وجّه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، كافة دوائر وهيئات ومؤسسات حكومة دبي لاتخاذ التدابير الفورية ووضع الخطوط العريضة للمبادرات والمشاريع والبرامج التي من شأنها تأكيد نجاح «عام الخير» الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وباتباع أعلى مستويات التنسيق بين مختلف قطاعات الحكومة وكذلك بالتعاون مع الجهات الاتحادية للخروج بأفضل النتائج الممكنة ترسيخاً لمكانة دولة الإمارات وريادتها في مجال العطاء الذي شملت أوجهه مختلف ربوع الأرض.
وقد وصف سمو ولي عهد دبي إعلان صاحب السمو رئيس الدولة عام 2017 عاماً للخير بأنه رسالة جديدة تقدمها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة للعالم مؤداها «نحن دولة الخير والسلام، نريد الخير للناس ولا ندخر جهداً في توفير أسبابه للبشر جميعاً»؛ وقال سموه بهذه المناسبة: «يحمل إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2017 ليكون»عام الخير«، رسالة تؤكد دولة الإمارات من خلالها مجدداً نهجها الذي سارت عليه لسنوات وعقود في إجزال العطاء ونشر أسباب السعادة بين الناس، وترسيخ دورها الذي اختارته لنفسها كنافذة للأمل تبعث في النفوس تفاؤلاً دائماً بغد أكثر إشراقاً بإفشاء روح المحبة والتسامح وتشجيع التكاتف بين أفراد المجتمع والوقوف إلى جانب كل من يستحق العون حتى في أبعد بقاع الأرض عنّا».
وأضاف سموه: «اقترن اسم الإمارات وعلى مر السنين بالخير الذي سعت قيادتنا الرشيدة أن يعمَّ أهل الأرض جميعا دون تفرقة لا على أساس جنس أو لون أو مُعتقد، وأطلقت مبادرات وبرامج نوعية طالت شعوباً تفصلنا عنها آلاف الأميال، لتسطر دولتنا اسمها بأحرف من نور في سجل التاريخ، وتصنع لنفسها مكانة خاصة في قلوب إخوة وأخوات لنا في الإنسانية في مناطق متفرقة من العالم، ضمن مسيرة الخير والعطاء التي بدأها رجل رأى أن شكر النعمة لا يكتمل إلا بإجزال العطاء، ونشر أسباب السعادة بين الناس، ومعاونتهم على قضاء حوائجهم بغض النظر عن جنسهم أو معتقدهم أو ثقافتهم، وهو المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ليسير على خطاه من بعده، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومعه أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومعهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتتصدر الإمارات المراكز الأولى عالمياً في مؤشرات العطاء.
وشدد سمو ولي عهد دبي على أن الإطار الواضح للعمل خلال»عام الخير«بمرتكزاته الثلاثة وهي ترسيخ المسؤولية المجتمعية لدى مؤسسات القطاع الخاص، وروح التطوع، وخدمة الوطن، يساهم في تعظيم الأهداف المرجوة ويعين على الوصول إلى نتائج إيجابية محددة خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.
وأوضح قائلاً:»جاءت توجيهات سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم واضحة بضرورة وضع إطار عمل شامل يكفل أعلى درجات التنسيق للتوصل إلى أفضل ما يمكن تحقيقه من مخرجات تعود بالنفع الملموس على المجتمع سواء كان ذلك في إطاره المحلي أو على المستوى الخارجي«.
وحول المحور المتعلق بتأصيل خدمة الوطن في نفوس الأجيال الجديدة، أضاف سموه:»لا شك في أن خدمة الوطن هي من أعظم أوجه العطاء الذي يمكن للإنسان القيام بها في حياته وأنبل ما يمكن أن يقدمه عرفاناً وإعزازاً للأرض التي تربى ونشأ على قيم حبها والإخلاص لها والتفاني في خدمتها، حتى وإن كان العطاء للوطن لا يمكن أن ينحصر في مكان أو زمان؛ إلا أن هذا العام سيكون بمثابة تحد جديد للذات في الاجتهاد في مضاعفة العطاء وإظهار مدى انتمائنا لوطننا الذي لم يبخل على أبنائه يوماً بدعم ومؤازرة وتشجيع«.
وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إن حكومة دبي ستعمل على الفور في اتخاذ كافة الخطوات اللازمة للمشاركة في دعم»عام الخير«وإنجاح أهدافه، بتحديد الأدوار والمسؤوليات لاسيما في ناحية التنسيق مع القطاع الخاص الذي أثبت على مدار عقود جدارته بتحمل المسؤولية كشريك رئيس للقطاع الحكومي في مسيرتنا التنموية الشاملة، إذ كان لمؤسسات القطاع الخاص نصيب وأثر واضح في تلك المسيرة، ما يؤكد ثقتنا في قدرتها على مواصلة القيام بدورها كاملاً في إطار علاقة نموذجية تقدم للعالم مثالاً يحتذى في كيفية التعاون في الحفاظ على المكتسبات التنموية ومضاعفتها نحو درجات أرقى من النجاح المشترك.
وأشاد سمو ولي عهد دبي بالدور الإيجابي الكبير الذي طالما اضطلع به القطاع الخاص في مسيرة الإمارات التنموية، مؤكداً ثقته في أن التعاون القائم بين الحكومة والقطاع الخاص سيكون له أثره الملحوظ في تحقيق أهداف عام الخير، وقال سموه:»إن ثقتي كبيرة في قدرة مجتمعنا بأفراده ومؤسساته على المشاركة الإيجابية لجعل هذا العام علامة فارقة في تاريخ الإنسانية، ومرجع هذه الثقة هو ما أحرزته دولتنا على مدار تاريخها من إنجازات عميقة الأثر ساهمت في تحويل حياة ملايين البشر حول العالم إلى الأفضل؛ فمن صَنَع تلك الإنجازات قادر على أن يقدم المزيد بمضاعفة العمل، وعقد العزم، والإصرار على أن نكون جميعاً، كل في موقعه، سفراء للخير، نرفع اسم دولة الإمارات عالياً ونبقي رايتها خفاقة، ونؤكد مكانتها في قلوب شعوب الأرض، ونروي شجرة الخير التي زرعها زايد لتلقي بظلالها الوارفة كعهدها دائما لتبقى الإمارات مصدر الأمل والتفاؤل والسعادة وليبقى اسمها دائماً مرادفاً للخير والتقدم والنماء”.