امتطيت صهوة خيالي وارتحلت بعيداً، ثم تفكرت وتمهلت قليلاً، تجولت هنا وهناك، أخذت معي فنجان قهوتي، وجلست في البعيد على شاطئ الرمل، عند ساحل البحر.
صوت البحر متناغم بألحانه، موجٌ جميل بنقوشه الفضية، هواء يملأ صدري بنقائه، سيمفونية ربانية يعزفها جميل صنعه، تجردت من قيد قدمي ومشيت حافية، عدت إلى طبيعة ذاتي التي أحترمها بصفائها.
جميلٌ هو شعوري الآني، وأنا أتخيل روحي المتألقة على شط هذا البحر.
توقفت مع روحي النقية قليلاً، تأملت معها البحر الكبير، وتأملت السماء بغضائها الرحب، وأطلقت العنان لأحاسيسي، وأخذت أناملي تخط على رمال البحر، مسطرة أحرف وكلمات، نقشتها بيدي على تلك الرمال الجميلة، منسابة بهدوء بريء زكي، أكتب قصتي الجميلة، وذكرياتي الرائعة مع ذاتي.
كنت طفلة في ذلك الوقت، وذاكرتي هي التي قادتني إلى هذا البحر وتلك الرمال، كنت أجرى دون اتجاه وبكل حرية.
في هذه اللحظة ، تخيلت طفولتي الانسيابية، وتساءلت مع نفسي؛ لم لا أكمل المسيرة…؟
ثم عدت أكتب على الرمال من جديد ، وأسطر كل ما يخطر في بالي من أجمل الذكريات وأروعها، وأنقش بأناملي وأرسم عالمي الجميل.
نقشت على رمال البحر قصتي الجديدة ، قصتي التي هي من قراري أنا.
أنا سعيدة ومبتهجة، ويوماً بعد يوم تزداد سعادتي وبهجتي، تُرى لماذا…؟
لأني راضية من كل قلبي ومن أعماق وجداني بما كتبه الله لي أولاً وقبل كل شيء، ثم لأني أنا من أحدد من أكون، وإلى أين أتجه.
أنا أنثى تحب الحياة، ومنطلقة بها فيها بكل حب وسكينة ورضا.
فقط؛ هذا ما نقشته على تلك الرمال الناعمة، واختصرت بها قصتي، التي هي وليدة من داخل ذاتي المطمئنة.
بقلم: خولة الطنيجي – ( الإمارات )