قطع الشطرنج تتحرّك من مكانها، الرقعة غير مستقرّة، تهتزّ، وتتمايل، والكل يتعلّق بقشّة!
صورة العالم لا تسرّ، إنه «يفور»، وكأن ناراً قد أُشعلت تحته، والأسرار تتسرّب، أغلبها تخرج بتعليمات مخطّط لها، فيها الكاذب، ولكن فيها بعض الصدق، هكذا هم يقولون، أولئك الذين يمسكون بالخيوط التي تحرّك كل شيء، فاختلطت الحقيقة مع مصالح المسرّبين، من أُخفيت وجوههم، وطُمست أسماؤهم، ولا يستطيع أحد أن يقترب منهم، فالقرابين جاهزة، توجّه التهم إلى من يختارون، في البداية يتّهمون قراصنة الدول المتصادمة معهم، روسيا أو الصين أو جيوش «الحروب السيبرانية»، ويعترفون قبل أن يشكّكوا في محتوياتها، يدّعون أن تزويراً متعمّداً طال أرقامها، ويحاولون إسكات الإشاعات المنتشرة، تلك التي توجّه أصابع الاتهام إليهم، فالرسائل المسرّبة تحمل إنذارات، وربما تهديدات، إلى أصدقاء وحلفاء، فمن يتهم بالتعاون مع الأعداء في المخاطبات الرسمية «السريّة» و«السريّة جداً»، أو ما يقال بأنها «عالية السريّة»، هؤلاء يجب أن ينتبهوا لخطواتهم!
تلك فصول ومشاهد «مسرحية الوثائق المسرّبة»، والتي حقّقت أهدافها، وكان لزاماً على «المخرج» أن يسدل الستار بعد كشف المستور، فكانت النهاية بظهور ذلك الشاب «صاحب الشورت»، وأفراد من العسكر المدجّجين بالسلاح الآلي، ومع المدرّعات والتصوير الجوّي تنتهي القصة!
ولم نسمع شيئاً عن المتهم الذي سرق الوثائق من إحدى القواعد العسكرية، وأرسلها إلى أصدقائه كما يدّعون، فهم «سادة» التأليف وإعداد «السيناريوهات»، تبدأ رواياتهم بالإثارة، وتختم بما يطلبه المخرج، وتبقى التساؤلات عالقة في أذهان الجميع، فمثل هذه النهايات تعني أن هناك تكملة في جزء جديد أو عدّة أجزاء!
ذلك دخان لبركان تشارك كثيرون في العبث به، مركزه أوكرانيا، وامتداداته تطال العالم كله، وفي لحظة قد ينفجر ذلك البركان، ولن يستثني أحداً.
فمن أراد أن تتسرّب الأسرار؟ ومن أسكت الإعلام الغربي عن الخوض في التسريبات!
بقلم: محمد يوسف