أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك إرثاً من الاستدامة أرسى قواعده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، مؤسس الدولة ورجل البيئة الأول، الذي رسمت رؤيته مستقبل التنمية المستدامة، من خلال حماية البيئة وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتي استمرت لتكون النهج الذي سار عليه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ” رحمه الله” ومن بعده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”،
وأسهمت في تعزيز الدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات على المستوى العالمي في مجال الاستدامة، وحماية الموارد والثروات والمصادر الطبيعية وصونها للأجيال القادمة .
جاء ذلك في كلمة لسموه بمناسبة اليوم الوطني للبيئة السادس والعشرين الذي يحمل هذا العام شعار “من أجل مستقبل مستدام”، حيث يسلط من خلاله الضوء على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لوضع التنمية المستدامة في قلب استراتيجياتها وبرامجها، والتي تنبع من إيمانها بأن الاستدامة ضرورة ملحة في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال وضع رؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق مُحددة حققت من خلالها إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية، وساهمت في تعزيز ازدهار ونمو الدولة بشكل مستدام.
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ” إن شعار يوم البيئة الوطني لهذا العام يتماشى مع إعلان صاحب السمو رئيس الدولة عام 2023 “عام الاستدامة” والذي يجسد اهتمام سموه البالغ بتحقيق الاستدامة كواحدة من الأولويات الرئيسية في دولة الإمارات، والتي أثبتت على مدى السنوات الماضية نجاح مساعيها وخططها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز جهودها للمحافظة على البيئة، ومواجهة التحديات الخطيرة للاستدامة، مثل التغير المناخي والزيادة السكانية، وزيادة الطلب على الطاقة والمياه، وندرة الموارد والتطور العمراني السريع، الذي يصاحبه ارتفاع في مستوى انبعاثات الغازات الدفيئة ” .
وأشار سموه إلى استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28)، الذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، ويشارك فيه العديد من قادة وزعماء العالم، مما يؤكد عل الدور الريادي الذي تلعبه دولة الإمارات لتعزيز مسيرة الاستدامة من خلال مكافحة آثار التغيّر المناخي، والحد من الانبعاثات الكربونية، وسعيها الجاد لطرح حلول عملية وخطة عمل فعّالة لمواجهة تحدياته، والمُضي قدماً بالجهود الدولية للتصدي لتداعياته .
وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: ” في ظل هذا التوجه أعطت إمارة أبوظبي أولوية قصوى في أجندتها الوطنية لحماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية، ووضع الخطط والتشريعات والنظم التي تكفل هذه الحماية، والتي رسمت من خلالها رؤية شاملة للحفاظ على بيئة نظيفة، واستدامة الموارد الطبيعية من أجل ترك إرث غني منها للأجيال القادمة”.
وأضاف سموه:” منذ تأسيسها قبل أكثر من 27 عاماً، حددت القوانين والتشريعات الدور الذي تلعبه هيئة البيئة – أبوظبي في إجراء بحوث البيئة، ووضع لوائحها التنظيمية وحمايتها والتوعية بقضاياها. وعلى مدار الأعوام الماضية، طورت الهيئة من نفسها من أجل تلبية الاحتياجات المتغيرة لإمارة أبوظبي، ومواكبة التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة بشكل عام. ومنذ ذلك الحين، التزمت الهيئة بحماية الموارد الطبيعية الثمينة في أبوظبي، بدءًا من حماية موارد المياه العذبة إلى وضع معايير الهواء النقي، حتى حماية التنوع البيولوجي البري والبحري، وتوفير بيئة نظيفة، لتحقيق التنمية المستدامة في إمارة أبوظبي”.
وأكد سموه أن الهيئة تسعى دائماً إلى أن تكون التنمية المستدامة الإطار العام، الذي يحكم جميع الجهود التي تبذلها والتي أكدت عليها في إستراتيجيتها الشاملة للسنوات 2025-2021، ورسمت فيها معالم الطريق للوصول نحو بيئة مستدامة، وحددت رسالتها التي تسعى من خلالها لتحقيق ” بيئة صحية مصانة ومستدامة تعزز جودة الحياة”، ورؤيتها المتمثلة في “حماية البيئة وتعزيز الاستدامة من خلال الإدارة البيئية المبتكرة والسياسات والأنظمة الفاعلة جنباً إلى جنب مع شركائها والمجتمع”. ومن خلال هذه الرؤية تسعى الهيئة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية بالعمل مع شركائها الرئيسيين، وتشجيعهم على تبني إدارة الاستدامة كمفهوم إداري، وطريقة لإثراء مساهماتهم وتحسين أدائهم البيئي والاجتماعي والاقتصادي للحصول على القدر الأكبر من المكاسب، التي يسعى إليها جميع الشركاء والقطاعات الأساسية المعنية بطريقة مستدامة بيئياً”.
وقال سموه :” إن العالم بأسره ينظر إلى إدارة الاستدامة على أنها خطوة متقدمة في الإدارة المتميزة، باعتبارها أداة قيّمة لإدراك المخاطر المتعلقة بالبيئة والمستقبل الاقتصادي والتصدي الفعال لتلك المخاطر. كما أن الفكر المستدام والتحديات العالمية التي تواجه عالمنا، تدفع بثورة من الاختراعات والفرص الجديدة في الأسواق العالمية. ويفرض علينا التوجه الفكري المرتبط بالاستدامة ضرورة إحداث تحول في معظم أنظمتنا المجتمعية ابتداءً بالطاقة ووصولاً إلى البنى التحتية والسلوكيات البشرية، وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة. ولا شك أن الاستدامة تتقدم اليوم بسرعة هائلة لتكون الظاهرة العالمية الأكبر خلال المرحلة المقبلة “.
وشدد سموه على أن تبني إمارة أبوظبي لفكر الإدارة المستدامة، سيشكل إسهاماً كبيراً في الاستدامة البيئية في الإمارة، في نفس الوقت الذي تتقدم فيه عجلة الاقتصاد، ويتحقق التقدم المشهود والتنمية الاجتماعية الشاملة. ونعتقد أن قيادة جهود الاستدامة أمراً أساسياً وجوهرياً للتأكد من استمرار أبوظبي في المنافسة بالأسواق العالمية ” .
وقال سموه في ختام كلمته بهذه المناسبة : “ نتطلع خلال السنوات المقبلة إلى الاستمرار في المحافظة على إرثنا الطبيعي، وتحقيق رؤية أبوظبي في حماية البيئة ومواردها الطبيعية وتحسين جودة الهواء والماء، وحماية تنوعنا البيولوجي الفريد، لتحقيق مستقبل مشرق ومستدام لأجيال الحاضر والمستقبل. ونحن ملتزمون بمواصلة إلهام المزيد من الأفراد والمجتمعات، وبشكل خاص فئة الشباب، للمساهمة بإيجابية في تحقيق الاستدامة ومواكبة التطور السريع والملحوظ لإمارة أبوظبي، والتأكد من أن هذا النمو يمتزج بشكل مثالي مع جهودنا في الحفاظ على البيئة لضمان بيئة صحية ومستدامة للجميع ” .