كثيرة ما تم طرحه عن ظاهرة الإرهاب حتى بات من المسلمات المالوفة للجميع عن أسبابة ودوافعهِ والذي يكون للتطرف الديني والمذهبي المحرك الأساس في تناميها ، ربما يرمي البعض بظلال التهم على تناحر مصالح الدول العظمى وإعادة النظر بإتفاقية (سايكس بيكو) ، والآخر يفسلره سايكولوجية العدون البشري دوراً كبيراً به والبعض الآخر ربما يصنفه لتصفية حسابات التأريخ وغيرها من الآراء، إلا أن الحقيقة الغابئة ربما تكمن في وصول التطرف لمن لا يملكون ما يخافون عليه ، وأناس لم يجدوا لهم وسائل نجاح أو عيش ليرتقوا بها إلى عقدة التسلط على المجتمع المحتضر الذي يخشى أفراده خسارة ما بنوه، لذا فالمعركة بين معتاد على الخسارة ومن يخاف الخسارة قابله للشك في تأويل نتائجها، وكثرِت الطرائق والسبل وصُرفت المليارات لورش العمل ومؤتمرات مكافحته حتى بلغ حجم الكلفة لا يوازي حجم الإنتاج بالمفهوم الأقتصادي، وحاولت الدول الكبرى تجفيف منابعه أو حصرهِ للقضاء عليه بالآلة الحربية المتقدمة، وبقيت الظاهرة تستثمر بذلك سذاجة المجتمعات البسيطة التي تميل للخرافة وتتعبد رجل الدين بغض النظر من نوع الدين وشكله، والتي تحمل من الحقد القبلي ما يكفي لحرق كوكب الأرض كراهية وعنف ، لكن يبقى دور الأعلام وتكنلوجيا الإتصالات المسوق الغافل والمروج له بشكل غير مباشر، ما يهم تلك الجهات هو سرعة ومصداقية نقل الخبر دون الأستنتاج لما سيحدثهُ على النقل على صعد الأمن والأقتصاد وغيرها من مجالات الاستمرار بالحياة، لا يمكن حصر وتحديد مخلفات الإرهاب في هدم كل بقاع العالم، ولا يدركوا من في بلدانهم بين كل قبر وقبر شهيد وهم لظلال قادة مذاهبم عبيد، وقطع رأس الأفعى لا يمكن للسيخوي الروسية ولا للأباتشي الأمريكية أن تحظى به، ما لم يتم أسقاط رموز الأرهاب بأعين معيتهم وتسخير ذكاء ذلك الأعلام ومختلف وسائل الأتصال في ذلك بشجاعة ممنهجة لا تقبل الشك، ربما نشر الوعي من مخاطر ظاهرة الإرهاب للحد من التطرف لا يجد له سبيل للعقول المنغلقة، أو يُستغل الإنفاق من رؤوس الأموال في عكس النتائج المتوخاة، أن أحتراف أعلام قطائع الأرهابيين القليل فاق كل مناوؤيه ببعض من التسجيلات الفديوية التي أوصلت عنفهم لكل البشرية وأثرت بإتقان في كل مستخدمي شبكة المعلومات في متابعتها ، ويفترض بعد كل حدث من ذلك النوع تتتم معالجة العقول الساذجة بما يسفه أمكانيات ذلك الحدث ليكون شيء لم يكن، وبذلك لم يجد صدى له في التأثير سوى المساحة القريبة التي يتواجد بها ، هذا من جهة الاعلام، أم دور الأمم المتحدة هو المساهة في الحد من حالة الفقر التي تدفع بأصحاب رؤوس الأموال إلى شراء البشر من هذا النوع وتسخيره إلى تلك العمليات، وعليه لا يمكن حصر الموضوع بآراء غير مدروسة أو تستمد نتائجها من خبرات شخصية أو ممارسات ميدانية في ترقب الحدث في وضع الحلول مالم تكن هنالك بيانات رقمية مع معدل التنامي الزمني لهذه الظاهرة والاستفادة من تلك الأرقام من جهة وعامل الزمن من جهة أخرى فضلا عن التحكم بالصدى الأحداث على وفق ما يصل لكل المجتمعات من أخبار>> ولا يمكن العمل بالاستمرار بالوسائل التقليدية التي لم تثبت جدواها لاستئصال هذه الظاهرةK التي لربما بعد القضاء عليها ستعود بوجه آخر.. ما لم توضع معايير لمقبولية رجل الدين في المجتمعات البدائية أو النامية وهنا دور الإعلام في إعادة النظر بكيفية التحكم بتلك المقبولية والتخلص من التحدث بشكل عام غير تشخيصي لتتكامل الحلقات في قطع رأس الأفعى والنهوض قدر الإمكان بسذاجة العقول وتحصينا ثقافيا وتحديد العواقب قانونيا قبل التفكير بممارسة هذه الظاهرة.. القضاء على الوباء الفكري أفضل من المناطقي.. هذا ما علمتنياه محاولات القضاء على الإرهاب.
بقلم الكاتب: عدي صباح – ( العراق )