تقرير – آمال إيزة
اعتبر الدكتور محمد بغداد ان العلاقة بين السياسي والإعلامي في العالم العربي علاقة معقدة تحكمها الظروف المستجدة وهي الحالة التى تساعد في الكثير من الاحيان في المساهمة , في بناء مشهد تفاعلي تتحقق فيه بناء ديمقراطية ناجحة.
منوها بذات السياق و على هامش مشاركته في الندوة الدولية التى نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام بالتعاون مع مؤسسة “دوتشه فيله” الألمانية، أن الظروف الحالية تتطلب الخروج من مرحلة كثافة الهيمنة الى آفاق هندسة التجاذب.
هذا و قد أكّد الإعلامي والكاتب محمد بغداد، أن “التصور الذي يمتلكه السياسي عن الإعلامي مرتبط بمخيال عربي مرّت عليه سنوات ولم يتغير، يجعل النظرة إلى الصحفي تختزل في خانتين، إما أن يكون مواليا أو أنه بخلفيات تحكم أداءه غير المرغوب فيه”.
جاء هذا خلال مداخلته الموسومة بــ تحول المسلمات في علاقة السياسي بالإعلامي من كثافة الهيمنة إلى هندسة التجاذب في فعاليات الندوة الدولية التى نظمت بالتعاون ما بين مركز هسبريس للدراسات والإعلام ومؤسسة “دوتشه فيله”، والتي شارك فيها كل من الدكتور زاهير غول من تركيا والدكتور إدريس الكنبوري من المغرب ووزير الاتصال المغربي مصطفي خلفي.
وفي اللقاء الذي ناقش موضوع “الإعلامي والسياسي..أية علاقة؟”، عاد قليلا إلى الوراء خلال مداخلته وأشار إلى أن “نظام الدولة، كيفما كانت طبيعته، يمتلك تصورا حول تأطير الفضاء العام ليسيطر عليه”، مضيفا: “مع الوقت تجذرت هذه الفكرة فأصبح النظام يرفض من يشاركه في تسيير الشأن العام”.
“لكن العالم العربي حسب ذات المتحدث ,عرف في السنوات الخمس الأخيرة، خاصة مع ما سمي ب’الربيع العربي’، مجموعة من التغيرات في المفاهيم المتعلقة أساسا بالصحافي والمؤسسة الإعلامية”، موضحا أن “الأنظمة ربما سعت في هذه الفترة إلى ضبط أو محاورة أو محاباة الصحافي، في وقت كانت تتجاهل أن هنالك وقائع ما”، وزاد مستدركا: “لكنها لم تجد الصحافي بمفهومه الكلاسيكي، إذ تغيرت الأوضاع لتنتج ما يسمى “الصحافي المواطن”، الذي جاء بتصور جديد يرفض سلطة الرقابة”.
وأشار المتحدث نفسه إلى القوانين الضابطة لمهنة الصحافي في الأقطاب العربية، مضيفا: “جميع القوانين المتعلقة بهذا الموضوع في كل البلدان العربية تشترك في خاصيتين، أولهما خاصية الضبط..إذ إن المشرع أو واضع القوانين المتعلقة بالإعلام يعطي الانطباع بأن هنالك فوضى يجب ضبطها، في حين تتمثل الخاصية الثانية في إغفال المشرع أن الصحافي إنسان يمكن أن يخطئ”، وزاد: “هناك نية سلبية بشكل مسبق تجاه الإعلامي، تجعله بخلفيات وإيديولوجيات موجهة ضد السياسي”.
و ختم رئيس الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي مضيفا بأن “السياسيين في مجموع العالم العربي لهم الرؤية نفسها تجاه الصحافي، وهي رؤية مرتبطة بالمخيال العربي وتصوره للعملية التواصلية، ومرتبطة كذلك بالتصور الذي فرضه السياسي على الشأن العام، إذ أصبح الصحافي مخيرا بين الانضمام إلى الدائرة نفسها وتدبير الشأن العام بمنظور السياسي، أو يتم التعامل معه بما يعرف بإستراتيجية التهمة، ليصبح متهما بأن لديه نيات مبطنة وبأنه مسير من طرف جهات معينة”، على حد قوله.
وخلص المتحدث نفسه، في معرض حديثه، إلى أن “السياسي يعتبر الصحافي أو الإعلامي بوابة لصناعة النجومية، خاصة مع اقتراب فترات الانتخابات “.