اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ترسية عقد مشروع مسار 2020 لتمديد الخط الأحمر لمترو دبي من محطة «نخيل هاربر أند تاور» إلى موقع معرض إكسبو 2020 بطول 15 كيلومتراً على تحالف «إكسبولينك»، والذي يضم شركات فرنسية وإسبانية وتركية بتكلفة 10.6 مليارات درهم.

وأكد سموه أن «مشروع مترو دبي مفخرة معمارية لنا، افتتحناه في 9/9/2009، وأصبح جزءاً من طبيعة الحياة في دبي، ونقل في 2015 وحدها أكثر من 170 مليون راكب»، مضيفاً سموه «نتطلع دوماً لإضافات جديدة نكمل بها رسم أجمل لوحة معمارية وحضرية في الإمارات».

وقال سموه عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «اعتمدنا بحمد الله تمديد الخط الأحمر لمترو دبي (مسار 2020)، بإضافة 50 قطاراً جديداً، ومسار يمتد 15 كم بقيمة 10 مليارات درهم، المسار الجديد سينقل 125 الف راكب يومياً، وسيخدم عند انتهائه الحدث الأكبر في المنطقة (إكسبو2020) والذي سيستضيف 25 مليون زائر»، وحيا سموه فريق العمل قائلاً: «كل التحية لفريق العمل من المهندسين والشركاء والاستشاريين».

ووجه سموه بوضع مشروع تمديد الخط الأحمر لمترو دبي موضع التنفيذ الفوري، وتوفير كافة المتطلبات اللازمة للانتهاء من المشروع وفق أرقى المواصفات العالمية وبما يضمن أعلى درجات الراحة لمستخدمي المترو وضمن الإطار الزمني المحدد، لاسيما وأن الامتداد الجديد سيخدم حدثاً عالمياً ضخماً يُقام للمرة الأولى في الإمارات ضمن أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ومن المتوقع أن يستقطب حوالي 25 مليون زائر خلال فترة انعقاده في دبي والتي تستمر إلى 6 أشهر، فضلاً عن كون المشروع سيشكِّل شرياناً حيوياً يخدم متطلبات النمو السكاني في المناطق التي سيمر مسار المترو بمحاذاتها.

وقال مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في فندق أرماني دبي أمس عقب توقيع العقد مع تحالف «إكسبولينك»، إن مشروع «مسار 2020» يأتي في إطار خطة دبي 2021 لتحقيق النمو المستدام وتطوير بنى تحتية وخدمية عالمية المستوى، كما يأتي تنفيذاً للخطة الاستراتيجية 2021 التي وضعتها هيئة الطرق والمواصلات في دبي لبناء منظومة نقل جماعي حضارية متطورة تشمل خطوطاً للمترو والترام وأخرى للحافلات والنقل البحري.

وأضاف: «تم اختيار التحالف المُنفّذ للمشروع من خلال مناقصة عالمية شاركت فيها 10 تحالفات تضم كبرى الشركات المتخصصة في مجال تنفيذ أنظمة المترو من مختلف دول العالم، وقدمت 5 منها عروضاً فنية ومالية، وتم التفاوض في المرحلة النهائية مع تحالفين انتهى إلى ترسية عقد المشروع على تحالف إكسبولينك بقيادة شركة ألستوم الفرنسية، وأكسيونا الإسبانية، وجولرماك التركية، مشيراً إلى أن شركة ألستوم ستتولى بموجب العقد توريد 50 قطاراً منها 15 قطاراً لخدمة معرض إكسبو، و35 قطاراً لتطوير مستوى الخدمة في مترو دبي، كما ستتولى الشركة الأعمال الكهروميكانيكية، فيما ستتولى شركة تالس الفرنسية أعمال الأنظمة التقنية، وستقوم شركتا أكسيونا وجولرماك بالأعمال المدنية.

وقال مطر الطاير: «أصبح لدينا خبرة في المترو وتعلمنا دروساً كثيرة منها ما يتعلق بتصاميم المحطات والتغييرات في مداخلها والمسارات الداخلية بهدف استيعاب عدد أكبر من الأفراد، وصيانة المحطات بالنسبة للغسيل والتنظيف الخارجي وتم مراعاة ذلك في التصاميم الحالية، وكذلك الأمر هناك تغيرات في عملية توريد الطاقة ومراعاة تصميم عربات القطار.

وأوضح أن عدد مستخدمي مترو دبي يبلغ أكثر من 600 ألف راكب يومياً وهذا الرقم كنا يتوقع أن يحقق بعد عامين ولكن زيادة الإقبال على المترو والنجاح الباهر الذي حققه هذا المشروع الرائد كان سبباً في إقبال الجمهور على استخدامه.

وذكر أن الهيئة لديها 79 قطاراً في شبكة قطارات دبي وفي مشروع مسار 2020، سوف يتم شراء 50 قطاراً، لتلبية الإقبال المتزايد على المترو، لافتاً إلى أن الهيئة حصلت على أقل الأسعار في هذا المشروع مقارنة بالأسعار العالمية، بينما قيمة محطات مترو دبي أعلى بنسبة تتراوح بين 20-30% مقارنة بدول العالم، وذلك لأن هذه المحطات وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لا تقل فيها الخدمات عن الـ 5 نجوم.

وبين الطاير أن مشروع مسار 2020، مر بعدة مراحل تقييم حتى تم ترسية العرض على التحالف، مشيراً إلى أن الهيئة لديها الحقوق الكاملة لتسمية المحطات وسيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.

وأوضح مطر الطاير، أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي وضعت أسس حوكمة وتقييم عروض مشروع مسار 2020 لضمان الشفافية وتحقيق أفضل النتائج التي تضمن تحقيق رؤية إمارة دبي في استضافة معرض إكسبو 2020، حيث تم وضع أهداف ومعايير واضحة لعملية التقييم الفني المالي خلال مرحلة طرح المناقصة، ارتكزت على عدد من المحاور منها برنامج تنفيذ المشروع، وتكامل وربط الأنظمة مع الخطوط الحالية لمترو دبي، وتصميم المحطات وأساليب الإنشاء الحديثة في المشروع، وكذلك تقنيات وأنظمة القطارات التي يتم توريدها في المشروع، مشيراً إلى أن عملية التقييم تمت من خلال لجان وفرق عمل متخصصة واستشاريين عالميين، وشارك فيها قرابة 100 متخصص من قبل الهيئة واستشاري المشروع.

وتطرق الطاير في حديثه خلال المؤتمر الصحافي، إلى عملية ربط مسار 2020 بالخط الأحمر لمترو دبي، وقال: «وضعت هيئة الطرق والمواصلات في دبي خطة متكاملة لمشاريع الطرق والنقل والمواصلات لخدمة معرض إكسبو، وأحد أهم هذه المشاريع هو مسار 2020، وقامت بالتنسيق مع جميع المطورين والجهات الخدمية الحكومية ضمن المسارات المقترحة للمترو للتأكد من أن مسار 2020 سيدعم المناطق الحيوية التي يخدمها هذا المشروع الحيوي على المديين القريب والبعيد، كما رُوعي في إعداد هذه الخطة تحقيق الاستدامة في المشروع بحيث يربط المسار موقع معرض إكسبو بعدد من المشاريع والمواقع الحيوية التي تضم مناطق ذات كثافة سكانية عالية يصل تعداد سكانها إلى 270 ألف نسمة، مثل الحدائق، وديسكفري جاردنز، والفرجان، وعقارات جميرا للجولف، ومجمع دبي للاستثمار».

وأضاف: «يبدأ مسار 2020 من محطة نخيل هاربر اند تاور على الخط الأحمر، بطول 15 كيلومتراً، منها 11.8 كيلومتراً فوق مستوى سطح الأرض، و3.2 كيلومترات تحت مستوى سطح الأرض، ويضم المشروع 7 محطات، منها محطة تبادلية مع الخط الأحمر، ومحطة في موقع إكسبو، و3 محطات مرتفعة ومحطتان تحت مستوى الأرض».

وأشار الطاير إلى أن الطاقة الاستيعابية لمسار 2020، تقدر بنحو 46 ألف راكب في الساعة في الاتجاهين، ووفقاً للدراسات التي أعدتها الهيئة يتوقع أن يصل عدد مستخدمي مسار 2020 إلى نحو 125 ألف راكب في اليوم في عام 2020، ويرتفع إلى قرابة 275 ألف راكب في اليوم بحلول عام 2030، كما أظهرت الدراسات قيام قرابة 35 ألف زائر يومياً باستخدام محطة إكسبو 2020 للوصول إلى موقع المعرض خلال أيام الأسبوع، ويرتفع العدد لنحو 47 ألف زائر يومياً خلال أيام نهاية الأسبوع، ويمثل هذا العدد قرابة 20% من إجمالي عدد الزوار اليومي المتوقع لمعرض إكسبو.

وحول البرنامج الزمني لتنفيذ المشروع، قال مطر الطاير: «سيتم البدء بأعمال التنفيذ في الربع الأخير من العام الجاري، ويتوقع البدء في عملية التشغيل التجريبي في الربع الأخير من عام 2019، على أن يبدأ التشغيل الرسمي في الربع الثاني من عام 2020، وتحديداً في الـ 20 من مايو لعام 2020، أي قبل خمسة أشهر من افتتاح معرض إكسبو 2020.

وفيما يخص تمويل مشروع مسار 2020، قال الطاير إن الهيئة وبالتنسيق مع دائرة المالية في حكومة دبي طلبت من التحالفات تقديم عروضها التمويلية اختيارياً أثناء المشاركة في المناقصة، وستقوم دائرة المالية باختيار النموذج التمويلي المناسب بما يحقق الاستدامة المالية للمشروع حالياً وفي المستقبل.

ومن جانبه قال عبدالمحسن إبراهيم يونس المدير التنفيذي لمؤسسة القطارات إنه تم إعداد مجموعة من المعايير الفنية تم تضمينها في الوثائق الخاصة بالمشروع لتحقيق مبدأ الشفافية، وتمحورت حول عدة محاور هي برنامج تسليم المشروع وإنجازه وفق الجدول الزمني المحدد، ومعايير مرتبطة بتكامل وربط أنظمة المشروع بأنظمة المترو الحالي كون المشروع سيربط الخط الأحمر ويتفرع منه للوصول إلى مقر إكسبو 2020، وهناك معايير تتعلق بأساليب الإنشاء والتقنيات وأنظمة القطارات الحديثة التي سيتم استخدامها في المشروع.

تشمل تصاميم محطات المترو في مشروع مسار 2020 التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، 4 تصاميم مبتكرة هي محطة إكسبو – الابتكار، حيث تم اختيار أحد أعظم الاختراعات البشرية وهي الطائرات التي غيرت العالم في كافة المجالات كنقطة انطلاق للفكرة التصميمية للمحطات العلوية، وتم أخذ عنصر جناح الطائرة وتطويره هندسياً ليكون نقطة الانطلاق في الفكرة التصميمية للمحطة، وتعتبر محطة إكسبو من المحطات الرئيسة في المشروع والتي تمثل نقطة الارتباط مع موقع إكسبو 2020، ونظراً لارتفاع عدد الركاب ولضمان فعالية الربط مع معرض إكسبو 2020 وانسيابية الحركة تمت دراسة المحاور الرئيسة لعمل المحطة خلال فترة معرض إكسبو 2020 وما بعد ذلك، وتطوير متطلبات التصاميم المعمارية لضمان استمرارية المحطة وكفاءة التشغيل آخذين في الاعتبار الدروس المستفادة من محطات مترو دبي.

كما تم اعتماد تصميم المحطات العلوية، حيث تم تطوير تصميم المحطة العلوية مع الحفاظ على هوية محطات مترو دبي، بحيث تكون المحطات الجديدة أكثر حداثة وانسيابية. المحطة الانتقالية ويكون التصميم الخارجي والشكل المعماري مشابهاً للمحطات القائمة لمحطات مترو دبي وذلك لضمان الحفاظ على هوية محطات المترو على شارع الشيخ زايد وسيقوم الاستشاري والمقاول بتطوير وتحسين التصاميم خلال مرحلة التنفيذ.

أما المحطات النفقية تحت سطح الأرض، فتم تطوير التصميم بما يتلاءم مع طبيعة المشروع ومواقع المحطات وربطها مع المشاريع القريبة مع مراعاة مرونة التصميم لتسهيل الحركة والانتقال بين فضاءات المحطة، وتوفير الإنارة الطبيعية والربط مع وسائل النقل الأخرى.