أصبح محمد القاسم شخصية رياضية ملهمة ورمزاً للتحدي، لأنه اختار التعلق بالحياة بممارسة الرياضة ورفض الموت البطيء بسبب ما تخلفه السمنة المفرطة من أمراض قاتلة.
كشف محمد القاسم عن أن قصته مع السمنة بدأت منذ سنوات الطفولة المبكّرة، نتيجة الدلال المفرط من العائلة لأنه الابن البكر، وقال: كنت أحظى باهتمام مبالغ فيه من العائلة، وأحصل على كل شيء أرغب فيه من جميع أنواع الأكل والحلوى، والوجبات السريعة، حتى أصابتني السمنة في وقت مبكّر من عمري، واستمر وزني في الزيادة حتى أنهيت الثانوية العامة.
وأوضح محمد القاسم أن المشكلة لم تتوقف عند السمنة بل أصبح وزنه الزائد مصدر سخرية وشكل له عقدة نفسية، حتى أصبح يشعر أنه أقلّ قيمة من الآخرين، ما خلّف له تأثيراً سلبياً على معنوياته وأصابه الإحباط واستسلم لواقعه المرير.
وقال القاسم: كنت أشعر أني إنسان غير طبيعي، وبسبب سخرية زملائي مني تشكلت لديّ عقدة نفسية وأصبحت أتجنب الجلوس معهم ولا أشاركهم الأنشطة الرياضية المدرسية،، وبنهاية الثانوية العامة أصبح وزني في حدود 120 كلغ رغم أن عمري لم يتجاوز 17 عاماً، وعندما انتقلت إلى الجامعة تغيرت نوعية الأصدقاء وحتى نوعية الأكل باعتبار أننا كنا نلتقي كثيراً خارج أوقات الدراسة في المطاعم والحفلات، وبنهاية الدراسة الجامعية في 2007 أصبح وزني 160 كلغ.
وأضاف: عندما انطلقت في حياتي المهنية بإحدى الدوائر الحكومية ثبت وزني عند 160 كلغ لمدة 3 سنوات ولكن عودتي إلى مقاعد الدراسة لاستكمال شهادة الماجستير فسح المجال أمامي لزيادة الوزن حتى وصلت إلى 185 كلغ ومع تقدم العمر وقلّة الحركة أصبح وزني في 2013 حوالي 197 كلغ.
وكشف محمد القاسم عن أن نقطة التحول في حياته كانت مباراة كرة قدم عندما دعاه بعض أصدقائه لتولي حراسة المرمى باعتباره غير قادر على الركض في الملعب، وقال: وجدت أنها فكرة جيدة لكسر الروتين وممارسة أول نشاط رياضي في حياتي، وأثناء المباراة تعرضت لقطع في الأربطة السفلية للركبة، وتم نقلي إلى المستشفى وكشفت الأشعة عن أنني بحاجة إلى جراحة عاجلة، وبسبب السمنة كنت أعاني من ضغط في الدم لذا انتظرت 10 أيام في المستشفى تحت المراقبة الطبية حتى استقرار حالتي الصحية ويجد الطاقم الطبي الفرصة المناسبة لإجراء عملية التخدير.
وأضاف: «انتهت الجراحة بنجاح وتم تركيب قطعة حديد في الركبة وكان ذلك في بداية 2013، ثم اضطررت إلى إجراء جراحة ثانية بعد 9 أشهر لإزالة قطعة الحديد، وخلال هذه الفترة بين العمليتين زاد وزني 12 كلغ حتى أصبح 197 كلغ بسبب قلة الحركة والإجازة المرضية التي حصلت عليها من جهة عملي حتى أتفرغ للعلاج».
وتابع قائلاً: «بعد انتهاء العملية أخبرني الطبيب أنها كانت ناجحة 100%، وأنه بإمكاني الاستمرار في حياتي الطبيعية لكن هناك احتمال كبير بعودة الإصابة نفسها في حال عدم إنقاص الوزن بمقدار 50 كلغ على الأقل، لذا قررت اتباع حمية معينة لكن الطريقة لم تكن ناجعة وكلما قللت وزني 5 كلغ أستعيدها خلال فترة قصيرة، واكتشفت بعد ذلك أن الرجيم دون رياضة ليس له أي فائدة».
وفي بداية 2014 نصحني صديقي سعيد محمد المصوري بممارسة رياضة اللياقة البدنية، وأثناء تواجدي في تصفيات بطولة دبي للياقة البدينة التقيت أحد الشيوخ ودار حديث بيننا عن بدايتي في رياضة اللياقة البدنية (الكروسفيت) وبعد أن أخبرته أني أجريت عمليتين في الركبة وأسعى لإنزال وزني من خلال رياضة اللياقة البدنية أعطاني جملة من النصائح وشجعني بكلامه الذي كان له أثر كبير في نفسي لأعقد العزم على تحقيق هدفي.
واستمر دعمه لي من خلال متابعته الشخصية خلال مسيرتي لإنقاص الوزن التي انتهت بإنقاص 100 كم تقريباً خلال عام واحد، بمساعدة مدربين محترفين في مجال رياضة اللياقة البدنية بنادي انرفايت ومن خلال المواظبة اليومية على التدريبات للسنة الثانية على التوالي تمكنت من استعادة حياتي الطبيعية.
وأكد محمد القاسم أنه يتطلع إلى إكمال مشواره الرياضي في مسابقات التحدي، وبدأ التدرب على رياضة الدراجات الهوائية والسباحة بمعدل 3 مرات في الأسبوع، مشيراً إلى أنه عاقد العزم على المشاركة في بطولات الرجل الحديدي العام المقبل بدبي ثم في البطولات التي تقام خارج الدولة، وقال: «بعد أن كنت أعاني من الخمول أصبحت رياضياً بأتم معنى الكلمة بفضل العزيمة والإصرار، الآن بإمكاني إنهاء مسافة 90 كم بالدراجة الهوائية في أقل من 3 ساعات، والركض لمسافات طويلة».
وصرح محمد القاسم بأن حادثة مباراة كرة القدم غيرت مجرى حياته بالكامل ومتفائلاً بالمستقبل بعد أن كان متشائماً ولم يكن يفكر حتى في الزواج ولكن الأمر الآن أصبح مختلفاً 360 درجة، وقال: «نظرتي إلى الحياة تغيرت بشكل إيجابي، ونظرة المجتمع والناس لي تغيرت أيضاً، ومن كان يعرفني عندما كان عمري 20 عاماً لا يصدّق ما حدث معي وكيف نجحت في التغلب على السمنة والتخلّص من السمنة».
وأضاف: بعض الذين يعانون من السمنة يلجأون إلى الجراحة لإنقاص الوزن بينما ممارسة الرياضة يومياً واتباع نظام غذائي متوازن أفضل طريقة.