Site Loader

اختتم في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية مساء أول أمس، ملتقى رواية الشباب في الإمارات، بجولة جديدة مزينة بالشهادات والتجارب الإبداعية لثلاث روائيات إماراتيات مريم الغفلي وإيمان اليوسف وبدرية الشامسي، استطعن تحقيق حضور لافت في فضاء الرواية الإماراتية، وقد نظمت المؤسسة على مدى ثلاثة أيام في مقرها بدبي فاعليات الملتقى، حيث أجمع المشاركون على تطور رواية الشباب الإماراتية خلال السنوات الأخيرة وظهور تجارب ناضجة وتنافس إبداعياً، ومؤهلة للتتويج والفوز بالجوائز الأدبية.

 

وتجولت الروائيات الثلاث عبر تجارب إبداعية متنوعة في عالم الرواية، فتحدثت الكاتبة الإماراتية مريم الغفلي وقالت: لقد تأخرت في اكتشاف موهبتي ونشر ما كتبته، ربما يعود السبب أني كنت بحاجة لمن يأخذ بيدي في وقت مبكر، وبعد سنوات من «الكتابة السرية» وتشجيع المحيط لي كانت البداية مع رواية «طوي بخيتة» ثم «نداء الأماكن – خزينة» التي حصلت على جائزة العويس للإبداع 2014، وبعد ذلك نشرت «أيام الزغنبوت» التي فازت بالمركز الأول بجائزة الإمارات للرواية.

 

 

وعن تجربتها الإبداعية قالت الكاتبة الإماراتية إيمان اليوسف: بدأت بكتابة أول رواية «النافذة التي أبصرت» بعد ما يقارب الخمسة أو الستة أعوام من التفكير وقمت بنشرها عام 2014 وقد أشادت بالرواية لجنة تحكيم جائزة الإمارات في دورتها الأولى، ثم اشتركت في «برنامج دبي الدولي للكتابة» التي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وكانت تجربة فريدة تعلمت من خلالها طرق بناء الشخصية، وأصبحت أكثر قدرة وتمكناً من إدارة المشروع الروائي، وتعرفت على نقاط القوة والضعف في قلمي، ونتجت عن البرنامج روايتي الثانية «حارس الشمس» عام 2015، وقد فازت بالمركز الأول في جائزة الإمارات للرواية في دورتها الثالثة عام 2016.

 

وقالت الكاتبة الإماراتية بدرية الشامسي: أظن الكتابة كانت تكبر معي وتتشكل في مراحل مختلفة من حياتي، لكن عملية النشر تأخرت، ومرحلة الكتابة الجادة بدأت مع نشر أول كتاب في أدب الطفل، قصة «الأسماك الطائرة» مع دار النشر الإماراتية «الهدهد للنشر والتوزيع»، وأظن أن توقيع أول عقد مع دار متخصصة، فرض الكتابة كمسار للحياة، ومنذ ذلك الوقت وأنا مستمرة ومستمتعة بالكتابة في أدب الطفل، ومع نفس الدار نشرت كتاب «الماء يبحث عن لون»، وفاز بجائزة العويس الثقافية هذا العام عن فئة أدب الطفل، وقد أدار الجلسة الكاتب الإماراتي الشاب محسن سليمان.

 

تميزت الجلسة النقدية التي أدارتها الدكتورة مريم الهاشمي بحوار صب في قيمة النقد لتطوير الأدب، بينما كانت الحوارات والمداخلات أكثر دفئاً مع الشهادات الروائية وتحدث فيها الدكتور أحمد الزعبي عن «فضاءات الرواية الإماراتية الجديدة: مريم الغفلي ولولوة المنصوري نموذجاً»، وقال: أسهمت الأديبة الإماراتية في رفد المشهد الروائي المحلي بكتابات جادة طموحة كماً ونوعاً.

وإذا كان ينقص هذه الروايات الكثير على الصعيدين الفني والموضوعي، ولكنها قدمت جهوداً مشجعة إذا قيست بالفترة الزمنية القصيرة التي مرت بها، التي لا تتجاوز عقدين من الزمان، وتحدث أحمد الزعبي عن الحدث والقضية في رواية «عيناك يا حمدة» للكاتبة الإماراتية آمنة المنصوري، وفي رواية «طوي بخيتة» للكاتبة الإماراتية مريم الغفلي.

 

وأكد درويش أن جيلاً إماراتياً جديداً ينتمي إلى مجتمع المدينة الحديثة أو المجتمع المعولم المختلف ثقافةً واقتصاداً وأنماط سلوك وتفكيراً، وقال: ضمن هذا السياق نتتبع بعض ملامح الرواية الجديدة في تصديها لقضايا ومشكلات مرحلتها، واختار مجموعة من النماذج القصصية كاستشهاد في مداخلته.

 

وقالت الكاتبة الإماراتية “فتحية النمر”: الكتاب الإماراتيون يكتبون بوعي ثقافي عميق وهم محبون لبلادهم، ولكن هناك بعض العراقيل من قبل المؤسسات أمام الكاتب في ضرورة وجود هامش حرية كبير يستطيع الكاتب من خلاله معالجة القضايا من دون تشديد في الرقابة، بينما أكدت الكاتبة الإماراتية مريم الغفلي أن الرواية الإماراتية تشهد تطوراً ملحوظاً، وفي الفترة المقبلة سنشهد طفرة كبيرة في هذا المجال، خاصة في ظل ازدياد أعداد الكتاب الإماراتيين الشباب الذي وصفته «بالجيل المؤهل» للوصول إلي الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر».

 

وفي ختام الملتقى شكر الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عبد الحميد أحمد كل من شارك في تقديم الأوراق النقدية أو الشهادات الذاتية، وأكد أن أبواب المؤسسة مشرعة أمام الجيل الشاب الذي يمتلك رؤية معاصرة لقضايا مجتمعه، وطالب بأن يكون هذا الملتقى سنوياً، فإن ذلك من شأنه أن يخلق سبلاً لدعم وتنمية مواهب الكتاب الشباب.

Post Author: admin

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com