كأس العالم لا تعترف بالأسماء، ولا تهمها ألوان القمصان، ولا تنطبق عليها قائمة «الفيفا» التي تصنف المنتخبات على مزاجها المعتمد على معايير خاصة بهم.
بقي اثنان فقط من الذين يحتلون المراكز الأولى في التصنيف، وغداً سيرحل أحدها أو كلاهما، فلا أحد يضمن الفوز بعد كل ما شهدناه خلال هذه البطولة العجيبة، الملعب هو الذي يقرر، والمرمى والشباك تسجل من يستحق بجدارة أن يكمل المشوار، ومن يودع البطولة بدموع مثل دموع «نيمار» و«رونالدو»، فمن كان يصدق أن يفعلها الكروات، ويحولون أهل القمة المرشحين للتتويج إلى مجموعة «نائحة» أمام العالم، تحسراً على مصيرهم المشابه لمصير الصغار، وعلى يد منتخب مغمور كانوا يتوقعون خروجه من الدور الأول.
ومن كان يتوقع، مجرد توقع، بأن يصل المغرب إلى دور الأربعة، من منهم فكر في تجاوز الدور الثاني، خاصة بعد أن تساقطت المنتخبات الأفريقية والآسيوية، وبهزائم ثقيلة، ولكن ما حدث ربما يجعلهم يفيقون من وهم الأسماء الرنانة، وقد يحدث أكثر من ذلك، ونشهد نهائي كأس العالم بين المغرب وكرواتيا، رغم أن المحصلة واحدة، وهي أن الفريقين غير المرشحين قبل البطولة وخلالها قد وصلا إلى المربع الذهبي، بينما المصنف في المقدمة خرج باكياً، ودفع بعض المدربين الثمن فاستقالوا، وأولهم مدرب أسبانيا، ثم لحق به مدرب البرازيل «والحبل على الجرار»، فالكبار الذين ذاقوا الهزيمة والخروج المبكر كثيرون، منهم بلجيكا وألمانيا وانجلترا والبرتغال وأورغواي والمكسيك وهولندا!
من الواضح أن نجم الكبار قد أفل، والواضح أكثر أن هذه آخر بطولة لهم يصلون فيها إلى الأدوار الثانية والثالثة كأغلبية، فالبطولة القادمة سيتضاعف فيها عدد منتخبات آسيا وأفريقيا، وسيكون للكرة حديث آخر.
تحية من القلب لإخوتنا في المغرب، فقد أسعدونا ورسموا الفرح على وجوهنا.
بقلم: محمد يوسف