|  آخر تحديث أبريل 28, 2016 , 5:07 ص

العلاقات السعودية الأردنية.. مسيرة حافلة بالإنجازات


العلاقات السعودية الأردنية.. مسيرة حافلة بالإنجازات



بقلم الكاتب: محمد عبدالمجيد علي – مصر

ظلت العلاقات الأردنية السعودية، وعلى مدار سنوات طويلة، أنموذجاً يحتذى للعلاقات العربية العربية التي من الصعب وجود شبيه لها في المنطقة، كأفضل علاقة ثنائية تكاملية راسخة بين المملكتين.
وبدا الاتفاق واضحاً ومتناسقاً بين البلدين على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وازدادت قوة وثباتاً في أوقات الأزمات والتحديات الإقليمية والدولية، وبات الأردن دائماً يحسب على المحور السعودي الذي يصنف إعلامياً بـ”محور الاعتدال”، بالإضافة إلى كل من مصر والإمارات وبعض دول الخليج.

يأتي هذا على الرغم من أن هذه العلاقات كانت تمر في بعض الأحيان بحالات من “الفتور السياسي”، إلا أنها لم تخرج في أي مرحلة من مراحلها عن الاستمرار في الاحترام المتبادل والتعاون المشترك، والحرص من كلا الجانبين على المحافظة على الأمن والاستقرار.

 

التصريحات التي أطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز عما تقدمه السعودية من دعم للأردن أنه “يأتي في إطار الواجب”، وحديثه للأردنيين أن “ما يؤثر فيكم يؤثر بنا، لذلك تأتي مواقفنا استجابة لهذه الرؤية الثابتة”، شكلت قاعدة صلبة للانطلاق في آفاق أوسع لعلاقات أردنية سعودية لا حدود لها، ليس فقط على المستوى الرسمي بل وصلت إلى المستوى الشعبي الذي رأى في السعودية عمقاً استراتيجياً له.

مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، نشر استطلاع رأي علمياً قبل فترة وجيزة حول علاقات الأردن مع الدول العربية، أثبتت فيه كافة الأرقام أن العلاقة مع السعودية تأتي في المرتبة الأولى، وأفاد المستطلعة آراؤهم بأن الأردنيين يفضلون العلاقات الاستراتيجية التي يمكن بناؤها مع السعودية (68 في المئة) وبفارق كبير عن الدولة التي تليها، كما يؤكد الرأي العام الأردني بأن السعودية هي الدولة الأكثر دعماً للاقتصاد والاستقرار في الأردن (85 في المئة)، وفيما يختص بمستوى الاستثمارات الخارجية السعودية في الأردن، فقد وصل إلى أكثر من ملياري دولار.
انطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة التي تربط المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقتين ، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، فقد قام جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بزيارة المملكة العربية السعودية يوم الأربعاء 20 / 7 / 1437هـ الموافق 27 / 4 / 2016م، وقد عقد اجتماع بين الجانبين جرى فيه بحث مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة ، إضافة إلى الأحداث الإقليمية والدولية ، كما بحث الجانبان آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها .
وبناءً على ما تم الاتفاق عليه ـ في ضوء ما تضمنه البيان المشترك الصادر يوم الاثنين 4 / 7 / 1437هـ الموافق 11 / 4 /2016م ـ خلال الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للمملكة الأردنية الهاشمية ، تلبية لدعوة كريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين .
وبناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ، وأخيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ، ورغبةً من البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بينهما في المجالات كافة ، فقد تم توقيع محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني في مدينة الرياض يوم الأربعاء 20 / 7 / 1437هـ الموافق 27 / 4 / 2016م ، ويرأس الجانب السعودي في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ول ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، كما يرأس الجانب الأردني دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور.
ويهدف المجلس إلى تنمية وتعميق العلاقات الاستراتيجية بينهما في المجالات المشار إليها في البيان المشترك ، الصادر في 4 / 7 / 1437هـ الموافق 11 / 4 / 2016م ، كما يهدف إلى التشاور والتنسيق السياسي في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ، وإلى تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق تطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين ، وسيعقد المجلس اجتماعاته بشكل دوري بالتناوب بين البلدين ، وفقاً لما هو محدد في محضر إنشاء المجلس .
وقد أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على ما لقيه ومرافقوه من حسن استقبال وكرم الضيافة في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية .

 

محللون سياسيون أجمعوا، على أن نهج العلاقات الأردنية السعودية لن يتغير نتيجة الأحداث المتسارعة في المنطقة، لا سيما أن الملك سلمان بن عبد العزيز كان قد أشرف على ملف العلاقات على المستويين السياسي والاقتصادي، وتابع بشكل شخصي تنفيذ ما كانت تلتزم السعودية بتقديمه للأردن من مساعدات.
ومن ثم بات في حكم المستبعد أن تتعرض العلاقات الأردنية السعودية لهزات في المستقبل، ومن المرجح أن تستمر بالوتيرة نفسها، فالتحديات الماثلة لا تترك مجالاً للتفكير في القضايا الخلافية، وما تخشاه السعودية من الخطر الذي شكلته الجارة الجنوبية في اليمن، تخشى تكراره في الجارة الشمالية الأردن، ومن ثم فالرياض تعلمت من الدرس اليمني جيداً في عدم ترك الدول المحيطة بها فريسة سهلةً للآخرين.

 

وفي ظل هذه الرابطة الوثيقة فقد كان من الطبيعي ان تكون القمة الاردنية السعودية محط اهتمام ابناء الشعبين الشقيقين والامة العربية والاسلامية، الذين يتطلعون الى ان تسهم مثل هذه اللقاءات في تعزيز قدرات الامة وتقوية بنيانها وتماسكها وتلاحمها في هذه المرحلة التي تجابه شعوبها الكثير من التحديات والازمات المتفاقمة في كل النواحي وعلى كافة المستويات. وادراكا من الزعيمين جلالة الملك عبدالله الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمثل تلك الحقيقة، فقد حرصا ان يكون لقاؤهما مجسدا لتلك الآمال بتفعيل جوانب الشراكة والتكامل بين الشعبين الشقيقين، وقد برهنت القمة الاردنية السعودية على ان العلاقات الثنائية بين البلدين قد انتقلت فعلا من الجيرة الى الشراكة وهو ما يوثق الرابط التنموي بين الارادات السياسية وخيارات المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة التي تقوي من عوامل التعاون والتكامل الاقتصادي الذي يعود بالفائدة على البلدين الشقيقين ،وحرصت القيادتان بشكل دائم على انعكاس قوة هذه العلاقة الاستراتيجية على المستوى العملي من خلال العمل على تنفيذ المشاريع الاقتصادية والصناعية المشتركة وفق خطة واضحة المعالم لتبقى العلاقة الأخوية المتينة قلعة صمود في وجه كل المتربصين وتستعصي عليهم ،ولتبقى نموذجا يقتدى ومنارة مشرقة يستلهم منها الجميع معنى العطاء والخير . واتساقا مع كل ذلك، فقد جاءت القمة الاردنية السعودية لتعكس في دلالاتها ومعانيها عمق العلاقات الاخوية الحميمة بين البلدين الشقيقين وما تتميز به من رسوخ ومتانة، وانها باتت مؤطرة بعوامل الثقة المتبادلة والقواسم المشتركة التي تستمد حيويتها وديمومتها من الوشائج الوثيقة التي تربط بين أبناء الشعبين الشقيقين اللذين استطاعا في ظل رعاية قيادتي البلدين الانتقال بهذه العلاقات إلى فضاءات رحبة من التعاون البناء في مختلف المجالات.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com