«ببالغ الحزن والرضا بقضاء الله وقدره يرحل عنا قائد مسيرتنا ودولتنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعد عمر غني بخدمة الوطن والعمل الإنساني والعطاء الجزل في كل المجالات والمراحل والمسؤوليات».
دولة الإمارات فقدت قائد الوطن وملهم مسيرة التمكين، فقد شهدت الدولة في عهده وفي كثير من المجالات النهضة والتطور والتقدم، لاسيما من خلال برنامج التمكين السياسي الذي حققت الإمارات بفضله قفزة نوعية ومكانة متميزة عربيا وعالميا.
إن الإمارات حزينة على فراق قائدها، الذي سعى دائما لترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة، بجانب المبادئ والصفات الإنسانية النبيلة، فكان رمزا للعطاء، وللتسامح والسلام، والأخوة والإيثار.
ارتبط اسمه بالاتحاد وتمكينه، وبدأب القائد المجبول على العمل، صاغ مسيرته في خدمة الوطن، ورسخ صيته ابناً باراً لشعبه وأمته، وقاد الدولة في دروب التمكين المكينة، ورسخ عزتها ووجودها.
سيرة المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، هي سيرة جسر عظيم، يصل الماضي بالحاضر، ويقيم تواصلاً بين التقاليد التي أرساها الآباء المؤسسون، والابتكار والإبداع، اللذين ترعاهما القيادة الرشيدة، التي تبني إمارات المستقبل.
فقدت دولة الإمارات بوفاة المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، علماً من أعلامها، وقلباً نابضاً، ودع دنيانا الفانية بعد أن وطّن في أرض بلاده الأمل والتفاؤل، وبنى فيها صروحاً للخير والمعرفة، ورسّخ في جنباتها بنيان وأسس الدولة الحديثة.
الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من القيادات التاريخية الفذة المشهود لها بالعطاء والبذل على مدى سنوات طويلة من العمل الوطني في خدمة الوطن والمواطن منذ أن شارك وهو في صباه إلى جانب والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مرحلة التأسيس لبناء نهضة الوطن ومواكبة مسيرة التقدم في العالم.
إنها خسارة كبيرة، لكن الراحل الكبير، كان قد اجتاز بالإمارات، لدى مغادرته، المسافة بين الحلم وتحققه على أرض الواقع. وترك لأبناء هذا الوطن إرثاً من الوفاء والإخلاص والمحبة والتفاني.
«كان رحمه الله مثالاً للقائد الحكيم صاحب الرؤية الثاقبة مع الاهتمام بكل احتياجات أبناء شعبه، أخلص في كل مسؤولياته وترك بصمة كبيرة في العالم العربي والإسلامي.. رحم الله والدنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا وألهم أهله وشعب الإمارات الصبر والسلوان».
بقلم: محمد عبدالمجيد علي