في ظلال القرآن ( اهدنا الصراط المستقيم )

أفقِهنا ما تلوْنَا أم أننا اعتدنا المقيل

أتطلب من الله الهداية وأنت َ في الضَلال تسير

أنسيتَ يا ابن آدم طعم الهداية والنور َ والخير الكثير

أستسمحك َ بتذكير جوارحك ما ذُكِر في الكتاب المُنير

وما قاله ُ جل َّ في علاه ” وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ” فلا تقل أين وما السبيل

وقبل َ أن تطلب الهداية ساعد  بذرة الخير في داخلك َ وانتشلها من الظلام المهين

ولا تمش ِ كما الناس ُ مشَت بين َ قال ٍ وقيل

وكن لله ِ عبدا ً مخلصاً ما استطعت َ وما أوتيت َ من همة ٍ وقل يا معين

وعوّد قلبك الرضا ولسانك الحمد واغضض قلبك َ عن كل ِّ شهوة ٍ تجعل من قلبك السليم سقيم

وبعد َ أن تسمو َ خطواتك َ على الطريق المستقيم

ثق بخالقك وعلّق قلبك ب ” مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ “

” يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ “

تأكد من صلاح قلبك وأن َّ سعادتك َ بإبعادك عمّا يضرّك هو كل ُّ ما جاء به ِ هذا الدين العظيم

وتذكّر بأن الجنة أزلفت للمتقين وأن َّ الجحيم برّزت للغاوين

وأن َّ الدنيا فانيه وما على قلبك إلا أن يـُملأ باليقين

وتذكّر هذا المشهد العظيم ” إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ،فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ،وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ، فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ “

ما زلت َ على قيد الحياة وما زالت أنفاسك تتعطر بتلاوة هذا المصحف العظيم

وهبك َ الله عقلا ً يا ابن آدم لتتدبر وتستنير

فلا تكن بلا وعي ٍ وفكّر قبل َ أن تطلب الهداية وربك َ بها تستجير

وقل في نفسك أين أنا من هذه الآيه والى أي مستنقع ٍللجهل ِ والحرام  أسير

وعندها إلجأ لخالقك وقل بكل حب ٍّ إيّاك أعبد ُ وإياك أستعين

وردد في الصلاة بكل فقه ٍ ” اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ “

شهر رمضان المبارك هو فرصة العباد للتوبة للرحمة للغفران والعتق من النيران، هناك حقاً من سكنوا القبور ويتمنون يوماً واحداً يعتاشونه في الدنيا مهديين راضيين، فما كنت تقرأ هذه الكلمات فهذا يعني أنك قد مُنحت َ فرصة ً لتصوم هذا الشهر الفضيل وتتنعم بخيراته والأجر الوفير؛ فلا تحرم نفسك ما قد تتمناه ليوم ٍ واحد بعد مماتك وتوكّل على العزيز الرحيم وقلها بكل صدق في صلاتك ” اهدنا الصواط المستقيم “.