أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، أن الإمارات بصفتها الدولة المستضيفة للمؤتمر، عازمة على إدارة منظومة عمل مبتكَرة متعددة الأطراف دعماً لتحقيق توافق عالمي في الآراء من أجل التوصل إلى شراكات نوعية ومُخرجات وحلول فعالة.
جاء ذلك خلال الاجتماع السابع للجنة الوطنية العليا الذي شهد مناقشة التحضيرات الجارية استعداداً للمؤتمر الذي تستضيفه الدولة في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو دبي.
وأشار سموه خلال الاجتماع، إلى تغير المناخ باعتباره “التحدي الأساسي” لهذه المرحلة ، وقال: “بحكم الطبيعة المناخية القاسية لدولة الإمارات وعملية الانتقال في قطاع الطاقة الجارية فيها، فإننا نتفهم الحاجة الملحّة إلى اتخاذ إجراءات طموحة للتخفيف من تداعيات تغير المناخ والعمل للوصول إلى مسار الحفاظ على هدف عدم تجاوز الارتفاع في درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية. كما ندرك أيضاً ضرورة دعم العدد المتزايد من المجتمعات التي أصابتها موجات الجفاف والحرارة والفيضانات والعواصف وغيرها من الكوارث والصدمات الناجمة عن تغير المناخ. كما نرى أن الاستثمار في مستقبل منخفض الانبعاثات يمكن أن يؤدي إلى نمو اقتصادي مستدام ويخلق فرص العمل اللازمة لتحقيق انتقال عادل وعملي في قطاع الطاقة”.
وأضاف سموه: “هدفنا أن ينجح مؤتمر COP28 في تحقيق تقدم وتحول جذري يحدّ من تداعيات تغير المناخ. ويتميز جدول أعمال دولة الإمارات للمؤتمر بالطموح، والتركيز على الطابع العملي والمساءلة، والانتقال من التعهدات إلى تنفيذ إجراءات ملموسة، كما سنعمل مع جميع أصحاب المصلحة الحريصين على القيام بدور بنّاء للمساهمة في إيجاد الحلول عبر موضوعات التخفيف، والتكيف، والخسائر والأضرار، والتمويل المناخي”.
وشدد سموّه على ضرورة ضمان تطبيق نهج شامل في جميع الاستعدادات اللوجستية، بما في ذلك توفير تجربة سلسة لجميع أعضاء الوفود والزوار، والاستفادة من مكانة الإمارات كمركز يربط بين أكثر من 140 مدينة من جميع أنحاء العالم. وسلط الضوء أيضاً على أهمية تعزيز الآليات المؤسسية لمشاركة هادفة للشباب في عملية الأمم المتحدة المناخية.
كما سلط الضوء على تنوع فريق مكتب مؤتمر الأطراف COP28، قائلاً: “يمثل فريق COP28 أكثر من 30 جنسية ويأتي من مختلف الفئات العمرية والأعراق والخلفيات المهنية، بما يشمل المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية ورئاسات مؤتمر الأطراف السابقة والقطاعين الحكومي والخاص. وسيساعد هذا المزيج من المهارات والخبرات في ضمان إقامة مؤتمر شامل وفعال”.
وبصفتها مركزاً تجارياً دولياً وملتقى طرق عالمياً، تعدّ دولة الإمارات في موقع يؤهلها بشكل أفضل لدعم المفاوضات حول مجالات التركيز الأساسية، مثل الطاقة والزراعة والاستثمار والنقل المستدام. وتعتمد قيادة الدولة هذه الرؤية في صميم نظرتها المستقبلية، انطلاقاً من القناعة الراسخة بأن التعاون سيلعب الدور الأكثر أهمية في ضمان نجاح الجهود العالمية لخفض الانبعاثات.
من جانبه، أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، الرئيس المعيَّن لمؤتمر الأطراف COP28، نائب رئيس اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير لمؤتمر الأطراف COP28، أن المؤتمر سيكون شاملاً ومتاحاً للجميع، مشيرا إلى أهمية التكاتف والتعاون وتضافر الجهود، مؤكداً قيامه بجولة خارجية للاستماع إلى أولويات مختلف أصحاب المصلحة بهدف تعزيز التشاور وتفعيل مجموعة كبيرة من الأطراف المعنية.
وقال: “تلتزم الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف COP28 بإدارة عملية منفتحة وشفافة وشاملة للبناء على التقدم المحرز في المؤتمرات السابقة وتسريع وتيرته. وسنركز على الاستماع إلى وجهات نظر متنوعة لضمان نجاح المؤتمر في تحقيق أهدافه. وضمن الجوانب المهمة للعملية الاستشارية، سنبدأ بالاستماع إلى جميع أصحاب المصلحة من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والشركات والشباب وغيرهم. وهذا سيساعدنا على رسم مسار للمضي قُدماً إلى COP28 وما بعده، بما يرضي كافة الأطراف المعنية”.
وتضم اللجنة الوطنية العليا في عضويتها وزراء ومسؤولين حكوميين يمثلون تكاتف وتكامل جهود الحكومة ومختلف القطاعات والمجالات على كافة المستويات، لضمان التحضير المثالي لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة القادم للمناخ.
وفي 12 يناير الماضي، أعلن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، عن توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ، بتكليف الفريق القيادي لمؤتمر الأطراف COP28، حيث يتولى معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، مهمة الرئيس المعيَّن للمؤتمر، و معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع مهمة “رائد المناخ للشباب”، وسعادة رزان المبارك مهمة “رائد المناخ”. وحظي الإعلان باهتمام عالمي وتأييد بالغ من عدد كبير من القادة من جميع أنحاء العالم.
وتتولى اللجنة الوطنية العليا للإشراف على أعمال التحضير لمؤتمر الأطراف COP28 (مؤتمر الإمارات للمناخ) إدارة استراتيجية المؤتمر، وتشمل في عضويتها كلاً من: معالي محمد بن هادي الحسيني وزير الدولة للشؤون المالية و معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي و معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية و معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة و معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية و معالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع ومعالي محمد عبدالله الجنيبي رئيس الهيئة الاتحادية للمراسم والسرد الإستراتيجي، ومعالي الفريق عبدالله خليفة المري، قائد عام شرطة دبي؛ ومعالي الفريق طلال حميد بالهول الفلاسي، مدير عام جهاز أمن الدولة في دبي؛ ومعالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي؛ ومعالي مطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي؛ وسعادة راشد سعيد العامري، وكيل وزارة ديوان الرئاسة؛ وسعادة اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية؛ وسعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والاقتصاد في دبي؛ وسعادة سيف سعيد غباش، مدير عام مكتب أبوظبي التنفيذي؛ وسعادة الدكتور جمال الحوسني، ممثلاً عن المجلس الأعلى للأمن الوطني.