن الحاسب لا يستطيع أن يتناول سوى الأرقام.
ثم الاجتهاد، وهي تعني أنه لا يوجد حل خوارزمي للمسائل التي يعالجها فلا بد إذن من الاجتهاد.وتمثيل المعرفة؛ وتعبر عن تطابق بين العالم الخارجي والعمليات الاستدلالية الرمزية بالحاسب.
والبيانات غير الكاملة، وتعني قدرة الذكاء الاصطناعي على التوصل لحل المسائل حتى في حالة عدم توفر جميع البيانات.وأخيراً؛ التعامل مع البيانات المتضاربة التي يناقض بعضها بعضاً.
ومن الإبداعات الرديفة للذكاء الاصطناعي ما يعرف بالواقع المعزز وهو واحد من أهم التكنولوجيات التي سوف يكون لها مستقبل واعد ويمكن تعريفه بأنه التكنولوجيا القائمة على إسقاط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلومات إضافية أو تكون بمثابة موجه له، على النقيض من الواقع الافتراضي القائم على إسقاط الأجسام الحقيقية في بيئة افتراضية.
ويستطيع المستخدم التعامل مع المعلومات والأجسام الافتراضية في الواقع المعزز من خلال عدة أجهزة سواء أكانت محمولة كالهاتف الذكي أو من خلال الأجهزة التي يتم ارتداؤها كالنظارات، والعدسات اللاصقة، وجميع هذه الأجهزة تستخدم نظام التتبع الذي يوفر دقة بالإسقاط، وعرض المعلومة في المكان المناسب كنظام تحديد المواقع العالمي (نظام التموضع العالمي)، والكاميرا، والبوصلة كمدخلات يتم التفاعل معها من خلال التطبيقات.
حيث تهدف تطبيقات معالجة اللغات الطبيعية إلى فهم عمليات التواصل الإنسانية الطبيعية، سواء المكتوبة منها والمنطوقة، والتواصل معنا في المقابل باستخدام لغة طبيعية مماثلة، والجدير بالذكر أن التعلم الآلي يستخدم هنا لمساعدة الآلات على فهم الفروق الشاسعة في اللغة البشرية، وتعلم الرد بطريقة يمكن أن تفهمها مجموعة معينة من الأشخاص، وغالباً ما ينظر إلى موضوع تطوير نظام ذكاء اصطناعي شبيه بالإنسان في نهاية المطاف وكأنه شيء مفروغ منه من قِبل التكنولوجيين، وبالتأكيد، فقد أصبحنا اليوم أقرب لتحقيق هذا الهدف من أي وقت مضى.
ونحن نتحرك نحوه بسرعة متزايدة، ولكن معظم التقدم المثير الذي شهدناه في السنوات الأخيرة كان بفضل التغييرات الأساسية في كيفية تصورنا لعمل الذكاء الاصطناعي، الذي كان ممكناً بفضل تطوير تقنية التعلم الآلي، لذلك نأمل أن تكون هذه المقالة قد ساعدت بعض الأشخاص على فهم الفرق بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.