قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي اليوم الأربعاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحبوب الأوكرانية يجب أن تذهب “أولا” إلى الدول التي هي في أمس الحاجة إليها.
تأتي هذه التصريحات في وقت تحتج موسكو أكثر وأكثر على اتفاقيتين أُبرمتا في يوليو في إسطنبول تتيحان تصدير القمح والذرة من أوكرانيا الذي توقف بسبب العملية العسكرية الروسية، وتصدير المواد الغذائية والأسمدة من موسكو الذي عرقلته العقوبات الغربية.
ويرى الكرملين أن معظم المنتجات الغذائية الأوكرانية تذهب إلى الدول الأوروبية وهو ما تنفيه كييف، ويشكو من عقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.
وذكر الكرملين في بيان انه خلال المحادثات مع غوتيريش “كان التركيز الرئيسي على تطبيق اتفاق اسطنبول بشأن تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، وعلى تصدير المواد الغذائية والأسمدة الروسية”.
وأضاف “شدد الطرفان على أهمية إعطاء الأولوية لأولئك الذين يحتاجون إلى الغذاء في إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية”.
من جهته، قدّم غوتيريش “معلومات مفصلة عن الجهود المبذولة لإزالة كل العقبات” أمام الصادرات الروسية، قائلاً إنه “ملتزم تمامًا حل هذه المشكلة”، بحسب الكرملين.
وأثارت الانتقادات الروسية لاتفاق اسطنبول مخاوف من عرقلة الصادرات الأوكرانية مرة أخرى، في حين يثير النزاع مخاوف بشأن الأمن الغذائي العالمي.
وفي السياق، أشار الكرملين الأسبوع الماضي إلى أن بوتين يعتزم مناقشة اتفاق اسطنبول مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. ومن المقرر أن يجتمع الزعيمان في أوزبكستان الجمعة.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي رحب خلال محادثته الهاتفية مع غوتيريش الأربعاء “بالتعاون البناء” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بمحطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا.
وتعرّضت المحطة، التي تسيطر عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا للقصف عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية كبيرة.
وقام فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة تفتيش للمحطة في بداية سبتمبر وأوصى بإنشاء “منطقة آمنة” حول الموقع الحساس.
وأكد الكرملين أيضًا أنّ غوتيريش تحدث عن “استعدادات” لزيارة مرتقبة لخبراء من الأمم المتحدة إلى سجن أولينيفكا في شرق أوكرانيا، حيث قتل عشرات الأوكرانيين من أسرى الحرب في قصف في نهاية يوليو. وتتبادل موسكو وكييف التهم بشأن هذه الضربات.