هناك أمور كنا نعتقد أنها من المسلمات وذلك لتكرارها على مسامعنا منذ نعومة أظافرنا لكي نكتشف بعد أن خضنا في بحر الحياة أنها عكس ما قيل لنا وما نعتقد ومنها أن كيد النساء عظيم . نعم هي وردت في القرأن في سورة يوسف ، ولكنها مقولة عزيز مصر و من السرد القصصي في هذه السورة المباركة يتضح أنه ليس قول المولى عز وجل كما أن سياق الأحداث يبين لنا انه ليس امر قطعي تعميمي إنما ينطبق على حاله فردية حكمها محدود على بطلة هذه القصه ومن معها من النسوة.
أما المرأه بالعموم فإنها ممدوحة الخصال في الشريعة الإسلامية ومندوب إلى إرضائها والمحافظة عليها و إكرامها فكيف يكون ذلك وهي صاحبة كيد ومكر؟!
والله لايستوي الأمران مع بعضهما البعض.
فمن أوصانا الشارع الحكيم بإكرامها لابد أن تكون نبع الحنان الأم وفخر الإنسان الأخت وحياة القلب الزوجة وزهرة الحياة الإبنة ناهيك عن العمة و الخالة والجدة فكلهم مصدر سعادة و اطمئنان لروح الإنسان .
أعزائي إن الكيد كيد الرجال وليس النساء فبنظرة حياتية واقعية نجد أن المحاكم تعج بالرجال المتخاصمين؛ هذا أكل مال هذا بالحيلة والمكر، وهذا سرق وهذا قتل وهؤلاء تعاركوا وليس بين كل هذه الحالات إمرأه واحدة إلا فيما ندر ؛فهناك حالات فردية لنساء يقمن بهذه الأمور المشينة ولكنها حالات قليلة لا تقرن بالحالات الرجالية ولا تقبل التعميم أبدا”.
المرأة هي الجانب المضيئ المزهر من الحياة ؛ هي عبق الورود، هي السكن للروح المتعبة فكيف تكون كما وصفها عزيز مصر وتلقف مقولته كل من يحفظ ولايفهم . فبدون المرأة تكون الحياة موحشة، جسد بلا روح. نعم فضل المرأة كبير جدا” وهي أحق بكل تكريم فعلي ومديح قولي .وأنا لا أغفل دور الرجال في الحياة فالرجل عامود الخيمة والمرأة قماشها فلا خيمه بدون عامود ولاظل بدون قماش ،ولكني ركزت في مقالي على إبطال تداول المقولة المجحفة بتعميمها فعذرا بنات حواء لقد وقع عليكن ظلما” شديدا” ردحا من الزمن بهذه المقولة المفتراة التي لا تمت للحقيقة بصلة وإنما الكيد كيد الرجال؛ وليس كل الرجال ،فقط اهل الكيد والمكر منهم،و لقد وجهنا رسول الهدى صلى الله عليه و سلم إلى الاستعاذة من قهر الرجال و لم يذكر النساء في هذا المقصد . اسأل الله أن يعلمنا ويفهمنا وأن نكون ممن يعلم ويفهم ولا نكون ممن يحفظ ويتلقى ولايفهم . اللهم إن أصبت فمنك وحدك وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله من وراء القصد .
بقلم : عماد عمر طيب