أقل من مئة يوم تفصلنا عن حدث تاريخي في المنطقة الخليجية والعربية، فمنذ 92 عاماً انطلقت بطولة كأس العالم التي جرت في أمريكا اللاتينية في الأوروغواي لم تنجح أية دولة عربية في استضافة هذه البطولة الأهم رغم اقتراب المغرب منها عام 2006، وخسارتها بفارق صوت أمام ألمانيا، ورغم ترشح مصر إلا أنه منذ 1930 لم تستضف أية دولة عربية أو شرق أوسطية نهائيات كأس للعالم بكرة القدم، ولكن بعد أقل من مئة يوم سنكون مع كأس لسانها عربي خليجي بهوية قطرية في فكرة كانت تبدو يوماً مستحيلة تماماً مثل فكرة استضافة دولة خليجية لدورة الألعاب الآسيوية الشتوية بكل رياضاتها الثلجية والتي لا يعرفها غالبيتنا إلا من خلال الفرجة عليها وإذا بالخيال يتحول إلى واقع مع رؤية 2030 في المملكة العربية السعودية التي تقدمت بطلب استضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 وللجنسين والأهم أنها قد تشارك في كل ألعاب الدورة أي ستخلق جيلاً جديداً يمارس رياضات جديدة وهو ما فعلته لدى استضافتها بطولات الغولف والمصارعة والملاكمة والراليات والفورميولا وان والفورميولا إي وبطولة غرب آسيا للسيدات بكرة القدم، فمع كل ترشح لاستضافة بطولة لا بد من تهيئة لاعبين يشاركون وإداريين يخططون وينفذون وحكام ومدربين وإعلام يتعرف على لعبة لم تكن ضمن اهتماماته سابقاً وجمهور قادم سينقل انطباعاته عن بلادنا وجمهور مقيم سيتآلف مع لعبة جديدة، ولهذا أتمنى أن تتصدى الإمارات لاستضافة دورة للألعاب الأولمبية، فهي بقناعتي جاهزة اليوم قبل الغد على الصعيد اللوجستي والتنظيمي والإنشائي والبنى التحتية، ويمكنها إعداد المنتخبات واللاعبين القادرين على المنافسة فردياً وجماعياً في أكثر من لعبة المفترض أن تكون لها قواعد شعبية أكبر مثل ألعاب القوى والقوة ورفع الأثقال والجمباز والسباحة والمصارعة وحتى التنس التي تستضيف دبي إحدى أهم بطولات العالم منذ سنوات طويلة.