القاهرة – خالد بيومي :

قررت جامعة الدول العربية اختيار مدينة الأقصر كعاصمة للثقافة العربية للعام 2017 ، وهي خطوة على مزيد من التألق لهذه المدينة التاريخية ، فالأقصر مدينة التاريخ والحضارة التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ شاهدة على عظمة الإنسان المصري الذي ارتقى بعلومه وفنونه منذ سبعة آلاف عام . وقد تسلم النمنم شعلة الثقافة العربية في مدينة صفاقس التونسية ( عاصمة الثقافة العربية 2016 ) لينقلها إلى مدينة الشمس ( الأقصر ) وبهذه المناسبة عقد وزير الثقافة حلمي النمنم مؤتمرا صحفيا في معبد الأقصر كشف فيه عن برنامج الاحتفالية ، وأكد أن هذا الاختيار يعكس عمق المخزون الثقافي والإبداعي وكنوز التاريخ والتراث التي تزخر بها الأقصر .
وأضاف النمنم : “في فترة من الفترات نشبت معركة مشتعلة حول الأقصر بين فريقين ، أحدهما أنصار الفرعونية والآخر يمثله أنصار التيار العروبي، وأردنا باختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية تأكيد عدم وجود خلافات وأنَّ كل الحضارات والثقافات تتكامل في التاريخ المصري وداخل الشخصية المصرية.

وأعلن وزير الثقافة عن استضافة الأقصر شهريًّا ممثلين عن ثقافة بلد عربي بمثقفيها وكتابها وأدباءها، كما سيتم عمل حفلات فنية لدار الأوبرا بالمحافظة مرة أو مرتين على الأقل شهريًّا، موضحا أنه سيتم استهداف المدن المحيطة بالأقصر، لإقامة فعاليات بها ، ليشمل الإشعاع الثقافي القرى والمدن المحيطة بالعاصمة. كما سيتم إقامة معرضين للكتاب على مدار العام .
وصرح محمد بدر محافظ الأقصر، أن الفعاليات ستشمل احتفالات فنية وثقافية في مختلف المواقع بالمحافظة منها إقامة ٧ حفلات فنية بساحة معبد الكرنك الفرعونية ، يشارك فيها فنانون كبار منهم لطفي بوشناق ومدحت صالح وعلي الحجار.
وتسعى وزارة الثقافة بقطاعاتها المختلفة خلال هذا العام إلى تفعيل المبادرات الثقافية والفنية الخلاقة وتنمية الإبداع من خلال المشاركة المجتمعية في الحياة الثقافيّة بجانب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواصلة حوار الثقافات وتلاقي الحضارات بين الشعوب بهدف نشر المفاهيم والقيم السامية التي تحث علي التآخي والتسامح بين البشر لذلك اختيرت مجموعة من المواقع الهامة في المدينة لتحتضن الفعاليات التي بدأت يوم20 مارس،حيث أقيمت حفلات فنية خلال شهر مارس في ساحة معبد الكرنك الذي سجل التاريخ على جدرانه نقوشاً شاهدة على عظمة وعراقة العلوم والفنون المصرية لأقدم شعوب الأرض وأحيتها فرق ومطربو الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية بمشاركة نخبة من نجوم الطرب في مصر والعالم العربى منهم مدحت صالح – محمد الحلو ( مصر ) ، محمد الجبالى ( تونس ) ، كريمة الصقلي ( المغرب ) بالإضافة إلى معارض للحرف التراثية في منطقة البازارات المغلقة منذ أكثر من خمس سنوات مع مجموعة من العروض الفلكلورية والفنون الشعبية بالشوارع والساحات المفتوحة بين جموع المواطنين وزوار المدينة لفرقة رضا بجانب فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية .

 
وفى شهر ابريل أقيم المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية وندوات عن تاريخ الأقصر وواقع الثقافة بها كما سيقام معرضاً وثائقياً وآخر للفنون التشكيلية ، بالإضافة إلى مهرجان للتحطيب وحفل لأوركسترا بيت العود العربى كما ستعقد أمسيات شهرية بعنوان” رواد العواصم ” يشارك فيها شخصيات ثقافية بارزة من العواصم العربية منها : الكويت ،الإمارات ، السعودية ، المغرب ، العراق ، سوريا ، السودان ، فلسطين ، لبنان ، عمان ، والجزائر .
المسرحيين العرب ، وتناقش ندوة محورها التأثيرات المتبادلة بين الثقافتين العربية والأفريقية وينظم المركز القومي للسينما أسبوعا للأفلام التسجيلية عن مدينة الأقصر.
و خلال شهر رمضان ينظم حفل لفرقة المولوية المصرية بقيادة المنشد عامر التوني وابتهالات وتواشيح دينية للشيخ محمود التهامي وعروضاً فنية لفرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية. وفى شهر يوليو سيقام أسبوع للأفلام التسجيلية عن القدس في شهرأغسطس سيقام معرضاً لأعمال الملتقى الدولي للخط العربى .
وخلال شهر سبتمبر تقدم حفلات لفرق الموسيقى العربية وبعض الفرق الشابة التي تقدم تجارب فنية متفردة ومعرضين للكتاب والصور. وتتواصل الفعاليات في شهر أكتوبر بإقامة الدورة رقم211 للمهرجان القومي للسينما المصرية وملتقى القاهرة الدولي السادس للمأثورات الشعبية والمؤتمر الدولي للتراث الثقافي كما سيتم الاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف مقبرة سيتي الأول .
وفى شهر نوفمبر تحتفل الأقصر بعيدها القومي الذي يتواكب مع الاحتفال بمرور 955 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ، و113 سنة على اكتشاف مقبرة نفرتارى حيث تقدم عروض لفرقة التنورة التراثية
وخلال شهر ديسمبر يعقد ملتقى الأقصر الدولي للتصوير الذي يشارك فيه فنانون من الدول العربية ويحتفل بمرور 42 عام على افتتاح متحف الأقصر
ومع مطلع عام 2018وخلال شهري يناير وفبراير تقام حفلات موسيقية وندوات عن شخصيات بارزة من الأقصر ومعارض للخرائط والفنون التشكيلية وورش عمل للفنون التقليدية والحرف التراثية .
وتختتم الفعاليات في شهر مارس باحتفالية فنية ضخمة تتضمن جميع أشكال الفنون بالإضافة إلى مراسم تسليم الشعلة إلى مدينة البصرة بالعراق .