أكد غيث الغيث، الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي أن تركيز الشركة في الوقت الحالي ينصب على أمرين أساسيين وهما توفير الدعم اللازم لأسر وذوي الضحايا الذين فقدوا أرواحهم على متن الرحلة رقم FZ981 خلال محاولتها الثانية للهبوط في مطار روستوف جنوب روسيا، وتقديم كافة أوجه التعاون مع السلطات المحلية المعنية بالتحقيقات في ملابسات الحادث هناك، للوقوف على أسبابه في أسرع وقت ممكن.
وشدد الغيث على أهمية تفادي الانسياق وراء التكهنات حول مسببات الحادث، وقال إن التحقيق لا يزال في مرحلة مبكرة للغاية لمحاولة معرفة الأسباب وراء هذه الحادثة الأليمة، داعيا إلى إمهال السلطات المعنية وفريق التحقيق الفرصة الكاملة للقيام بعملهم على الوجه الأكمل ومنحهم الوقت اللازم لذلك، قبل القفز إلى نتائج غير دقيقة، مشيراً إلى وجود فريق فني متخصص من الشركة الآن على الأرض في محل الواقعة لتقديم كافة المعلومات اللازمة لفريق التحقيق.
وأكد الغيث أن كافة المعلومات سيتم الإفصاح عنها بصورة فورية حال توافرها، معربا عن ثقته الكاملة في كفاءة السلطات المسؤولة عن تشغيل مطار وروستوف اون دون ومنذ بدء التعاون معهم وتشغيل الشركة رحلاتها إلى هناك، موضحا أنه لم تتم إلغاء أو تأجيل أي رحلات متوجهة إلى روسيا في أعقاب الحادث.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته “فلاي دبي” اليوم (الأحد) في مقر المكتب الإعلامي لحكومة دبي حول آخر المستجدات المتعلقة بحادث الرحلة FZ981 ، تحدث فيه سعادة غيث الغيث، الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي، وجيمس فايل، النائب الأول لرئيس العمليات الجوية في فلاي دبي.
وقال الغيث في كلمته خلال المؤتمر: “إننا نعمل بشكل حثيث على ايجاد الطرق المثلى لرعاية ودعم عائلات الضحايا وعددهم 55 بالإضافة إلى 7 من طاقم الطائرة، الذين قضوا نحبهم خلال الحادث، وقد خصصنا فريق عمل متدرب يعمل الاهتمام بهذه الحالات في كل من دبي وروستوف اون دون، كما نقوم بالتحضيرات اللازمة لمساعدة عائلات الضحايا الراغبين في زيارة مكان الحادث، ونرجو منح هذه العائلات مساحة من الخصوصية لكي يعبروا عن حزنهم ولوعتهم”.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي: ” بذلنا بالأمس كل الجهود للاتصال بأعضاء عائلات الضحايا وهذه الجهود مستمرة. وأوكد أننا لن نعلن عن أسماء الضحايا الا بعد أن نتأكد من أنه قد تم اخطار العائلات أولاً.
وفيما يتعلق بالتحقيقات قال الغيث: “لدينا اخصائيون من دوائر الهندسة والأمان على الأرض في موقع الحطام، يقدمون خبراتهم وأية معلومات قد يحتاجها محققو الحوادث الجوية وسوف يعملون مع السلطات المعنية لمساعدتهم على تحديد سبب الحادثة بأسرع وقت ممكن، وسوف أحرص شخصيا على قيادة التحقيقات وتلقي تحديثات منتظمة عن فريق الاستجابة لطوارئ على الأرض وسوف أحرص شخصيا على التأكيد من أننا نقدم كل المساعدة اللازمة على الصعيدين الانساني والتقني.
ونوه الغيث إلى التكهنات المنتشرة عبر وسائل الإعلام قائلاً: “نعلم جيدا أنه خلال ال 24 ساعة الماضية، انتشرت العديد من الأقاويل والتخمينات حول أسباب الحادثة، الا أننا وعلى الرغم من اننا نتمنى الاجابة عن كافة الاستفسارات بأسرع وقت ممكن، الا أننا ندعو الى عدم الخوض في التخمينات بانتظار نتائج التحقيق. وأن نمنح السلطات التي تتولى التحقيق في الحادثة الوقت والخصوصية الكافيين لتحديد الأسباب”.
وفي سؤال حول محتوى الصندوقين الأسودين اللذين عثرت عليهما السلطات الروسية، قال جيمس فايل أن محتوى الصندوقين يتضمن سلسة من المعلومات المختلفة وسوف تكون في متناول وسائل الإعلام حال استكمال كل مراحل التحقيق حتى نتمكن من تحليل المعلومات.
وحول تأثير شدة الرياح وتسبب سوء الأحوال الجوية في وقوع الحادث وتأثير ذلك على عملية تشغيل الطائرة، أكد الغيث أننا لا نريد استباق الأحداث والتكهن بأسباب فرضية، لكننا سننتظر استكمال التحقيقات للوقوف على الأسباب الحقيقية للحادث، وفيما يتعلق بعملية تشغيل الطائرة أشار الغيث أن المطار كان مفتوحا وعملية التشغيل كانت طبيعية.
وفيما يخص تحويل مسار الطائرة لمطار بديل، ومكوث الطيار لساعتين في انتظار المحاولة الثانية للهبوط، أجاب الغيث أن هناك تنسيق وثيق بين الشركة والمطار الروسي ولابد من القول إننا ننظر في كل الظروف المحيطة بالحادثة وأسباب وقوعها، مضيفاً أن جميع طائرات فلاي دبي مؤمنة بشكل كامل وكانت الأجواء طبيعية للهبوط ولذلك لم يتم تحويل الرحلة إلى مطار آخر.
وحول التعويضات التي صرفت لعائلات الضحايا أكد الغيث أن الشركة قامت بصرف 20 ألف دولار لكل أسرة وذلك كدفعة الأولى على ان يتم تحيد المبلغ النهائي بعد انتهاء التحقيق، مشيراً إلى أن التعاون بين الشركة والسلطات التي تتولى التحقيق يجري على أعلى مستوى، وأن فلاي دبي لديها علاقات جيدة مع العديد من الشركات حول العالم، وتحصل على الدعم من كل الشركاء.
وعن مستوى تأهيل الطيار وقدرته على قيادة الطائرة في مثل هذه الظروف الاستثنائية أكد الغيث أن الطيار مؤهل بالشكل الكافي لقيادة الرحلة وقام بـ 5900 ساعة طيران مع الشركة، كما أن مساعد الطيار قام بـ 5700 ساعة.
وأكد الغيث أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الحادثة بقدر اهتمامنا بأسر الضحايا والوقوف على أسباب الحادث، التي يشكل تحليل المعلومات المسقاة من الصندوقين الأسودين دوراً أساسياً، لكن ذلك قد يتطلب بعد الوقت وربما يمتد لأكثر من شهر أو أكثر.