|  آخر تحديث يناير 30, 2016 , 4:05 ص

مواطن ووطن ينتظر


مواطن ووطن ينتظر



بقلم: أحمد فتحي العيساوي – ( ليبيا )

 

كثيرًا ما نسمع وسائل الإعلام تتناول كلمة السّلام في ذكر أخبار الحرب المشتعلة بين أبناء الشّعب الليبي، وتسمع كلمة السّلام كثيرًا من أفواه القادة والسّياسيّين حين يتحدّثون عن اتفاقيّات السّلام، فالعالم ينشد السّلام كمعنى سامٍ من معان هذه الحياة، وإنّ أهميّة السّلام تنبع من آثاره في الحياة، فماهي الجوانب التي تبرز فيها أهميّة السّلام؟كمايعتبر السّلام وسيلة لتحقيق الوئام بين أبناء القبائل والقرى والمدن الليبية، فعندما يتحقّق السّلام والوفاق ويسود بين أبناء الشّعب ترى معاني التّوافق والوئام متجليّة بصورةٍ رائعة بين أبناء الوطن الواحد مهما اختلف عرقها وأصولها، فتبتعد عنهم روح التّباغض والتّشاحن وتسود بينهم روح الألفة والمحبّة والتّعاون، كمايعدّ الإتفاق والإلتفاف حول الوطن وسيلةٍ لإنهاء الخلافات وحلّ النّزاعات بين الساسة، فكثيرًا ما نسمع عن عقد اتفاقيّات سلام بين احزاب في العديد من الدول توافقت على إنهاء الحرب والخلاف بينها، وإنّ هذه الاتفاقيّات تمهّد السّبيل من أجل توطيد العلاقات بين الأحزاب المتصالحة وتطبيعها، وهذا بلا شكّ ثمرة من ثمار السّلام وفوائده، أنّ الوفاق السياسي والعودة للإستقرار والسّلام يعدّ بيئة محفّزة للإنتاج وجلب الاستثمارات، فحين يسود السّلام بين أبناء الشعب والحكومة فإنّ ذلك يعدّ حافزًا لقدوم الاستثمارات إلى الدّولة، وذلك بأنّ بيئة الأمان والاستقرار تعدّ عامل نجاح للاستثمارات المختلفة، بينما تشكّل النّزاعات والحروب عاملاً طاردًا لها، لذلك ترى الدّول التي تعقد اتفاقيّات سلام وتعاون مع غيرها من الدّول تتمتّع بنوعٍ من التّقدم الإقتصادي ويزيد دخلها القومي، بينما ترى الدّول التي تشهد حروبًا ونزاعات من أفقر الدّول وأكثرها مديونيّة، والسّلام هو وسيلة لتواصل ابناء الوطن مع بعضهم البعض والتّعرف على عادات وتقاليد كلّ مدينة وقرية وقبيلة، إضافة إلى أنّه وسيلة لتبادل المعارف والخبرات، فالدّولة التي يكون بينها سلام وتصالح فإنّها تمهد السّبيل من أجل إقامة علاقات ثقافيّة بينها وبين دول اخرى فيتعرّف كلّ شعبٍ على منجزات الشّعب الآخر ويتبادل معه الخبرات والمعارف المختلفة، فلكلّ شعبٍ ثقافة وعادات تميّزه عن الشّعوب الأخرى وكذلك المدن والمناطق الليبية؛ وبالتّالي فإنّ السّلام والوفاق يشكّل فرصةً لهذا النّوع من العلاقات الإيجابّية النّافعة بين الليبيين، والسلام والوفاق الوطني هو روح الدين وغاية الرّسالة السّماويّة والشّرائع الرّبانيّة، فالسّلام هو من أسماء الله تعالى الحسنى، كما جاءت جميع رسالات الله المبلّغة عن طريق رسله إلى النّاس بمعاني السّلام والمحبّة بين النّاس، وقد جعل الله تعالى الدّين واحد وهو الإسلام دين السّلام، قال تعالى (إنّ الدّين عند الله الإسلام)، كما كان السّلام هو من مظاهر سلوكيّات المسلم في حياته فهو يسلّم على المسلمين بقوله: “السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، ويردّ على من يلقي عليه السّلام بقوله: “وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته”؛ ولمثل هذا السّلام أثرٌعجيب في النّفوس كما بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، جميعنا واجب علينا ان ندعو الي السلام والوفاق ذلك لمصلحة إستقرار الوطن والمواطن البسيط الذي يبحث عن لقمة عيشه منهم سائق سيارة الأجرى وصانع الخبز والموظف الحكومي كلهم يبحثون عن السلام والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com