فشل البرلمان اللبناني الأربعاء للمرة الثانية عشرة في انتخاب رئيس للجمهورية على وقع انقسام سياسي يزداد حدّة وينذر بإطالة أمد الشغور الرئاسي.
منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر، فشل البرلمان في انتخاب رئيس إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب.
وحضر الدورة الأولى من الجلسة التي افتتحها رئيس البرلمان نبيه بري، كافة أعضاء المجلس الـ128، إلا أنها لم تثمر في انتخاب رئيس مع حصول المرشحين الرئيسيين الوزير السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، على عدد أصوات متقارب.
وحصل أزعور في الدورة الأولى على 59 صوتاً بينما نال فرنجية 51 صوتاً.
ويحتاج المرشّح في الدورة الأولى إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتاً للفوز. وتصبح الغالبية المطلوبة إذا جرت دورة ثانية 65 صوتاً. لكن النصاب يتطلب حضور الثلثين في الدورتين.
وقال بري في بيان إثر انتهاء الجلسة “كفى رمياً بكرة المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك في إطالة أمد الفراغ”، مشدداً على أن “بداية البدايات … هو الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وذلك لن يتحقق الا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار”.
ارتفعت أسهم أزعور الذي انضم الى صندوق النقد الدولي عام 2017 وشغل منصب وزير المالية اللبناني بين 2005 و2008، في الأسابيع الأخيرة إثر اتصالات مكثفة انتهت بإعلان كتل رئيسية ونواب معارضين لفرنجية تأييدهم لترشيحه.
وإثر ذلك، أعلن النائب ميشال معوّض الذي كان أول من خاض السباق الرئاسي، تراجعه عن ترشحه لصالح أزعور.
وقال الباحث والأستاذ الجامعي كريم بيطار لوكالة فرانس برس “بغياب ضغط دولي كبير وتسوية حول مرشح، قد يتطلب الأمر أشهراً عدّة قبل انتخاب رئيس”.
ومن المتوقع أن يصل إلى بيروت قريباً وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان الذي عيّنته باريس مبعوثاً خاصاً إلى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية دعت الأربعاء إلى أخذ الجلسة “على محمل الجد واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة”.
بدورها، حضت واشنطن مجلس النواب اللبناني على “إنهاء العمل” وانتخاب رئيس جديد.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الامريكية ماثيو ميلر للصحافيين الاربعاء أن اللبنانيين “هم في حاجة ماسة الى رئيس يستطيع إجراء اصلاحات وتحريك دعم صندوق النقد الدولي. وللقيام بذلك، على البرلمان مواصلة عقد دورات في الايام والاسابيع المقبلة لإنهاء العمل”.