قالت تركيا إنها على استعداد لفتح حدودها أمام آلاف اللاجئين السوريين، الذين ينتظرون في البرد بعد فرارهم أمام تقدم القوات الحكومية في شمال سوريا، لكن أنقرة لم تحدد متى ستفتح حدودها.
وفي انتظار قرار سلطات تركيا فان الوضع الإنساني أصبح «يائسا» على المدنيين السوريين ومعظمهم من النساء والأطفال بحسب ما أفادت منظمة «أطباء بلا حدود» الأحد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال السبت انه إذا وصل اللاجئون السوريون «إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، واذا كان ذلك ضروريا، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول».
لكنه لم يوضح متى سيكون بإمكانهم دخول الأراضي التركية.
وأفادت مراسلة لوكالة فرانس برس أن نقطة العبور الوحيدة في شمال حلب عبر مركز اونجو بينار الحدودي بقيت مغلقة. وفي الجانب السوري من هذا المعبر في بلدة باب السلامة وفي مدينة اعزاز، لا يزال عشرات آلاف المدنيين ينتظرون في أوضاع صعبة في مخيمات أقيمت على عجل.
وقال الناطق باسم جماعة «الجبهة الشامية» هيثم حمو في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «إنها مأساة. الذين لم يتمكنوا من الحصول على خيمة ينامون تحت أشجار الزيتون». وأضاف «يحصل النازحون على وجبة غذائية واحدة في اليوم وارتفعت أسعار المواد الغذائية».
وقالت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى سوريا موسكيلدا زنكادا إن المنظمة وزعت أكثر من 230 خيمة، مشيرة إلى نقص في المياه ومشاكل في الصرف الصحي في مناطق عدة.
أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده وألمانيا تعتزمان القيام بحركة إغاثة فورية للاجئين العالقين على الحدود التركية السورية.
جاء هذا الإعلان لداود أوغلو في أعقاب لقائه مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس في العاصمة التركية أنقرة.
وأوضح داود أوغلو أن عملا ثنائيا لهذا الغرض سيبدأ فورا بمشاركة منظمتي إغاثة من الجانبين، وهما وكالة الإغاثة التقنية الألمانية (تي إتش دبليو) من الجانب الألماني ووكالة مكافحة الكوارث التركية الحكومية.
وفي سياق آخر، أعرب داود أوغلو عن رفضه لأي تدخل دولي في الحرب على حزب العمال الكردستاني «بي كيه كيه» المحظور.
وقال إن تركيا لها الحق في مواجهة مثل هؤلاء المقاتلين، لافتا إلى أنه ليس لأي دولة الحق باتهام تركيا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان بسبب ذلك.
ومن جهتها، وجهت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل انتقادات حادة لروسيا والنظام السوري بسبب الغارات الجوية على حلب.
وقالت: «نحن مصدومون حيال المعاناة الإنسانية التي سببتها الغارات (من قبل النظام) ومن الجانب الروسي أيضا».
وأوضحت ميركل أن روسيا بذلك تنتهك قرارا صادرا من الأمم المتحدة يحظر شن هجمات على السكان المدنيين، وتابعت أن بلادها وتركيا تطالبان روسيا بالالتزام بالقرار الأممي.
وإلى ذلك، أعربت الحكومة الألمانية عن اعتقادها بأن تأسيس مناطق حماية للاجئين السوريين على الحدود التركية لا يزال ينطوي على مشكلات كبيرة.
وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر إنه لم يتم في مقترحات سابقة حول هذا الأمر تقديم إجابات مقبولة بشأن الأساس الذي سيجرى الاستناد عليه في القانون الدولي ونوعية الوسائل العسكرية التي ستستخدم لإقامة هذه المناطق الآمنة على الجانب السوري والدفاع عنها.
وفقاً للتقديرات، نزح نحو 80 ألف سوري إلى اتجاه الحدود التركية عقب تقدم القوات الحكومية السورية في شمالي البلاد. وينتظر حاليا نحو 10 آلاف سوري سماح السلطات التركية لهم بعبور الحدود. ووصف شيفر الوضع بأنه «أزمة إنسانية شديدة». وأكدت الخارجية الألمانية الأهمية المتزايدة للمحادثات التي ستجرى في ميونيخ الخميس.