قضت المحكمة الإدارية العليا في مصر يوم أمس الاثنين، بعزل أستاذة جامعية من وظيفتها؛ بسبب ما وصفته المحكمة بـ”ثبوت ارتكاب الأستاذة لمخالفتين؛ هما الرقص في العلن، وتشجيع طلابها على ذلك”؛ فضلًا عن إنكارها ثوابت دينية.
وأيدت المحكمة حُكم أول درجة الصادر من محكمة القضاء الإداري، برفض الطعن المُقدَّم من المدرس المساعد بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية بجامعة السويس “منى برنس”، ضد قرار الجامعة، بعزلها من وظيفتها.
وكانت “منى برنس” قد أثارت الجدل في يونيو 2017 حينما نشرت مقاطع فيديو على صفحتها بفيسبوك وهي ترقص شبه عارية، وتشجع متابعيها وطلابها على فعل ذلك، كما أنها تحدثت في أمور دينية وحاولت إظهار إبليس على أنه بريء وكان يمارس حرية الرأي عندما عارض أوامر الله.
وفي يونيو 2018 أعلنت جامعة السويس عزل الأستاذة المذكورة من وظيفتها، بعد تحقيقٍ قانوني وإحالة لمجلس التأديب المختص في الجامعة؛ حسب “سكاي نيوز عربية”.
من جانبها أقامت “منى برنس” طعنًا ضد قرار عزلها أمام محكمة القضاء الإداري، التي رفضت طعنها، فتوجهت بالطعن إلى المحكمة الإدارية العليا، التي أيدت حُكم القضاء الإداري ورفضت طعن “منى برنس” أيضًا.
وقالت المحكمة الإدارية العليا في حيثيات حكمها الصادر، الاثنين: إن قرار جامعة السويس بعزل منى برنس من وظيفتها، له تبريرات قانونية وجيهة، وأن المذكورة ارتكبت المخالفتين المنسوبتين إليها.
وأوضحت المحكمة أن المخالفة الأولى التي ارتكبتها منى برنس، هي قيامها بنشر عدة فيديوهات ترقص فيها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مع إصرارها على تكرار نشر مقاطع جديدة؛ بما يحطّ من هيبة أستاذ الجامعة ومن رسالته ومسؤوليته عن نشر القيم والارتقاء.
وأكدت المحكمة أن تلك المخالفة تحطّ من قدر أستاذ الجامعة، وأنه لا يجوز لأستاذة الجامعة أن تتخذ من الرقص شعارًا تدعو به الناس، بما ينال من هيبتها أمام طلابها، ويجرح شعور طالباتها، ويمس كبرياء زميلاتها رفيقات دروب العلم.
وذكرت المحكمة أن ثاني المخالفات التي ارتكبتها منى برنس، هي خروجها عن المنهج العلمي للمقررات الدراسية، وقيامها بنشر أفكار هدامة تخالف العقائد السماوية والنظام العام.
وشرحت المحكمة أن المذكورة قامت خلال المحاضرات، بالطعن في الثوابت الدينية، وقالت للطلاب إن إبليس شخصية جيدة وتَعَرّض للظلم، وكان يعبّر عن حريته برفضه الأوامر، ودعت الطلاب إلى الاقتداء بما فعله إبليس، وعدم الالتزام بتعاليم الأديان.
حدود الحرية الأكاديمية
وأكدت المحكمة في حيثيات حكمها أن الحرية الأكاديمية لا تعني إنكار ما هو معلوم بالدين بالضرورة والطعن في ذات الله جل علاه مع مخلوقاته، وبث الشك في نفوس الطلاب بالحياة الآخرة، وتعظيم شأن الشيطان ضد خالقه بالمخالفة لتعاليم الأديان.
وأوضحت المحكمة أنها أصدرت حكمها، بعدما تيقنت من ارتكاب منى برنس للمخالفات المذكورة، ومشاهدة قرص مدمج عليه مقاطع فيديو وصور لها وهي ترقص وأقرت بصحتها، وأن صفحتها على فيسبوك متاحة للجميع ومنهم طلابها ووسائل الإعلام؛ مما استوجب تأديبها بالعزل من الوظيفة.
وشددت المحكمة على أن تصرفات أستاذ الجامعة محسوبة عليه ولا تنسلخ من السياق العام للدولة، وأي مخالفة يرتكبها تحط من شأنه وتؤثر على رسالته في المجتمع.