|  آخر تحديث أبريل 17, 2022 , 0:19 ص

«إكسبو» رسخ مكانة الإمارات عالمياً بقطاع الخدمات اللوجستية


«إكسبو» رسخ مكانة الإمارات عالمياً بقطاع الخدمات اللوجستية



كشفت دراسة حديثة أعدتها جامعة «هيريوت وات دبي» أن «إكسبو 2020 دبي» أسهم بشكل كبير في نمو وترسيخ مكانة الإمارات في قطاع الخدمات اللوجستية، بفعل النشاط الاقتصادي الذي حققه الحدث العالمي للدولة وبسبب الإمكانات الضخمة التي رصدتها للوفاء بوعد تنظيم الدورة الأفضل وبنجاح منقطع النظير على مستوى دورات الحدث العالمي الممتدة منذ عام 1851.

وأكدت الدراسة أن تأثير «إكسبو 2020 دبي» الإيجابي في قطاع الخدمات اللوجستية في الإمارات سيستمر، نظراً لاستثمار حكومة دولة الإمارات مليارات الدولارات في البنية التحتية والمراكز اللوجستية لدعم القطاع ومواكبة التطور العالمي في هذا المجال الحيوي.

وذكرت الدراسة أن الشراكات الاستراتيجية التي عقدتها مطارات وموانئ ومرافق القطاع الحكومية بالإضافة إلى الشركات الخاصة العاملة بقطاع الخدمات اللوجستية والشحن في الدولة ما قبل وخلال «إكسبو 2020»، مثلت وستمثل إضافة نوعية كبيرة على مستوى النمو السنوي وعلى مستوى ضخ خبرات وآليات جديدة بالقطاع في المستقبل القريب والبعيد.

ووفقاً لـ«ReportLinker»، يتوقع أن تصل قيمة سوق الخدمات اللوجستية والشحن في الإمارات إلى 115.3 مليار درهم، 31.41 مليار دولار عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 8.41% فيما تتوقع وزارة الاقتصاد أن تصل قيمة قطاع الخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط إلى 66.3 مليار دولار عام 2022، كما يتوقع أن يشهد النقل البحري والجوي نمواً كبيراً بعد انتهاء القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19، وبالاعتماد على التحول الرقمي المتزايد بالقطاع.

وتشير بعض الدلائل إلى نمو كبير بالقطاع بين دولة الإمارات والهند على سبيل المثال، إذ أعلن أخيراً عن اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الدولتين تستهدف رفع قيمة التجارة غير النفطية من 40 مليار دولار سنوياً إلى 100 مليار دولار سنوياً في غضون 5 سنوات ومن المتوقع أن تصل سوق الخدمات اللوجستية الهندية إلى 380 مليار دولار في عام 2025 وأن تولّد سوق الشحن والخدمات اللوجستية في دولة الإمارات بسبب الاتفاقية أكثر من 31.41 مليار دولار في عام 2026، وفقاً لتقديرات مؤتمر ومعرض «لوجيكس انديا» الذي عقد أخيراً في دبي.

واحتلت دولة الإمارات المركز الثالث عالمياً في تيسير التجارة المنقولة بحراً، كما صنّفت موانئ الدولة ضمن أفضل 10 موانئ عالمية في حجم مناولة الحاويات، وفقاً لمؤشرات التنافسية العالمية في القطاع البحري، فيما سيواصل قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد النمو في الإمارات، ووفقاً لتقرير غرفة تجارة وصناعة دبي، فإن الخدمات اللوجستية والنقل ترتفعان بسرعة كبيرة في الإمارات بمعدل تنمية تقريبي هو 7.9% سنوياً، في الوقت الذي قدرت قيمة سوق الخدمات اللوجستية والشحن في الإمارات بـ19. 65 مليار دولار عام 2020.

وقالت الدكتورة شيرين نصار، المديرة العالمية للدراسات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد في جامعة «هيريوت وات دبي»: بالإضافة إلى الدور الكبير الذي أداه «إكسبو 2020 دبي» في تطور ونمو قطاع الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات، فإن تبني دولة الإمارات أحدث التطورات التكنولوجية في القطاع بالعالم سيؤدي دوراً مهماً في جعل الصناعة أكثر مرونة ونمواً إذ يتم استخدام التقنيات المتقدمة مثل الروبوتات والطائرات من دون طيار والتعلم الآلي لنقل البضائع على نطاق واسع ما يوفر الوقت والجهد الأمر الذي يعزز الإنتاجية والكفاءة في القطاع.

ومن المتوقع أن مزودي الحلول اللوجستية سيرغبون في توسيع أعمالهم في الإمارات وسينصب تركيزهم على الاستفادة من التكنولوجيا لخلق مزايا لعملائهم والمساعدة على دفع النمو في المجالات المتعلقة برؤية اللوجستيات الشاملة والتتبع والتمويل وتخطيط موارد المؤسسات وأنظمة التشغيل الطرفية وبرامج الجمارك.

وأضافت، تؤدي إدارة اللوجستيات أيضاً دوراً رئيساً في نظام التخزين وسلسلة التوريد في قطاع البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية المتوقع أن تنمو في الإمارات بنسبة 23% عام 2022 بسبب التنويع الاقتصادي وزيادة الرقمنة.

وأوضحت نصار أن «إكسبو 2020 دبي» رفع معدلات الوعي بمفاهيم الاستدامة باحتسابهما من التحديات العالمية الملحة وسلط الضوء على أهمية التنقل الأخضر والذكي للتغلب على هذه التحديات، إذ تهدف رؤية الإمارات 2030 إلى خفض تكاليف النقل بمقدار 900 مليون درهم سنوياً وتوفير 1.5 مليار درهم سنوياً عن طريق الحد من التلوث البيئي بنسبة 12٪ باستخدام تقنية القيادة الذاتية.

وأشارت نصار إلى أن صناعة الخدمات اللوجستية قد شهدت تغييرات كبيرة إلى جانب التطورات في الاستدامة والنقل المستقل، وتعد الإمارات واحدة من أكثر الأسواق تطوراً في السيارات الكهربائية في ما يتعلق بالبنية التحتية للمبيعات والشحن مدعومة بسياسات وحوافز حكومية كبيرة جداً.

ولقد أتاح إكسبو 2020 دبي الفرصة للتواصل مع الشركات والممثلين التجاريين من جميع أنحاء العالم، لتبادل اقتراحات قيمة ودعم احتياجاتهم اللوجستية في المستقبل ومناقشة القضايا الملحة المتعلقة بمستقبل الصناعة، وستؤدي الشراكات الاستراتيجية دوراً مهماً في عمليات الشحن الجوي والركاب المستقبلية لعام 2022.

وأكدت نصار انعكاس «إكسبو 2020 دبي» الإيجابي على الخدمات اللوجستية المتعلقة بشحن التطعيمات والأدوية المتنامية في الإمارات والتي حولت الدولة في أزمة «كوفيد-19» إلى مركز عالمي لتصنيع وتصدير الأدوية إلى جميع أنحاء العالم، وفي إفريقيا وآسيا على وجه الخصوص.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com