|  آخر تحديث مارس 16, 2017 , 10:40 ص

ثقافة الجري وراء القطيع


بقلم: مجد الشيخة - ( سوريا )

ثقافة الجري وراء القطيع



أشعر أن الجري وراء القطيع فضيلة و محاولة المشي عكسه باتت رذيلة، بسببها تُطرد من القطيع. عزيزي صرت تشكل خللاً محورياً في تركيبة أصابها نفاق النفس، لأنك حاولت التفكير على خلاف مايفكر الجميع أو لأنك تصرفت تصرفاً يعاكس تطلعات الجماهير.
دون العودة إلى مآثر الماضي؛ لنبحث في فلك الحاضر بعض الوقت.
من منا قرر مرة الاِبتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي لن أقول جميعها، الفيسبوك فقط ليوم أو إثنان لا أكثر، و طرح الفكرة أمام جمع من الأصدقاء؟
حصلت مسبقا على دزينة من ردات الفعل (أمجنون أنت!، كيف تحتمل ذلك؟، لماذا؟) إن جاوبت على هذا الأخير، أن ذلك المسمى موقع التواصل الاجتماعي كان أول الأسباب في انقطاع تواصلك مع من حولك ولا وظيفة له إلا إضاعة الوقت وتأجيل الأعمال، تكون وضعت نفسك في مأزق أكبر من سابقه حين طرحت فكرتك المشئومة.
عندما راودتني فكرة هذا المقال لم أسأل نفسي لماذا أملك حساباً على الفيسبوك لكن الأن وجهت لنفسي ذلك السؤال، و مافاجأني أنني لم أجد أيّ إجابة على سؤالي ثم أنني لا أذكر ماهو السبب الذي دفعني لإنشائه. كل ما أذكر أني وجدت نفسي حينها أفعل كما يفعل الجميع، ثم أنني أملك هاتفا ذكياً فما الذي يمنعني من الدخول إلى الفيسبوك.
مازلت في العقد الثاني من عمري، لم أحيا ماضياً مزدهراً ثم اضمحل، أدركت أول ما أدركت انحطاط الواقع، لم أشهد الازدهار إلا من الكتب فكيف لي ألا أجد القطيع سبيلاً للخلاص، رغم اعتقادي التام بأن الكثير من تصرفاتي خاطئة خارج دائرة الصواب، اطمأن نفسي أن الجميع يسير في نفس الوجهة، أتابع ثم أقف، أفكر ملياً، تراودني الفكرة السابقة، فأحرك قدمي عوضاً عن عقلي و أتابع الجري فما الضير في أن استمر؟.
تابعت الجري صامتاً مغمض العينين مغيباً لم أسأل أحد عن وجهتنا لأن الجميع لايعلم أين نتجه، فلماذا لا أمشي كما الجميع بنفس الاتجاه لربما نجد كنزاً أو يفقدنا الطريق فنسقط.
و مازلنا نتابع المسير دون دراية بالوجهة هذا إن كانت هناك وجهة نقصدها.

 

تكونت لدى غالبيتنا ثقافة القطيع هذه، في أدق تفاصيلنا خصوصية. ثم فجأة و بدون سابق إنذار، تصطدم بكتاب ما وقد استحوذ على عقل الجميع واستحوذ الجميع عليه، و امتلأت به المكتبات والمعارض بشكل جنوني، يثير القراء.
نقرأه وكثير غيره بنفس الطريقة، و النتيجة أننا نصل ولكن بعد وصولنا، واستمتاعنا بقراءة ماتنصح به دور النشر والمجتمع، نشهد بعث أفكارنا من رفات أفكارهم الميتة؛ ليبدأ انحدارنا نحو القمة، يوهمنا الطريق أن الصعود حليفنا فلا ندرك الطريق إلا بعد سقوطنا.
ثم إن حصولنا على أجهزة ذكية لا يدل على أننا بالذكاء الكافي للمشي بالاتجاه الصحيح.

 
وجب التنويه : لا أقصد الإساءة لأحد، وإنما أقصد من جحظت عيونهم وجفت عقولهم وتعلقت أفئدتهم بالوهم لا أكثر.

 

 

بقلم: مجد الشيخة – ( سوريا )


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com