وكل من اصبحنا نقدسهم ونعتبرهم رموز وايقونات مجتمعية نبني علي اساسها شكل وأنماط حياتنا .. وذلك لأننا اصبحنا نتعبد في محراب السوشيال ميديا أكثر من النظر بداخلنا أو للسماء التي هي أوضح مكان في الكون ،
سنراها في مرض وشفاء وفي موت يعرفنا أن البقاء لله وحده، سنراها في طلاق وفي احداث صادمة أو غير متوقعة بعد تعلق مرضي سام، في إصدار الأحكام علي الغير بالباطل يرد لك في حياتك وينزل عليك اثاره كالصاعقة في كافة جوانب حياتك، سيصل لنا معها رسائل وحكمة إلهية للتنوير ورفع الوعي الجمعي والبصيرة..،لو تعمقنا في لحظة تأمل وصمت مع النفس لكل حدث و رؤية الحكمة منه سنتعلم مالا يمكن أن نتعلمه بكامل اعمارنا وشهادتنا الجامعية والدكتوراه.
كتبت روحي هذه الكلمات قبل قلمي منذ بداية العام الفائت 2022 ،حيث بداية كشف الغبار وظهور العديد من القضايا الإجتماعية علي السطح وخاصة علاقة الرجل بالمرأة وكيف أصبحت معقدة بل وسامة من قبل الطرفين ..
بدأت بإستخدم الكون الفنانة شرين وغيرها من المشاهير كرمز مجتمعي صريح ليعبر عن المرأة وليشير بأصبعه إلي حرب نفسية بين الرجل والمرأة في العالم العربي تحتاج لإعادة النظر والترتيب وليس لنعتبرها وصمة عار في حقها ..
كانت قد وصلت شرين لمستوى الشجاعة في مواجهة عثراتها ،حتي لو تظاهرت بالثبات بالرغم من كل جروحها العميقة ..،حاولت الوصول للشفاء الكامل وتحدي الألم النفسي بعد ما مرت به من مطبات حياتية وتخلت عن تاج رأس المرأة وزينتها لتعلن عن تمردها والتخلي بكل قوة عن هزيمتها ..
أختارت القبول .. قبول الألم والموقف لكي تستطيع ان تكمل مسيرتها الحياتية بعد جرح زعزع أمانها وهز كيانها كأنثي اعطت ولم تجد مقابل لعطائها غير الخذلان ،اختارت حسم أمرها وضبط نفسها لتستعيد طاقتهاالمهدرة ولكن هيهات !!
كانت محاولة منها لإعادة توازنها ولكن الإنتكاسة النفسية إثر ما حدث لها أقوي من مرونتها النفسية ومحاولتها في الثبات أمام علاقة سامة عقدتها مع نفسها أولا لجهلها بنفسها ، ثم شريكها ودائرتها التي جعلتها مقربة منها وتخبطت في نواياهم ،لازال هناك أمل ،فقط تحتاج شرين عبد الوهاب للدعم النفسي الكافي والإرادة لتكمل الخطة العلاجية بسلام وتستعيد صحتها النفسية.
رسالة عنوانها “إكتمل بنفسك أولا وقتها فقط ستجد من تقدر علي العيش معه وتشعر بالإكتمال” لتضعا هدفا أسمي في الحياة.
العلاقات السامة و المؤذية تأتي في طريقنا لكي نطلع من خلالها علي البقع العمياء في التركيبة النفسية بداخلنا وبما إن كل فرد هو جزء من المجتمع إذن نحتاج للتوازن والتعامل مع هذه المشكلة بحيادية وتقبل إلي أن نتخطاها وبالتالي نعالجها بمواجهة النفس ..، وهناك العديد من المشكلات التي نحتاج لمواجهتها مثل الإعتماد العاطفي والتعلق المرضي وضعف الثقة بالنفس وتوازن طاقة الأنوثة والذكورة علي الأرض ، والعديد من جروح الطفولة التي تحتاج للشفاء.
نعم لم تكن شرين فقط هي المقصودة ..إنما هي قضية المرأة التي تعتبر نصف المجتمع وهي من تعد الأجيال، وليست كل العواصف التي تواجهنا تأتي لتدميرنا بل علي النقيض هي تأتي لكي تفسح الطريق وتمهده لنري النور، والحقيقة هي أن الاستقرار النفسي للفرد سواء رجل أو إمرأة هو ما يعكس إستقراره مع من حوله وعلاقاته ومجتمعه وإن لم يكن فإن تبعات ذلك وخيمة وتتضاعف يوميا لنري تأثيرها علي أجيال صاعدة،ومجتمع بأكمله ونري ذلك واضحا وصريحا، بعد إنتشار عدد لا حصر له من الجرائم الإجتماعية والقتل في وضح النهار وتضاعف أعداد حالات الطلاق وتهميش الأبناء وضياعهم النفسي في عالمنا العربي، إستقرار المرأة وحماية حقوقها في العالم العربي. هو مؤشر النمو الأول للمجتمعات والأمم، لإن المرأة هي اليد الأولي المؤثرة في إعداد الرجال والنساء ، وفي سعادة أو شقاء مجتمعنا وإحترام المرأة وتقديرها في العالم العربي يحتاج لتسليط الضؤ عليه لما له من تبعات في تغيير وتطوير منظومة البيت والأسرة وأوضاع الإستقرار النفسي والأسري للأبناء مما يعود علي إستقرار المجتمع ككل وتقدمه.
نحتاج لتغيير العديد من المعتقدات المغلوطة عن دور المرأة في الحياة وإتزان العلاقة بينها وبين نفسها أولا وبالتالي في علاقتها مع الرجل والعكس، وضع خطة مجتمعية هادفة لرفع الوعي الجمعي عن منظومة الزواج قبل الإقبال عليها ،بعيدا عن التوجيهات الإعلامية التي تدعو للتفرقة الأسرية وتهميش أو إدانة أحد الأطراف بشكل عبثي غير هادف باحثين عن إثارة الجدل المجتمعي دون إيجاد حلول حقيقية ملموسة تنهض بالمجتمع.
الزواج يجب أن يكون للمستقرين نفسيا وليس لمن يرغب في الاستقرار ، ولا لمن يرغب في فرض سلطته الذكورية أو الأنثوية أو السيادة المالية ..،نحتاج للتوازن والمرونة النفسية للمواجهة.
الكون لم يخلق عبثا وكل ما نزرعه في هذه الأرض حتما سجنيه عل أرض الواقع في كل جوانب حياتنا ،وإذا كان ظلم الٱخرين إثماً فإن ظلمنا لأنفسنا وتهاوننا في حقها خطيئة عظمي.!
قال تعالى: (وَمِنْ ءَايَاتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَجًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآياتٍۢ لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ).
بقلم: رشا أبو العز