اقتربت ساعات الحسم الأمريكية، غداً يجري التصويت على التجديد النصفي لأعضاء مجلس النواب، واختيار ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، والنتيجة ستحدث تغييراً في القضايا العالمية الساخنة.
التوقعات ترشح الحزب الجمهوري للسيطرة على المجلسين، وهذا يعني تجميد وإفشال رغبات إدارة جو بايدن، وتحوله من رئيس فاعل إلى رئيس معطل لا يملك إلا بعض الصلاحيات منها رفض القرارات باستخدام الفيتو الرئاسي، وتعيش الدولة الأعظم في العالم حالة ركود قد تطال الميزانية السنوية ورواتب المؤسسات الاتحادية طوال الفترة المتبقية من ولاية بايدن.
كان صراع الحزبين المتنافسين في السابق منصباً على نتائج الإدارات الموجودة في الشأن المحلي، وخصوصاً الاقتصاد ونسب البطالة وقضايا المهاجرين، ومعها قوة الرئيس ومواقفه في القضايا المرتبطة بالعلاقات الدولية وإدارة الأزمات، ولكنه في انتخابات الغد يخضع الصراع إلى الثأر الشخصي، فالخلاف الذي نتج عن انتخابات الرئاسة في 2020 مازالت آثاره قائمة، حيث يصر الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب على تدخل جهات رسمية مع الديمقراطيين لإسقاطه، وتبعات ذلك مازالت قائمة، بايدن وأتباعه يطاردون ترامب في المحاكم واللجان النيابية لإدانته بالتحريض على العنف واقتحام الكونجرس بعد إعلان فوز بايدن، والهدف منعه من خوض الانتخابات المقبلة، وترامب يدير حملة الجمهوريين في انتخابات التجديد يوم غدٍ، وذلك كله حتى يجعل من بايدن رئيساً دون أدوات مساندة في المجلسين، وتفقد نانسي بيلوسي الأغلبية لتترك كرسي الرئاسة لمجلس النواب.
غداً قد يكون يوماً فارقاً في التاريخ الحديث لأمريكا وللعالم كله، وسننتظر.
بقلم: محمد يوسف