شهد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، فعاليات افتتاح “قمة الهيدروجين الأخضر” ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة وشارك في جلسة وزارية تحت عنوان “إنشاء نظام بيئي للهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وقال معاليه خلال مشاركته: “إن للهيدروجين إمكانات واعدة في أن يصبح وقوداً خالياً من الكربون، ويمثل فرصة حقيقية لتسريع التحول في قطاع الطاقة، وإنه من خلال العمل المشترك وتكثيف التعاون إقليمياً ودولياً والمواءمة بين العرض والطلب، يمكن تحويل التحديات إلى فرص، وتطوير اقتصاد الهيدروجين بما يسهم في تحقيق المنفعة لدولة الإمارات وسوق الطاقة العالمي”.
وأضاف معاليه: “المرحلة الحالية والمقبلة تتطلب تكثيف جهود حكومات العالم لتطوير الخطط والاستراتيجيات المستقبلية المرتبطة بالهيدروجين، لتسريع التحول العالمي في قطاع الطاقة وزيادة التركيز على مصادره النظيفة والمتجددة لا سيما الهيدروجين، والإمارات تسعى بقوة إلى جعل الهيدروجين مصدراً عالمياً موثوق للطاقة وأن تكون منتجاً تقليدياً له، كما تمتلك الموارد الطبيعية والتكنولوجية التي تدعم التوجه المستقبلي للدولة القائم على استغلال مصادر هذا الغاز للحصول على الطاقة، حيث تُعد السوق الأسرع نمواً لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة على مستوى المنطقة”.
ولفت إلى أهمية قمة الهيدروجين الأخضر في وقت تستعد فيه الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، وأكد أن الإمارات قادرة على تنظيم نسخة استثنائية وفريدة وملهمة من هذا الحدث العالمي، بفضل القدرات والخبرات التي تمتلكها الدولة وفريق عمل المؤتمر.
وأشار معاليه، إلى أن استراتيجية الإمارات للهيدروجين التي تعمل وزارة الطاقة والبنية التحتية على استحداثها بالتعاون مع الجهات المعنية، تمثل خطة طويلة الأجل لترسيخ مكانة الإمارات دولة رائدة عالميا في مجال إنتاج واستخدام الهيدروجين النظيف، وأن الدولة تستهدف من خلال الاستراتيجية الاستحواذ على 25% من حصة أهم أسواق الهيدروجين في العالم بحلول عام 2050.. ومن أجل تحقيق هذا الهدف تستثمر في البحث والتطوير لدفع إنتاج النظيف منه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وتعمل على تطوير سلسلة إمداد محلية.
وأوضح معاليه أنه من منطلق إدراك الإمارات للإمكانات الواعدة التي يوفرها الهيدروجين كمصدر جديد للطاقة منخفضة الكربون، حددت 10 أهداف استراتيجية من شأنها تمكين الهيدروجين كمصدر موثوق لطاقة المستقبل، تتمثل في تحديد الأهداف والسياسات لزيادة الطلب على الهيدروجين النظيف، والاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز التكنولوجيا، وخفض كلفة إنتاجه وتخزينه، وإنشاء الأطر التنظيمية التي ستدعم تطوير وتوسيع نطاقه وبنيته التحتية مثل قوانين البناء ومعايير محطات الوقود الخاصة به وتحسين الموارد وكفاءة الاستثمار، إضافة إلى تعزيز التعاون الدولي، وتسهيل الطلب المستقبلي والوصول إلى الأسواق، وبناء الأطر التنظيمية وتمكين البنية التحتية عبر سلسلة القيمة لتقديم الهيدروجين للمستخدمين النهائيين، وسد الفجوة بين الابتكار التكنولوجي والاستعداد التكنولوجي، إلى جانب معالجة أوجه عدم اليقين بشأن مصادر ومعايير الطاقة، الأمر الذي يسهم في الحصول على مصدر للطاقة والتكنولوجيا مستدام وبأسعار معقولة.
وأضاف معاليه: “تعمل الدولة على إطلاق المشاريع والمبادرات الاستراتيجية النوعية الداعمة لمستهدفات التحول نحو الطاقة النظيفة، لا سيما الهيدروجين، والتي بدورها ستسهم في خفض البصمة الكربونية، وأبرزها الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، التي تستهدف الوزارة تطويرها، لتواكب مستهدفات الدولة”.
بدوره، كشف المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول في كلمته الافتتاحية بقمة الهيدروجين الأخضر، أن الوزارة بصدد إنجاز استراتيجية الإمارات للهيدروجين خلال العام الجاري 2023، والتي تشكل خريطة طريق واضحة تتضمن 10 محاور مختلفة تستهدف تعزيز ريادة الإمارات في مجال إنتاج الهيدروجين لتكون ضمن أكبر 10 منتجين حول العالم بحلول العام 2031 ، مؤكداً أن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات تعكس رغبتها في أن تكون مركزاً عالمياً للهيدروجين، وأن هذه القمة ستكون نقطة تحول للاقتصاد الأخضر والاهتمام بطاقة الهيدروجين، باعتبارها مصدراً للطاقة النظيفة ووقود المستقبل، وأحد ممكنات تسريع الانتقال في قطاع الطاقة، وتحقيق مستهدفات الحياد المناخي.
وقال: “تتمتع الإمارات بمزايا تنافسية طبيعية لإنتاج الهيدروجين، وتمتلك الموارد الطبيعية والتكنولوجية التي تدعم توجهها المستقبلي القائم على استغلال الموارد الطبيعية والغاز الطبيعي الذي يستخدم في إنتاج الهيدروجين الأزرق، إضافة إلى استغلال إلى الطاقة الشمسية، الأمر الذي يجعل من الدولة مصدراً عالمياً موثوقاً للطاقة ومنتجاً تقليدياً للهيدروجين”.
وأضاف: “تولي الإمارات اهتماماً كبيراً بتنويع مصادر الطاقة باعتبارها ملاذاً آمناً لتحقيق التوازن بين التنمية المستدامة وبين الحفاظ على البيئة، وإن رفع مساهمة الهيدروجين ضمن مزيج الطاقة سيمكن الدولة من تحقيق ذلك المستهدف”، وإن الهيدروجين سيلعب دوراً حاسماً في مستهدفات الدولة للتحوّل نحو مصادر الطاقة المنخفضة الكربون، وفي الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 والمبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، والاقتصاد المستدام.
من ناحيته، أكد المهندس يوسف آل علي، الوكيل المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل في وزارة الطاقة والبنية التحتية، ضمن جلسة ” كيفية جعل الهيدروجين الأخضر نافعاً”، على دور الهيدروجين الأخضر في خفض الانبعاثات الكربونية، وتسريع التحول في قطاع الطاقة، وأن العالم يشهد أدواراً فاعلة للهيدروجين، كونه أكبر ضامن لمستقبل الجهود العالمية للخفض من الكربون وإحداث تأثير إيجابي في العمل المناخي.