قالت مصادر تركية، ومن الفصائل السورية المسلحة: إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي، الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة لأول مرة، لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحشدت حلفاء سوريين لتوسيع الحملة على الأرجح.
وفي حين أن تركيا نفذت عمليات كبيرة عدة في شمال سوريا في السنوات القليلة الماضية، فقد استخدمت طائرات مسيرة في العديد من الضربات الجوية بالنظر إلى أن واشنطن المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب، وموسكو، حليفة دمشق، تسيطران على جزء كبير من المجال الجوي.
وقد يشير استخدام تركيا للمجال الجوي، الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة، حسبما ورد، إلى نفوذ أنقرة المتزايد لدى موسكو وواشنطن. وعمدت تركيا، العضو في حلف الناتو، إلى توازن موقفها الدبلوماسي منذ حرب أوكرانيا، إذ انتقدت العملية الروسية، لكنها عارضت العقوبات الغربية على روسيا.
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلبات للتعليق، لكن مصدراً بوزارة الدفاع التركية قال: إن الطائرات لم تستخدم قط في الأجواء السورية أو الروسية أو الأمريكية في الضربات الجوية الأخيرة في سوريا، وإن الطائرات قصفت جميع الأهداف من داخل المجال الجوي التركي.
ومع ذلك قال مسؤول أمني تركي كبير، وشخصيتان بارزتان في الجماعات السورية المسلحة على اتصال بالجيش التركي: إن طائرات مقاتلة حلقت داخل الأراضي السورية، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة، وإن أنقرة على اتصال مع روسيا بشأن هذا الأمر.
وقال المسؤول الأمني التركي: «استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا، وأجري بعض التنسيق مع هذين البلدين». وقال العقيد عبد الجبار عكيدي، وهو شخصية قيادية في الفصائل السورية «لا يمكن لتركيا أن تقوم بهذه العملية الجوية الواسعة في سوريا من دون تنسيق مع الفاعلين على الأرض، أي الولايات المتحدة وروسيا».
ومن ناحيتها كتبت الصحفية التركية البارزة المقربة من الحكومة هاندا فيرات في صحيفة حريت: «كان على الولايات المتحدة وروسيا الدولتين اللتين تسيطران على المجال الجوي السوري أن تفتحا المجال الجوي» بعد الهجوم التركي.