|  آخر تحديث أكتوبر 27, 2022 , 0:55 ص

“هرمجدون”.. حرب نهاية العالم


“هرمجدون”.. حرب نهاية العالم



مرت الذكرى ال 60 على أزمة الصواريخ الكوبية التي وضعت العالم على شفير حرب نووية، وذلك وسط حرب أوكرانيا التي أعادت للأذهان تلك الأجواء المرعبة في 14 تشرين الأول عام 1962.
وخلال حادثة ” الصورايخ الكوبية ” وصلت الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي، القوتان النوويتان الأكبر في العالم ، إلى شفا حرب نووية حبست الأنفاس لمدة 13 يوماً كاملة.

وتتزامن ذكرى هذا العام مع تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والدائرة المقربة منه حول إمكانية استخدام السلاح النووي بأوكرانيا. وزادت حدة المخاوف من إستعمال السلاح النووي بعد تحريك روسيا القطار النووي في اتجاه الحدود الأوكرانية، واختفاء غواصة ” يوم القيامة ” التي تعتبر أكبر غواصة نووية في العالم ، في المقابل طلبت بولندا من الإدارة الأمريكية أن تنشر صواريخها النووية على الأراضي البولندية، لتصبح بذلك على مرمى حجر من روسيا، فلا يفصل بين روسيا و بولندا سوى أوكرانيا.
وتحافظ الولايات المتحدة على سياسة الغموض الاستراتيجي بعدم الإفصاح عن طبيعة رد فعلها في حال استعملت روسيا أي سلاح نووي تكتيكي محدود الانفجار، في المقابل، تواصل موسكو تهديد دول حلف شمال الأطلسي (NATO) بالدخول في مواجهة مباشرة في حال استمرت دول الحلف في تزويد كييف بالأسلحة.
– كيف نشبت أزمة الصواريخ الكوبية؟
– أطاحت الثورة الكوبية بقيادة فيدل كاسترو بحكم الجنرال( باتيستا ) ، الحليف الرئيسي لواشنطن آنذاك.
– ذهب كاسترو إلى نيويورك لتأمين دعمها لكن الرئيس الأسبق آيزنهاور رفض التحدث معه .
– بعد الرفض تحدث مع ممثلي الإتحاد السوفييتي بالأمم المتحدة وعرضوا دعم حكومته.
– انجذب من خلال الصداقة والدعم السوفييتي إلى الزعيم ( نيكيتا خروتشوف ) ، وحكومته الشيوعية.
– قام كاسترو بتأميم جميع الشركات المملوكة لأميركا في كوبا ورفض دفع تعويضات.
– بداية الأزمة …… ماذا حدث ؟
– في إبريل 1961 ، وبعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، وافق ( جون كينيدي ) ، على خطة لغزو كوبا والإطاحة بنظام كاسترو.
– كانت واشنطن تريد الرد على كاسترو ووقف التمدد الروسي في كوبا بعد اقترابه من عمقها الاستراتيجي.
– فرض كينيدي حظراً تجارياً على السلع الكوبية، وحرم الكوبيين من سوق للسكر والتبغ واستيراد النفط وسلع أخرى.
– أنزلت ” المخابرات المركزية الأمريكية ” 1400 من المنفيين الكوبيين في ” خليج الخنازير ” على الساحل الجنوبي لكوبا لاثارة انتفاضة ضد كاسترو .

– فشلت تلك العملية بعد تراجع كينيدي عن دعمها بالقوات الجوية.
– كيف تصاعدت أزمة الصواريخ الكوبية؟
– بعد فشل عملية ” خليج الخنازير ” اتفق كاسترو مع السوفييت على نشر صواريخ متوسطة المدى في كوبا لردع واشنطن.
– كان هدفه منع أي محاولة أمريكية للإطاحة به ، فصارت كوبا قاعدة عسكرية متقدمة للسوفييت.
– أغسطس 1962 شرعت حكومتا كوبا والإتحاد السوفييتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى MRBM و IRBM في كوبا والتي تعطي إمكانية ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة.
– في 14 أكتوبر التقطت طائرة تجسس أمريكية تحلق فوق كوبا صوراً تظهر تلك القواعد.
– وأمام تمدد السوفييت فرض كينيدي لإظهار قوته كقائد لدولة عظمى، الحصار على كوبا لمنع وصول الصواريخ السوفييتية.
– في 22 أكتوبر 1962 تم فرض حصار بحري لمنع سفن السوفييت المشتبه في حملها صواريخ نووية من الوصول إلى كوبا .
– أطلق كينيدي على الحصار اسم ” منطقة الحجر الصحي ” حيث وجد فيه فرصة لكسب الوقت للتفاوض مع السوفييت.
– في 23 أكتوبر، تلقت واشنطن أول رسالة من نيكيتا خروتشوف، رئيس الاتحاد السوفييتي وقتها ، تقول : إن السفن السوفييتية لن تتوقف عند الحصار، لكنها ستشق طريقها.
– على أثر ذلك اندلعت أزمة الصواريخ الكوبية التي كانت الواقعة الأكثر سخونة بالحرب الباردة .
– استمرت لمدة 13 يوماً وبدا العالم على شفا حرب نووية.
– كيف تم حل الأزمة ؟
– في 27 أكتوبر، تلقى كينيدي رسالة ثانية من خروتشوف، تقول إن القواعد في كوبا ستتم إزالتها شرط إزالة أمريكا صواريخها من تركيا.
– اختار كينيدي الرد على البرقية الأولى وناقش فريقه إمكانية إزالة تلك الصواريخ.
– في 28 أكتوبر، في رسالة عامة إلى كينيدي أذيعت على ” راديو موسكو ” ، وافق خروتشوف على إزالة جميع الصواريخ من كوبا.
– عادت السفن الروسية العشرون التي اقتربت من الحصار الأمريكي على كوبا أدراجها، منعاً لمواجهة البحرية الأمريكية.
– لماذا نشرت روسيا تلك الصواريخ في الأساس؟
– سد الفجوة الصاروخية ورداً على نشر أمريكا صواريخ نووية متوسطة وطويلة المدى في بريطانيا وإيطاليا وتركيا، حيث كان بمقدورها ضرب موسكو بأكثر من 100 صاروخ ذات رأس نووي.
– مساومة واشنطن في مفاوضات برلين.
– دعم كوبا الدولة الشيوعية الجديدة التي كانت حديقة خلفية لأمريكا.
– أرباح واشنطن و موسكو:
– اعتبر الجانبان أنهما حققا النصر ، فأنقذ خروتشوف النظام الشيوعي في كوبا من غزو أمريكي، وتفاوض على صفقة مع واشنطن بشأن إزالة الصواريخ ” جوبيتر ” من تركيا.
– أدت في النهاية إلى معاهدة ” حظر التجارب النووية ” عام 1963.

 

 

مع قرب دخول الحرب الروسية الأوكرانية شهرها التاسع، تتزايد وفق الخبراء العسكريين، احتمالات الذهاب لحد استخدام الأسلحة النووية التكتيكية بتلك الحرب لحسمها ، وما يزيد الموقف حراجة إعلان الكرملين قبل أيام أن المناطق الأربع ( لوغانسك و دونيتسك و خيرسون و زابوروجيا ) هي محمية نووياً من قبل موسكو، حالها حال بقية الأراضي الروسية، ما يعني وفق مراقبين أن الروس قد يذهبون إلى درجة الضغط على الزر النووي دفاعاً عن هذه المناطق المنضمة حديثاً للإتحاد الروسي.
إذا ما استخدمت روسيا الأسلحة النووية التكتيكية في أوكرانيا، فإن هذا سيشكل عبئاً ثقيلاً على أمريكا التي تقدم نفسها كقوة تقود العالم ، وسيضعها أمام خيارات صعبة وحرجة للغاية.
لاشك أن استخدام السلاح النووي في هذا النزاع سيشكل زلزالاً في مشهد العلاقات الدولية وتوازناتها، وسيشمل نقطة تحول عسكرية فاصلة في مسار الحرب الأوكرانية.
وهو ما قد يشجع قوى نووية أخرى حول العالم على المضي قدماً في توظيف سلاحها النووي في سعيها لبسط نفوذها وحماية مصالحها.
– استعدادات في 4 دول غربية :
– تفاصيل الخطة البريطانية:
خطة لندن التي نشرتها صحيفة ” ذا صن ” البريطانية، حذرت مواطنين البلد الأوروبي من استخدام روسيا سلاحاً نووياً في أوكرانيا وتتضمن:
– إبلاغ البريطانيبن بحالة طواريء نووية في شكل رسالة نصية.
– رسائل حكومية على وسائل التواصل الاجتماعي.
– تحذيرات طواريء حكومية محددة يتم إرسالها من أبراج الهاتف المحمول في المنطقة المحيطة.
– خطة لإدارة الطواريء تتسم بالمرونة وقابلة للتطبيق .
– لندن بصدد إنشاء خدمة نظام إنذار للطواريء ستطلق خلال الخريف.
كما دعا خبراء عسكريين الى توزيع أقراص اليود وحثوا العائلات على تخزين الإمدادات.
وبخلاف بريطانيا وضعت واشنطن بالفعل مجموعة من التوجيهات للأمريكيين حال حدوث انفجار نووي، والخطة تتضمن:
– نصائح للمواطنين حول كيفية الاستعداد والخطوات التي يجب اتباعها خلال الانفجار وسبل الأمن بعد الهجوم.
– توصية بالاستعداد لضربة نووية من خلال تحديد أقرب الملاجيء.
– التأكد من امتلاكهم إمدادات الطواريء مثل زحاجات المياه والأطعمة المعلبة ومصباح يدوي وبطاريات إضافية.
– التخلص من الملابس الملوثة والاستحمام.
أما أوكرانيا فحصلت مؤخراً على أكثر من 5 ونصف ملايين قرص من حبوب اليود ، كإجراء وقائي لحماية الأشخاص لاسيما في المناطق المعرضة لهجوم نووي متعمد أو كحادث عرضي.
– في بولندا المجاورة، تعمل السلطات على :
– إنشاء مراكز إمدادات من أقراص ” يوديد البوتاسيوم ” ونقاط توزيع لها في حالة الطواريء النووية.
– إنشاء أكثر من 600 نقطة توزيع في رياض الأطفال والمدارس والمكاتب البلدية .
– وفي رومانيا، قامت السلطات بتوفير :
– كميات كبيرة من حبوب يوديد البوتاسيوم.
– الحبوب لمن دون سن الأربعين لمنع آثار الأشعاع النووي.
– شراء ما يقرب من 30 مليون من هذه الحبوب.
– إرسالها إلى صيدليات معبنة في جميع أنحاء البلاد.

 

” هرمجدون ” هو وصف لمعركة نهاية الحياة، حيث ذكرها الكتاب المقدس في المسيحية بأنها ستكون الصفحة الأخيرة في تاريخ الحكم البشري، حيث جاء ذكر معركة ” هرمجدون ” في الكتاب المقدس، حيث يقود المسيح يسوع جيشاً من الملائكة وينتصر على أعداء الله في معركة تمثل شعوب الأرض بالكامل، وتصطف فيها كل الأمم للمواجهة الأخيرة التي بالتأكيد ستودي في نهاية المطاف إلى نهاية العالم الذي نعرفه “.

 

 

وختاماً .. إن نشر روسيا أسلحة نووية أمر خطير ، إن القطار النووي وتعبئة الغواصة ” كا – 329 بيلغورود ” ربما يحملان في طياتهما رسائل نووية تريد روسيا إرسالها لأوكرانيا وللغرب مفادها أنها مستعدة لاستخدام تلك الأسلحة فهي بمثابة رسالة ردع لدفع أوكرانيا إلى الكف عن هجماتها والغرب لوقف تسليح كييف.

 

 

بقلم: فاتن الحوسني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com