أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، مبادرة «طَبِّق في دبي»، الهادفة إلى تهيئة بيئة تتيح فرصاً لأسواق جديدة وإشراك المجتمع في جهود تصميم مستقبل التطبيقات الذكية، بما يسهم في تعزيز مكانة دبي منصةً رائدةً للفرص الاقتصادية وقائدةً لسوق التطبيقات الذكية بحلول عام 2025.
وأكد سموه أن رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مكّنت دبي من قيادة القطاع الرقمي وخلقت فرصاً استثنائية لاستشراف أفضل مستقبل متمكن من مختلف العلوم المستقبلية إيماناً بأهمية الاستثمار في المجال الرقمي منذ وقت مبكر من خلال «مدينة دبي للإنترنت» والاستراتيجيات المختلفة التي عزّزت مكانة دبي في هذا القطاع.
وقال سموه: «الحراك القوي تجاه تطوير التطبيقات الإلكترونية وتبنّي الأنظمة الرقمية والانتقال إلى ابتكار شركات رقمية وتكنولوجية على الهواتف الذكية والمنصات المختلفة، خلق سباقاً عالمياً لتطوير فرص اقتصادية مختلفة ونماذج عمل مستقبلية تعزّز الاقتصاد الرقمي..
ودبي هدفها تحقيق الريادة الوطنية في هذا السباق العالمي.. من خلال توفير منصة لتطوير مهارات 1000 إماراتي من أصحاب المواهب والأفكار التكنولوجية لبدء تطبيقاتهم الذكية وإثراء البنية التحتية القوية لقطاع التطبيقات في دبي».
وأكد سموه «أن دبي تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إتاحة الفرصة للأجيال المقبلة من المبتكرين والمطوّرين الشباب، وتهيئة وترسيخ بيئة حاضنة للشركات التقنية الناشئة ودعمها المستمر للموهوبين في المجال الرقمي، في ظل النمو الكبير للأسواق الناشئة وإقبال المجتمعات على استخدام التطبيقات الرقمية.
وزيادة استخدامها من قبل الأفراد في منطقة الشرق الأوسط بنسبة %85 سنوياً، ما يؤكد إدراك الأفراد لأهمية التكنولوجيا في تطوير أساليب العمل وتعزيز جودة الحياة، وما يعزز مكانة دبي مقراً عالمياً لأفضل التطبيقات الإلكترونية، وطموحها في هذا المجال».
ودوّن سمو ولي عهد دبي عبر «تويتر»: «ضمن مبادرات اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، نطلق اليوم مبادرة طبِّق في دبي… نستهدف تطوير فرص اقتصادية جديدة ونماذج عمل مستقبلية واستقطاب 1000 متخصص وموهوب إماراتي لنبدأ من دبي تطوير تطبيقات ذكية قادرة على إحداث الفرق والتأثير إيجابياً على المجتمعات حول العالم».
حضر إطلاق مبادرة «طَبِّق في دبي» معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، وهلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، وحمد عبيد المنصوري، المدير العام لهيئة دبي الرقمية، وخلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل.
وأحمد بن بيات، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، ومالك آل مالك، المدير العام لسلطة دبي للتطوير والرئيس التنفيذي لمجموعة «تيكوم»، وعارف أميري، الرئيس التنفيذي لمركز دبي المالي العالمي، وسعيد القرقاوي، نائب رئيس غرفة دبي للاقتصاد الرقمي.
وتسعى مبادرة «طَبِّق في دبي»، التي تأتي ضمن مبادرات اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، إلى تدريب الكوادر الوطنية والمتميزة وتأهيلهم بالشراكة مع أبرز الشركات التكنولوجية والقطاع الخاص في مدينة دبي، بما يعزز دورهم في تحديد المجالات ذات الأولوية، ويسهم في دعم تكامل جهود وضع خطط استشرافية برؤية مستقبلية لاقتصاد التطبيقات والاستفادة من التقنيات التكنولوجية لتسهيل حياة المجتمعات وتعزيز جودة الحياة في دبي.
كما تركز المبادرة، التي ستشرف عليها غرفة دبي للاقتصاد الرقمي بدعم عدد من المؤسسات والدوائر الحكومية وبالشراكة مع شركات التكنولوجيا العالمية، على تشجيع ابتكار التطبيقات العالمية وفتح آفاق الفرص المتنوعة للشباب للريادة في الأسواق العالمية.
وتهدف المبادرة إلى تدريب وتأهيل 1000 إماراتي لطرح أساليب عمل جديدة وابتكار تطبيقات نوعية، كما تهدف إلى مضاعفة عدد مطوري التطبيقات إلى 3 أضعاف بحلول عام 2025 ودعم 100 مشروع وطني جديد من خلال طرح تطبيقاتهم في المتاجر الرقمية خلال العامين القادمين.
مكانة دبي
واجتمع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم بـ 40 من مطوري التطبيقات التكنولوجية العالمية من دولة الإمارات، وحفزهم على مواصلة التميز والنمو في هذا المجال، حيث ابتكروا نماذج جديدة في قطاعات الطلب والتعليم والرعاية الصحية وريادة الأعمال ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز مشاركة الأفكار مع الخبراء والموهوبين والمطورين.
وما تمثله هذه المشاركات من دعم أساسي للارتقاء بأساليب العمل التكنولوجية وتبنّي التطبيقات المتقدمة بشكل أكبر، من خلال مناقشة أفكار مطوّري التطبيقات وتطلعاتهم في المجال الرقمي لترسيخ مكانة دبي منصةً تتبنى أفكار المستقبل وأوجه التطور المستدام.
فقد التقى سموه بمرشد محمد مؤسس «درايف يو»، التطبيق الإلكتروني الذي تم إنشاؤه لتسهيل توصيل طلبات المقاهي والمطاعم إلى سياراتهم الخاصة وتوفير الوقت وتقديمها بخدمات دفع وتسليم ذكية، وعفراء المهيري، مؤسس تطبيق «اليولة» الإلكتروني وهي لعبة من ألعاب المسارات المستوحاة من الرزفة الإماراتية، حيث يقوم الشخص باللعب كواحد من الأبطال الخمسة ويقوم بتجميع النقود المعدنية أثناء اليولة والحصول أعلى الدرجات في اللعبة.
والتقى سموه أيضاً نيلز كارلسون، مؤسس «فونتز» وهو تطبيق إلكتروني يتيح للمستخدمين التعبير عن أنفسهم باستخدام خطوط مختلفة عبر استخدام لوحة المفاتيح، وعبدالله السيد وعبدالرحمن السيد، مؤسسيّ «نبض»، التطبيق الإلكتروني الذي يربط 1500 مصدر إخباري إقليمي وعالمي في تطبيق واحد شاملاً المواضيع السياسية والرعاية الصحية والتقنية والرياضية وغيرها.
وفوضيل بنتوركيا، مؤسس «أوكادوك»، وهي أول منصة لحجز موعد مع طبيب في دولة الإمارات للتسهيل على المريض وتطوير طرق حجز المواعيد بأسلوب يعتمد على التكنولوجيا.
وتشهد الأسواق التكنولوجية نمواً متسارعاً، إذ بلغت عوائد مبيعات الهواتف الذكية العالمية حوالي 448 مليار دولار، وأصدر المطورون مليوني تطبيق ولعبة جديدة خلال العام 2021، فيما تم رصد إنفاق أكثر من 160 مليار دولار من قبل المستخدمين، ووصل عدد تحميل التطبيقات الإلكترونية إلى 230 مليار تحميل، ما يعكس حجم الفرص الكبيرة التي يوفرها هذا القطاع لبناء مشاريع قائمة على المعرفة والبيانات في المجالات التكنولوجية.
كما تجاوز تحميل التطبيقات المعنية بالقطاع المالي والأعمال في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا 157 مليون مرة في عام 2021 بزيادة قدرها 182 % منذ عام 2018 في حين زاد إنفاق المستخدمين في أفضل 25 تطبيقاً إلكترونياً للتواصل الاجتماعي بمقدار 6.5 ضعف نسبة الاستخدام في عام 2018 ما يمهد الطريق ويتيح العمل على تطبيقات تكنولوجية في دبي والاستفادة من بنيتها التحتية الرقمية القوية والتشريعات التي تسهل بدء المشاريع التكنولوجية والمحفزات الحكومية التي سرعت من نموها الاقتصادي.
ولبدء المشاريع الرقمية ضمن «طَبِّق في دبي»، يمكن التسجيل من خلال الرابط الإلكتروني www.createapps.ae.
يُذكر أن اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تهدف إلى رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي ووضع خطط للاستثمار في عالم الميتافيرس وبناء الشراكات الهادفة لتعزيز الاقتصاد الرقمي لإمارة دبي.
وتتولى مهام دراسة وإعداد السياسات وتوجهات الاقتصاد الرقمي وتقنيات المستقبل التي تشمل الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والواقع الافتراضي والواقع المُعزّز وإنترنت الأشياء ومراكز البيانات والحوسبة السحابية في إمارة دبي، والإشراف على تنفيذ الاستراتيجيات المتعلقة بالاقتصاد الرقمي وتقنيات المستقبل في الإمارة.