|  آخر تحديث أبريل 3, 2016 , 0:37 ص

الإمارات تنجح بإعادة «المها العربي» بعد اختفائها 40 عاماً


الإمارات تنجح بإعادة «المها العربي» بعد اختفائها 40 عاماً



نجحت جهود دولة الإمارات العربية المتحدة بإعادة المها العربي بعد اختفائه أكثر من 40 عاماً، واقترابه من الانقراض، حيث عاد للتكاثر في مواطنه البرية، بفضل مشروع إكثار المها العربي، الذي تبنته الدولة منذ عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي يعتبر من أهم البرامج التي نفذت عالمياً في مجال الحماية والإكثار، للحفاظ المها العربي من الانقراض.

ولعبت هيئة البيئة في أبوظبي، دوراً هاماً في تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة حتى أصبحت الإمارات موطناً لأكبر عدد من المها العربي في العالم، حيث يتواجد في الدولة 6200 رأس من المها العربي معظمها في أبوظبي، كما تلعب هيئة البيئة دوراً محورياً على المستوى الدولي في المحافظة على المها العربي من خلال الاستراتيجية الإقليمية لصون المها العربي، التي تم إعدادها تحت مظلة اللجنة التنسيقية لصون المها العربي بالتعاون مع حكومات العديد من دول الانتشار، التي تضم البحرين والأردن والسعودية والكويت وعمان وقطر وسوريا واليمن.

ويعتبر المها العربي، أحد أكبر الثّدييات في المنطقة العربية وجزءاً مهماً من تراثها عبر التاريخ، وهو أحد أنواع الظباء كبيرة الحجم ويبلغ وزنه نحو 120 كجم وطوله نحو 1.5 متراً.

 

وتتميز ذكور وإناث المها العربي بقرون طويلة منحنية الشكل، حادة الحواف، تستخدمها للدفاع عن نفسها ويغطي جسدها شعر أبيض اللون مع بقع سوداء أو بنية على الأرجل والوجه، وله قدرة على تحمل الظروف البيئية الصعبة، كما عُرف المها العربي بجمال عيونه التي لطالما كانت مصدر إلهام للشعراء العرب.

تاريخياً، تواجد المها العربي في مجموعتين رئيستين تتجول في المنطقة الشمالية لشبه الجزيرة العربية وصحراء الربع الخالي، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة كان منتشراً في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، وبشكل رئيس في منطقتي الظفرة وليوا وصحراء الربع الخالي. وكان يعيش بأعداد كبيرة في الصحراء الصخرية، والكثبان الرملية، والموائل الجافة في شبه الجزيرة العربية حتى بداية القرن العشرين، وعندما تدمرت موائلها الطبيعية تسبب ذلك في انخفاض أعداده بشكل كبير. وفي ستينيات القرن الماضي، انتشر المها في مجموعات صغيرة في المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة العربية، وانقرض في البرية عام 1972.

 

أولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، اهتماماً كبيراً بالمها العربي، وكان أول من لاحظ تناقص أعدادها بمعدل ينذر بالخطر، فأطلق عام 1968 برنامجاً ناجحاً للمحافظة عليها في العين، وأمر بجمع الـ 4 رؤوس المتبقية من المها العربي من البرية، وتم نقلها من العين إلى جزيرة صير بني ياس لأجل التكاثر، وتضم حالياً جزيرة صير بني ياس 731 رأساً من المها العربي.

وبفضل جهود الشيخ زايد، والنجاح الكبير الذي حققه برنامج المحافظة والتكاثر لحيوان المها، أصبحت الإمارات موطناً لأكبر عدد من المها العربي في العالم.

وعلى نهج وخطى الشيخ زايد، بدأ برنامج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لعملية تكاثر وإعادة توطين المها العربي عام 2007، وهدفت الخطة الخمسية للبرنامج إلى إعادة توطين المها العربي في موائلها الطبيعية، ويشمل ذلك إطلاق 500 رأساً منها على مدار 5 سنوات، بواقع 100 رأس كل سنة.

وتشرف هيئة البيئة على البرنامج، الذي يهدف إلى إطلاق المها العربي داخل محميات واسعة ضمن المناطق التي كانت تعيش فيها في السابق، وتكوين قطعان متنامية قادرة على الاعتماد على ذاتها والتجول بحرّية في مواطنها الطبيعية في ظل إدارة فعالة وخطة حماية طويلة الأمد.

كما لعبت حديقة حيوان العين دوراً فاعلاً خلال جميع مراحل هذا البرنامج، بداية من التبرع بعدد كبير منها، وحتى توفير الإشراف البيطري، ويحمل كل حيوان رقماً تعريفياً، وتم جمع عينة جينية للمساعدة في دراسة الخواص والحالة الجينية للمها العربي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com