كشف تقرير دولي حديث أعدته مؤسسة «CfBT Education Trust» تحت عنوان «الارتقاء بنظم التعليم المدرسي.. منهجيات رائدة في خمس مدن واعدة»، عن أن النظام التعليمي في دبي مؤهل ليكون واحداً من أفضل النظم العالمية التي نجحت في تحقيق أعلى تحسن في الأداء بين 65 بلداً شاركت في اختبارات PISA.
واتسم نظام التعليم المدرسي في دبي وفقاً للتقرير بوجود قيادة متسقة على أعلى المستويات مما ضمن إرساء أسس متينة لإصلاح نظام التعليم المدرسي وساعد على ترسيخ الإصلاح وازدهاره، وهذا أدى بدوره إلى تحقيق تطور ملحوظ في تحسين مخرجات الطلبة في إمارة دبي، وكما هي الحال في ست دول أوروبية شملتها الدراسة، أدى وجود قيادة قوية وحاضرة دائماً إلى تطبيق منهجية ذات رؤية محددة في إصلاح نظام التعليم المدرسي.
وقال التقرير الدولي الذي يركز على تحسين أداء المدارس من خلال عمليات الرقابة المدرسية وتطوير مهارات الكوادر التعليمية وتصميم المناهج التعليمية، إن نتائج التقييمات الدولية أظهرت ارتفاع أداء طلبة الإمارات في PISA 2012، ارتفاعاً ملحوظاً في الأداء مقارنة بنتائجها في دورة 2009 في التقييمات ذاتها، وكشفت الأرقام عن التحسن الكبير الذي حققته الدولة خلال هذه المدة، حيث تفوقت على جميع الدول المشاركة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأفاد التقرير بأن نظام التعليم المدرسي في دبي جاء متنوعاً بشكل ملحوظ، إذ يوجد 173 مدرسة خاصة، تطبق 16 منهاجاً تعليمياً دولياً مختلفاً بما فيها منهاج وزارة التربية والتعليم في الإمارات، ونجحت المدارس التي تطبق منهاج البكالوريا الدولية والمنهاج البريطاني في تحقيق أداء أعلى من معدل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في جميع المجالات الثلاثة، في حين سجلت المدارس الخاصة التي تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم والتي تطبق المنهاج التعليمي الباكستاني أداء أقل من معدل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
وأوضح أن حكومة دبي أدركت الدور المحوري الذي يلعبه التعليم عالي الجودة في جذب الخبرات الأجنبية وبناء اقتصاد قائم على المعرفة، وأكدت خطتها الاستراتيجية على رؤية الإمارات في تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري وتحضير القوة العاملة لاقتصاد عالي الجودة مبني على المعرفة، مؤكداً أن دبي نجحت في تحقيق تحسين تدريجي في قطاع التعليم المدرسي الخاص من خلال الجمع بين الدعم والتحدي، فضلاً عن وجود قيادة متسقة في الهيئات الحكومية الرئيسية، أدى إلى ترسيخ الإصلاحات وتأصيلها، ما مكن حكومة دبي من تطوير القوانين والتشريعات اللازمة وتطبيقها في نظام التعليم المدرسي الخاص.
ونجحت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في صياغة مسار قصير ومباشر للمسألة وذلك بنشر جميع تقارير الرقابة المدرسية على موقعها الإلكتروني وأتاحتها لجميع أولياء الأمور الاطلاع عليها، وتزامنت هذه الخطوة مع إطلاق وترسيخ منتديات للتعاون والدعم المتبادل بين المدارس لتشجيعها على العمل معاً لتحقيق التحسين.
وأظهرت الإحصائيات أن أعداد الطلبة الذين يتلقون تعليمهم في مدارس خاصة جيدة أو متميزة تشهد زيادة مضطردة منذ انطلاق عمليات الرقابة المدرسية، وبناء على الإحصائيات وما أشار إليه الخبراء من الميدان الذين تم لقاؤهم خلال إعداد التقرير، يمكن القول إن الرقابة المدرسية حظيت منذ انطلاقتها بتجاوب من المدارس الخاصة التي كانت تسعى إلى التطوير لتحسين مستوى جودة أدائها وفق تصنيفات الرقابة المدرسية.
اختبارات بيزا يجريها البرنامج الدولي لتقييم الطلبة في معظم دول العالم، وتعد دراسة دولية تستهدف الطلبة في عمر 15 سنه وتقيس مدى تمكنهم من تطبيق المهارات المعرفية في الرياضيات والقراءة والعلوم وحل المشكلات في الصفوف من 7 إلى 12 وتطبق الدراسة على عينة من مدارس التعليم العام والخاص.