اطّلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، على سير العمل في المرحلة الأولى من مشاريع ومبادرات تطوير منطقة حتّا، البالغ عددها 14 مشروعاً ومبادرة، واعتمد المرحلة الثانية من المشاريع التي يجري تنفيذها العام الجاري ويقدر عددها بـ 22 مشروعاً ومبادرة، وكرم سموه خريجي برنامجي الدبلوم المهني المعتمد لريادة الأعمال “التجاري” و”الزراعي”، البالغ عددهم 87 خريجاً من أهالي حتا.
جاء ذلك خلال زيارة سموه، يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية النائب الثاني لرئيس مجلس دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي للإعلام، لسوق حتّا الجديد، حيث كان في استقبال سموه معالي مطر الطاير المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، رئيس اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا.
وتفقّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مرافق السوق، الذي جمع تصميمه بين الطابع العصري والطابع التقليدي بما يتناسب مع الطبيعة الجبلية للمنطقة، حيث جرى توظيف الموارد الطبيعية لمنطقة حتًا الجبلية، في عملية بناء السوق، لتعكس التناغم مع المحيط التراثي للمنطقة، وتبلغ المساحة الإجمالية للسوق 146 ألف قدم مربع، وبلغت مساحة البناء أكثر من 43 ألف قدم مربع، ويشتمل السوق على 70 وحدة تجارية، ومناطق خاصة بألعاب الأطفال وجلسات خارجية ومساحات خضراء، إضافة إلى مصلى للرجال وآخر للنساء إلى جانب المرافق العامة الملحقة بالسوق، ويسمح السوق لأهالي المنطقة بعرض منتجاتهم الحرفية ومحاصيلهم الزراعية، ومشاريعهم التجارية المختلفة.
واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى شرح من معالي مطر الطاير، عن المشاريع والمبادرات، حيث انتهت اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا، من إنجاز 14 مشروعاً، فيما العمل جارٍ لاستكمال تنفيذ أربعة مشاريع، وفقاً للبرنامج الزمني المعتمد، وشملت المشاريع والمبادرات المنجزة، إعداد المخطط العام للمنطقة الذي يتضمن وضع خطة إطارية وخطة لتطبيق المبادرات التي تدعم التنمية فـي منطقة حتا، وإعداد دليل تصميم عمراني يتوافق مع طبيعتها الجبلية، وإنشاء سوق حتّا، وتطوير منطقة القرية التراثية، لإبراز ثقافة وتاريخ وعادات أهالي حتّا وتعزيز القيمة الثقافية والتاريخية للمنطقة من خلال توفير خدمات متكاملة للسكان والزوار، ويقدر عدد المستفيدين من القرية التراثية ما يقارب 40 أسرة مواطنة.
ومن المشاريع المنجزة، المرحلة الأولى لمسار الدراجات الهوائية والجبلية بطول 11.5كم، وتنفيذ حزمة من الحلول المرورية السريعة، للطرق والمواقف في المواقع السياحية والحيوية والحدائق، وتوفير حلول التنقل الجماعي والمشترك، وخدمات شركات الحجز الالكتروني للمركبات (E-HAIL)، وخدمة تأجير وسائل التنقل المشتركة بالشراكة مع القطاع الخاص، وتطوير محطة ومواقف الحافلات بما يتناسب مع طابع وهوية المنطقة، وتوفير مركز للتنقل.
وتضمنت المشاريع والمبادرات أيضاً إنشاء مركز تسهيل ريادة الأعمال ودعم مشاريع شباب حتّا، من خلال إنشاء وتطوير مركز لدعم رواد الأعمال من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتمكين فئة الشباب من سكان أهالي حتّا من بدء مشاريعهم وتنفيذ أفكارهم.
زراعة وتشجير المنطقة..
وشملت المرحلة الأولى، زراعة أكثر من 13 ألف شجرة من البيئة المحلية في مناطق مختلفة، تغطي المناطق السكنية وجانباً من مسارات الدراجات الهوائية والطرق، و”برنامج دعم المزارعين”، الذي يقدم الدعم الإرشادي وتوفير الموارد مثل الأسمدة والبذور والشتلات، وإنشاء وتطوير مزرعة سياحية لإضافة تجربة فريدة للزوار، كما شملت المبادرات تطوير المرافق التعليمية في منطقة حتّا، وإنشاء عدد من المرافق الخدمية المتنوعة في المنطقة، وتنفيذ عدد من الفعاليات والأنشطة لدعم النشاط الزراعي والثقافي والسياحي والرياضي.
مشاريع استراتيجية..
واعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، الحزمة الثانية من المشاريع والمبادرات التطويرية لمنطقة حتّا، التي تشمل 22 مشروعاً ومبادرة، وتتضمن المشاريع الاستراتيجية تصميم وتنفيذ شاطئ حتّا، بهدف تحويلها إلى وجهة سياحية على مدار العام للمقيمين والسياح، وتمديد الفترة الموسمية لزيارة حتا، ويشمل الشاطئ على مساحات استثمارية حول الواجهة المائية، وتوفير مرافق وخدمات وأنشطة سياحية وترفيهية للاستجمام حول الشاطئ، مما سيساهم بشكل مباشر في استقطاب وزيادة عدد السياح في حتا، وكذلك تنفيذ شلالات حتا في منطقة سد حتا، وإنشاء تلفريك بطول 5.4 كم لنقل السياح من منطقة السد إلى قمة أم النسور (أعلى قمة طبيعية في إمارة دبي)، ومشروع “الترام الجبلي” لتسهيل للوصول إلى سد حتّا، و”تصميم وتنفيذ مدرّج سد حتّا”، ليتيح للزوار الوصول إلى منطقة السد بطريقة آمنة، كما سيتم بناء منشآت فندقية تشمل فنادق ومنتجعات صحية ذات تصميم عمراني يتناسب مع طبيعة المنطقة، وتضم خدمات لجميع فئات المجتمع، وتسهم فـي تنشيط الحركة السياحية في منطقة حتا.
مشاريع إضافية..
ومن بين المشاريع والمبادرات الجديدة التي سيجري تنفيذها، “تطوير بحيرة وادي ليم”، من خلال إعادة تأهيل البحيرة، وتوفير أكشاك موسمية، وعربات طعام، ومرافق وممشى واستراحات، بهدف تعزيز الفرص الاستثمارية وتنمية الجانب السياحي في المنطقة، وكذلك تنفيذ “مسارات للمشاة Hiking”، في بعض المناطق الجبلية لأغراض ترفيهية ورياضية.
100 مسكن..
وتم كذلك اعتماد مشروع بناء 100 مسكن فـي حتا حيث سيتم تصميم المساكن الجديدة وفق دليل التصميم العمراني الجديد لتراعي البيئة الطبيعية للمنطقة، ويوفر المشروع كافة الخدمات والمرافق ويسهم فـي رفع مستوى جودة الحياة.
كما سيتم تنفيذ “مسارات ترفيهية للمشاة”، في بعض المناطق الجبلية لأغراض ترفيهية ورياضية، وتنفيذ “مركز حتّا الخدمي”، الذي يوفر الاحتياجات المجتمعية المتنوعة لأهالي المنطقة، وكذلك “تسجيل مواقع حتّا الأثرية”، في لائحة التراث العالمي في اليونيسكو، وتتضمن مقابر حتّا الأثرية من العصور البرونزية والحديدية وفلج الشريعة بحتّا.
استمرار التطوير..
ومن بين المشاريع والمبادرات التي سيجري استكمالها، تطوير المسارات الجبلية للدراجات الهوائية، وتأهيلها لتتناسب مع المعايير العالمية، وإنشاء استراحات مناسبة، وكذلك تنفيذ مسار للدراجات الهوائية تربط بين مناطق الجذب الرئيسة في المنطقة، واستكمال تنفيذ الحلول المرورية، وخطة التشجير، بالإضافة إلى دعم المزارعين المحليين من أهالـي منطقة حتّا لزيادة الإنتاجية، وتحسين المرافق العامة والخدمات لتتناسب مع احتياجات المنطقة.
الدبلوم المهني..
وكرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ختام الزيارة، خريجي برنامجي الدبلوم المهني المعتمد لريادة الأعمال والدبلوم المهني المعتمد في ريادة الأعمال الزراعية، من أهالي منطقة حتّا، والبالغ عددهم 87 خريجاً.
وقد نُفذ البرنامج التدريبي من دائرة الاقتصاد والسياحة، بالتنسيق مع أكاديمية دبي لريادة الأعمال، (الذراع الأكاديمية لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة)، بهدف تنمية وتعزيز قدرات ومهارات أهالي وشباب المنطقة وتمكينهم من إدارة المشاريع واستغلال الفرص الاستثمارية.