تعد مسيرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، مسيرة حافلة بالعطاء والنجاح والإنجازات، إذ يقود سموه مستقبل إمارة دبي ومسيرة تطوير العمل الحكومي للإمارة، كما يتبنى سموه رؤية شمولية في التنمية، تركز أبرز محاورها على بناء وتفعيل قدرات الشباب للمشاركة بفعالية في عملية التنمية.
والاستثمار في كل ما من شأنه تعزيز الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، مستنداً سموه إلى مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المتفردة في القيادة والتي تعتمد استراتيجية أساسها بناء الإنسان وصناعة قادة الغد، والتي تعتبر نهجاً فريداً في القيادة وصناعة المستقبل، ونموذجاً يحتذى به في مختلف أنحاء المنطقة والعالم.
وأحدث هذا النهج نقلة نوعية في العمل الحكومي، وهو ما تجسد في التطور الكبير للخدمات ومستويات الأداء، وتوج بتحقيق إنجازات ضخمة تصدرت معها الدولة مؤشرات التنافسية العالمية في الكثير من المجالات.
ويمثل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، جناحي التطوير الحكومي المستمر في الإمارة.
والذي يمضي في مسارين متوازيين، لتوفير أفضل بيئة اقتصادية في العالم وتوفير أفضل حياة لمواطني الإمارة وقاطنيها؛ إذ تواصل دبي رحلتها التنموية ومضاعفة الجهود وتسريع الإنجازات وإحداث قفزات تنموية تسهم في توفير أفضل حياة لمواطنيها وسكانها وزائريها.
وتصادف اليوم الذكرى الخامسة عشرة لتولي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد في إمارة دبي، بموجب المرسوم الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بصفته حاكماً لإمارة دبي، في الأول من فبراير من العام 2008.
واستلهم سموه، منذ توليه ولاية العهد في دبي، من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لتعزيز المكانة العالمية للإمارة على خريطة التنافسية، وظهرت بصمات سموه واضحة، بعمل يومي لا ينقطع، وإرادة صلبة لا تعرف المستحيل، فقاد سموه رئاسة المجلس التنفيذي لحكومة دبي، الذي مضى بدبي لتتبوأ مركز الصدارة بمشاريع حكومية تطويرية ألهمت العالم، وارتبط اسم سمو الشيخ حمدان بن محمد، بالابتكار والإبداع وصناعة المستقبل والتحوّل الذكي وريادة الفضاء الرقمي وشغف تحقيق التميز في المجالات كافة، وصولاً إلى تحقيق «الرقم واحد».
قيادة شابة
تنامت مهام سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مع توليه منصب ولاية العهد في دبي، حيث بات يقوم بدور أكثر شمولية في تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، من خلال تولي مسؤولية أهم الملفات الرئيسة في الإمارة، متبنياً نهجاً شاملاً في التنمية، وتعتبر هذه الذكرى مناسبة للوقوف على بصمات سموه الجلية، التي تزرع الأمل بمستقبل واعد، تقوده قيادة شابة تؤمن بالعمل ومواجهة التحديات، ولا ترتهن للركون إلى الإنجازات.
ففي الثامن من سبتمبر من عام 2006 أسند صاحب السمو حاكم دبي، رعاه الله، لسمو الشيخ حمدان بن محمد منصب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، حيث بات سموه يقود ويلهم فريق عمله في حكومة دبي لتحقيق رؤية وتطلعات القيادة الرشيدة وجعلها واقعاً ملموساً، وتحقيق السعادة لمواطني دبي وقاطنيها، من خلال الإشراف على وضع خطط التنمية الاستراتيجية الشاملة ومتابعة تنفيذها، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للإمارة، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي على صعيد المال والأعمال والتجارة والسياحة والخدمات، والوصول بدبي إلى مراكز متقدمة في سباق الريادة العالمية.
النشأة
نشأ سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد، وترعرع في عهدٍ بدأت خلاله دولة الإمارات العربية المتحدة خطواتها البناءة على درب النمو والتطور، فعايش التحديات والنقلات النوعية التي شهدتها الدولة، واكتسب تجارب ثرية منذ سنوات طفولته وشبابه الأولى بقربه الدائم من مركز صنع القرار. ونهل سموه مهارات القيادة والإدارة الحكومية من معين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، حيث حرص سمو الشيخ حمدان بن محمد على الدوام على الوجود في مجلس والده ومرافقته في جولاته، ما أكسبه مهارات وقدرات نوعية جمة في فنون القيادة.
ويتحلى سمو ولي عهد دبي، بسمات أسهمت في صياغة شخصيته وبلورت رؤيته، فالحياة العسكرية التي عاشها خلال دراسته في كلية «ساند هيرست» جعلت الانضباط والالتزام سلوكاً معتاداً لديه، إذ يقول سموه: «ما يتعلمه المرء في الكليات العسكرية العريقة، مثل ساند هيرست، يتمحور حول قيم الانضباط والمسؤولية والالتزام، وهي قيم حيوية يحتاجها الإنسان في حياته العملية والخاصة إذا كانت تترتب عليه مسؤوليات كبيرة». كما أسهمت الرياضات العديدة التي يمارسها سموه بانتظام، وعلى رأسها الفروسية، في تعزيز سمات الصبر والدأب التي يتمتع بها.
ويتميز سمو الشيخ حمدان بن محمد بأنه قائد شغوف بفنون الإدارة والجودة والتميّز، ويعد سموه فارساً لا يشق له غبار في مضامير سباقات الخيل لا سيما في سباقات القدرة والتحمل، كما أنه شاعر ملهم متمكن في حضرة القصيدة ويشار له بالبنان، وهو داعم قوي للرياضة والفنون والثقافة والتراث.
المعلم الأول
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، خصه بوصف «ابني وعضدي وصديقي»، وهذا الوصف يعكس الثقة الغالية التي منحه إياها سموه، وهي ثقة من قائد الإنجازات إلى قائد التنفيذ؛ فموروث الشعر والفروسية والرقم واحد، دروس نهلها سموه من مدرسة والده، حيث القمم تحتاج همماً، والريادة يلزمها قادة.
ويسير سموه في هذا الدرب على النهج الذي اختطه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معلمه الأول الذي تشرب منه مبادئ القيادة والحكم والإدارة واستشراف وصنع المستقبل، وحرص سموه بشكل دائم على الالتقاء بالمواطنين من دون أي حواجز أو قيود، والعمل على متابعة شؤونهم وقضاياهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم.
وذلك على الرغم من كثرة مشاغله وضخامة مسؤولياته، كما يحرص سموه، على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع، من مواطنين ومقيمين على أرض دولة الإمارات، ومتابعين على مستوى المنطقة والعالم، وذلك عبر حسابات سموه على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر، وفيسبوك، وإنستغرام».
ويقود سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تطوير العمل الحكومي في إمارة دبي، بفكر ونهج استشرف المستقبل من خلال قيادة تنبض بحب الوطن وتؤمن بالعمل بروح الفريق، قيادة تخرجت في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وأسهمت في تعزيز ريادة دبي عالمياً من خلال إطلاق العديد من الاستراتيجيات والمبادرات الخلاقة.
والقرارات والتوجيهات مباشرة، التي تهدف إلى سعادة الإنسان وتحقيق رخائه ورفاهيته، وبناء مستقبل دبي للوصول بالإمارة إلى المراكز الأولى في جميع المجالات، مستنداً إلى رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، مصدر الإلهام لرؤية وخطط وطموحات الإمارة لتتبوأ الصدارة في التنافسية العالمية في مختلف المجالات.
مستقبل رقمي
ويترأس سمو الشيخ حمدان بن محمد، اللجنة العليا لتكنولوجيا المستقبل والاقتصاد الرقمي، التي تعمل على ترجمة الرؤية الاستباقية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ترسيخ مكانة دبي عاصمةً للاقتصاد الرقمي، ومركزاً رائداً لابتكار نماذج العمل التحولية والمفاهيم التكنولوجية المتقدمة وتوظيفها واعتمادها في مختلف القطاعات الحيوية التي تمس حياة الأفراد.
والعمل على تحقيق أهداف استراتيجية دبي للميتافيرس وصياغة مستقبل رقمي متقدم للدولة، وجعل اقتصاد دبي من أفضل الاقتصادات الرائدة في العالم من خلال مشاريع الاقتصاد الرقمي، والاستثمار في عالم الميتافيرس الافتراضي والمجالات الرقمية، واستشراف مستقبل العالم الرقمي، ويحرص سموه على تسريع وتيرة توظيف تقنيات المستقبل في إمارة دبي.
كما يترأس سمو ولي عهد دبي اللجنة العليا للتنمية وشؤون المواطنين، التي تشرف على تطوير ملفات الخدمات الاجتماعية والتنموية الخاصة بالمواطنين، وتستهدف رفع جودة حياة المواطنين لتكون الأفضل عالميا، وتوفير الفرص للشباب، والعمل على ترسيخ الاستقرار المجتمعي والأسري والسكاني على المدى الطويل.
ريادة عالمية
ويحرص سموه من خلال ترؤسه المجلس التنفيذي لإمارة دبي، على إطلاق الاستراتيجيات والمبادرات، التي تهدف إلى جعل حكومة دبي رائدة عالمياً في العمل الحكومي وخلق أثر إيجابي على المجتمع في الإمارة. ولعب سمو الشيخ حمدان بن محمد دوراً بارزاً وأكثر شمولية في تحقيق الرؤية التنموية والمستدامة، حيث كان وراء وضع وإرساء العديد من خطط التنمية المستدامة في دبي، من أبرزها:
خطة دبي 2021، واستراتيجية دبي للابتكار، ومبادرة دبي المدينة الأذكى عالمياً، واعتماد مشروع تطوير الخطة الاستراتيجية لإمارة دبي 2030، لتكون بمثابة البوصلة التي توجه مسيرة الإمارة نحو المستقبل بخطى واثقة، تعتمد في جوهرها على الإبداع والحلول المبتكرة، استلهاماً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمكانة المنشودة للإمارة في المستقبل، واستراتيجية دبي للميتافيرس الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي ضمن أفضل 10 مدن في الاقتصادات الرائدة في مجال «الميتافيرس»، للارتقاء بجميع الخدمات التي تقدمها الجهات والدوائر في الإمارة في مختلف مناحي الحياة.
تمكين المواطنين
ويركز سموه على بناء الكوادر الوطنية، وتفعيل قدرات الشباب الإماراتي ليشارك بفعالية في عملية التنمية، والاستثمار بسخاء في كل ما من شأنه تعزيز الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، وهو ما يتجسد في التركيز على تطوير البنية الأساسية في قطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والرياضة، ويؤمن سموه بقدرات الشباب باعتبارهم عماد الحاضر، وبناة المستقبل.
لذا يركز على تأهيل الشباب الإماراتي وتطوير قدراته، وتوفير البيئة المناسبة التي تحفزهم على الإبداع والابتكار، لإطلاق كامل إمكاناتهم، واستثمار طاقاتهم وقدراتهم في تطوير منظومة العمل الحكومي، وقيادة مسيرة الريادة في المستقبل، ويقول سموه:
«تشكل شريحة الشباب ركيزة أساسية لدفع عجلة التقدم والتنمية في كافة المجتمعات، وفيما نسعى إلى استشراف المستقبل، وضعنا الاستثمار في الشباب وتأهيلهم وتمكينهم ضمن صدارة أولوياتنا، لضمان استدامة مسيرة التطوير والبناء».
خدمات
في ظل قيادة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، أصدر المجلس التنفيذي العديد من القرارات المهمة واعتمد كثيراً من السياسات والمبادرات التي سرّعت زخم النمو والتطور في دبي، وأشرف سموه على وضع وإرساء العديد من خطط التنمية المستدامة في إمارة دبي، التي أسهمت في الارتقاء بمستوى الحياة في الإمارة.
وبناء على توجيهات سموه تم تعميم نموذج دبي للخدمات الحكومية على كافة الخدمات التي تقدمها حكومة دبي، وقد حققت هذه المبادرة منذ تدشين نموذج دبي للخدمات الحكومية في 2010 نتائج سباقة، كما أطلق سموه، برنامج حمدان بن محمد للخدمات الحكومية في عام 2013، ليكون حجر الأساس لتطبيق مبادرة الحكومة الذكية في دبي والمسار الأساسي لتحويل حكومة دبي من حكومة متميزة إلى حكومة مستقبلية تحقق الرقم واحد، وفق تطلعات القيادة، كما أطلق سموه مبادرة «بناة المدينة».
وفي 2020 أطلق سموه رؤية جديدة للخدمات الحكومية من خلال «خدمات 360»، التي تعد أجندة عمل جديدة في دبي لمضاعفة ومتابعة جهود التحسين والوصول للقمة والحفاظ عليها.
كما أطلق سموه مبادرة «مجتمعي… مكان للجميع»، بهدف تحويل دبي بالكامل إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم، ولدعم وتعزيز جهود الإمارة في مجال تمكين أصحاب الهمم وتعظيم مشاركتهم ودمجهم في المجتمع. وفي ديسمبر 2021 حققت الإمارة إنجازاً نوعياً يضاف إلى إنجازاتها، والمتمثل في نجاح حكومة دبي في التحوّل إلى حكومة لا ورقية بالكامل.
رؤية استثنائية في العمل الحكومي
استطاعت حكومة دبي بقيادة سمو الشيخ حمدان بن محمد ومن خلال توليه رئاسة المجلس التنفيذي لإمارة دبي، السير نحو المزيد من الإنجازات والنجاحات بخطى سريعة وواثقة، حيث كان سموه على متابعة شخصية لشؤون الإمارة والجهات الحكومية بها بشكل مكن المجلس من تحقيق الكثير من الخطط والمشاريع التطويرية، على رأسها الإشراف على اعتماد وتنفيذ خطة دبي الاستراتيجية، واعتماد خطط القطاعات الاستراتيجية.
والمتابعة الحثيثة لسموه للاطلاع على كافة المستجدات في تطبيق الخطة، إذ يتابع سمو ولي عهد دبي الشأن العام بدقة، ويتميز بحضور كبير في مختلف مواقع العمل الوطني، كقائد شاب صقلت خبراته التجربة، ويشرف سموه على قيادة ملفات عديدة تسهم في تعزيز تنافسية دبي عالمياً وقوة اقتصاد الإمارة وتوجهاتها المستقبلية، ويقود منظومة تطوير العمل الحكومي ومشروع تحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، وإلى مركز للاقتصاد العالمي الجديد.
كما يشرف ويتابع سموه العديد من الملفات الاستراتيجية في إمارة دبي، بتكليف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بينها الإشراف على تنفيذ بنود وثيقة الخمسين، التي تتضمن جوانب من رؤية صاحب السمو لمدينة دبي المستقبل والحياة التي يتمناها لكل من يعيش على أرضها، إذ يحرص سموه على المتابعة الحثيثة لضمان التطبيق الأمثل لبنود الوثيقة على نحو يتماشى مع غاياتها الطموحة، ويطلع على نتائج الإنجاز المتحقق في البرامج المنطوية تحت بنود وثيقة الخمسين.
والتوجيه بتنفيذ بنود الوثيقة لتحقيق الأهداف المرسومة فيها، ويحث سموه دائماً على المزيد من الجهد والإبداع في طريقة التفكير، بهدف تحقيق نقلات نوعية في مسيرة الإمارة، والوصول إلى دبي التي يطمح إليها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله. كما يحرص سمو الشيخ حمدان بن محمد على المتابعة الميدانية لعمليات التطوير في دبي لمختلف المشاريع وفق استراتيجية دبي التنموية والطموحة التي تضع مصلحة المواطن وراحة المقيم وسعادة الزائر في مقدمة أولوياتها.