ثمنت معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي موقف روسيا المؤيد لدولة الإمارات في قضيتها الوطنية العادلة المتعلقة باحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، وحق الدولة في استعادة سيادتها على الجزر من خلال المنهج السلمي الذي تنتهجه بدعوتها المستمرة إلى إيران لحل هذه القضية وفق مبادئ الشرعية الدولية عبر المفاوضات الجادة المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية حفاظا على أمن وسلم المنطقة.
جاء ذلك خلال استقبال معاليها في مقر الأمانة العامة للمجلس بأبوظبي إلياس أوخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية والوفد المرافق له من أعضاء البرلمان والسلك الدبلوماسي الممثل لجمهورية روسيا الاتحادية لدى الإمارات.
وشددت معاليها على الرفض الكامل لربط الإرهاب بالدين الإسلامي الذي تتميز تعاليمه بالسماحة والعدالة والاتزان، موضحة أن مواقف الإمارات واضحة في شأن الحفاظ على حقوق الإنسان والدعوة إلى السلام واحترام سيادة الدول، ورفض الإرهاب والتطرف ومكافحته تشريعياً وفكرياً وعسكرياً، وليس أدل على ذلك من موقفها الحازم أمام خطط ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق، الذين يحاولون ممارسة الفكر والعمل الإرهابي على الشعب اليمني الشقيق وتدمير جميع جهود التنمية التي تمت في اليمن.
وقالت معاليها إن الإمارات بقيادة التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة تقف مع حق الشعب اليمني وإرادته الوطنية وتنحاز إلى الشرعية التي تمثله لينعم الشعب اليمني بالأمن والاستقرار والسلام، كما تعيد الأمل من خلال المشاريع الإعمارية والتنموية لمساعدة الأشقاء اليمنيين في ممارسة حياتهم الطبيعية، مشيدة بالموقف الروسي المؤيد للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، وتأييدها لقرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة حول هذا الشأن.
وأشارت القبيسي إلى موقف الإمارات من القضية السورية الذي يؤكد على أهمية عودة الاستقرار إلى سوريا والمنطقة العربية ككل، مؤكدة وقوف الإمارات إلى جانب الشعب السوري، وتقديمها مختلف أنواع الدعم والمساعدات الإنسانية للاجئين السوريين المتواجدين في بعض الدول العربية عن طريق المؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.
ولفتت معاليها إلى أن مبادرة البرلمان الروسي بزيارة المجلس الوطني الاتحادي تؤكد على الرغبة الصادقة من مجلس الاتحاد الروسي في تطوير علاقة الصداقة مع المجلس الوطني الاتحادي، بما يتوافق مع تطور العلاقات بين قيادة وحكومة البلدين، موضحة أن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز علاقات التعاون الثنائية بين البرلمانين، والاتفاق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين والمجلسين الصديقين على مختلف الصعد.
وأكدت معاليها على قوة علاقات التعاون والصداقة التي تربط الإمارات وروسيا في القطاعات السياسية والتعليمية والاقتصادية والاستثمارية والبنية التحتية والطاقة المتجددة، حيث تعتبر الإمارات من الدول العشر الأولى في مجال الاستثمار في روسيا، منوهة بأهمية تعزيز هذا التعاون ليشمل القطاعات الأخرى المتعلقة بالتنمية والاستدامة.
وقدم إلياس أوخانوف التهنئة لمعالي الدكتورة أمل القبيسي بمناسبة توليها رئاسة المجلس الوطني الاتحادي للفصل التشريعي السادس عشر، وسلمها رسالة رسمية من فالنتينا ماتفيينكو رئيسة البرلمان الروسي تتضمن دعوة لزيارة روسيا الاتحادية ومجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية، بهدف بحث سبل تطوير علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات ولاسيما الشأن البرلماني، بما يحقق صالح شعبي البلدين وتعزيز الاستقرار في المنطقة العربية والعالم أجمع.
وأكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية تعزيز علاقات التعاون البرلماني وتبادل الزيارات بين المجلسين، وتتويج هذا التعاون عبر تشكيل لجنة صداقة برلمانية لتبادل الخبرات بين اللجان المتخصصة في الشؤون الاقتصادية والخارجية والتشريعات، إضافة إلى أهمية دور لجنة الصداقة في تعزيز العلاقات.
ورحبت معالي الدكتورة أمل القبيسي بتلبية الدعوات الموجهة للمجلس الوطني، وعبرت عن تأييدها استضافة البرلمان الروسي لاجتماعات البرلمان الدولي وسيتم دعم طلبهم من خلال التنسيق مع المجموعة العربية في الاتحاد.
حضر اللقاء أعضاء المجلس الوطني الاتحادي كل من مروان أحمد بن غليطة النائب الأول لرئيس المجلس، وعبدالعزيز عبدالله الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس، وعفراء راشد البسطي، والشيخ محمد عبدالله النعيمي، وخالد بن زايد الفلاسي، وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والبرلمانية.