هل حدث أن كنت فى علاقة تعلم جيداً أنها تستنزفك .. ومع ذلك لا تستطيع ولا تملك الشجاعة لإنهائها ؟؟؟
في كثير من العلاقات نجد أن هناك طرفاً مسيطراً في تلك العلاقة .. وطرفاً ضعيفاً يحاول جاهداً أن يكون كما يحب الطرف الآخر.
بداية هناك اعتقاد خاطئ هو أننا لكي نحب يجب أن نكون شخصية محبوبة أولاً .. وأن هناك صفات وأفعال يجب أن نتصف بها ليرانا الأخرون محبوبين، وكثير منا يقضي حياته يحاول ارضاء الطرف الآخر ليستحق حبه .. فيدعي ما ليس فيه سواء بحق أو بغير حق.
“الحب” هو شعور متبادل بين البشر يعتمد علي الوضوح وتقبل الآخر
أما “التعلق المرضي” فهو شعور قوي بالإرتباط بعيداً عن المنطق الطبيعي.
فما هو التعلق المرضي؟؟ وما الفرق بينه وبين الحب؟؟
يقول الدكتور صلاح الراشد في تعريف التعلق و الارتباط طبقاً لعلم الميتافيزيقيا “كل ما ترتبط به في هذه الحياة هو خيط خفي لامرئي يصل بينكما .. و كلما قوي الارتباط زاد هذا الخيط سمكاً حتي يصبح حبلاً متيناً لا تستطيع قطعه، فعليك أن تخفف من ارتباطك بالناس والأشياء قدر إستطاعتك حتي لا يتحكم في حياتك بصورة سلبية، الوحيد الذي يجب أن تقوى ارتباطك به وحبل تواصلك معه هو الله سبحانه وتعالي”.
ولتوضيح قول الدكتور صلاح الراشد : فإننا في بداية ارتباطنا بأشياء أو بإنسان يبدأ العقل اللاواعي فى نسج خيوط هذا الإرتباط من مميزات ومواقف وخبرات سابقة لنا ورغبات وإحتياجات شخصية معلومة أو غير معلومة لعقلنا الواعي .. وهنا يتوقف شكل الإرتباط علي كل من طرفيه فإن كانت نقاط التلاقي والإحتياج بينكما متقاربة كان الحبل اللاواعي عند كل منكما متقارب في قوته وكانت العلاقة صحية تقوم علي الحب والعاطفة المتبادلة.
ولكن ماذا لو كانت العلاقة غير متوازنة .. أن يحب طرف أكثر من الطرف الآخر أو يكون الطرف الآخر جمادا لايحب ولايكره كمن يتعلق بسيارته العتيقة أو بيته بشكل غير طبيعي وكثيرا مانري ذلك ..في هذه الحالة يكون الخيط اللامرئي هذا قويا من جهة المحب فقط ولكن قوة تتعب صاحبها لأن لا أحد يعوضه عن مشاعره وأفكاره وأماله التي ينسج بها هذا الخيط وهنا ينشأ التعلق المرضي.
وتعالوا بشكل أوضح نبين الفرق بين الحب والتعلق المرضى .. الحب شعور طبيعى .. موجود ومهم لكل إنسان .. مهم للحياة .. الحب مسؤولية متبادلة .. وسيلة لتحقيق غاية التواصل والتآلف الذي يشبع حاجاتنا ويسعدنا والحب أيضا هو القدرة علي العطاء للآخرين واشباع حاجاتهم النفسية هم أيضا.
أما التعلق المرضى فينشأ عادة من الإحباط وقلة الحيلة والإحتياج العاطفي وتدني التقدير الذاتي.
والتعلق المرضى فى حد ذاته ومن اسمه هو حالة مرضية غير طبيعية (عكس الحب ) وفيه يعيش الانسان دور الضحية التي لاحول لها ولا قوة.
التعلق المرضى أو الإحتياج المرضى أو الحب المرضى أيا كان اسمه يستنزف المشاعر لأن الحب الطبيعي مثل الكائن الحى يتبادل المنفعة والمشاعر ويتغذى علي العطاء المتبادل.
إن التعلق المرضى أشبه بالغربال مهما وضعت فيه من مشاعر وأحاسيس حتما ستفقدها.
الحب الطبيعي مثمر مريح نفسياً .. لأنك تعطي وتأخذ .. تزرع وتحصد لذلك فإن من يتعلق بإنسان أناني أو انسان لايبادله نفس الحب أو لا يشعر به فإنه يعاني نفسياً وبدنيا معاناة شديدة .. فالحبل اللاواعى الذى يربطه بهذا الإنسان حبل منسوج من احتياج هذا المحب من ضعفه ومن أوهامه هو حبل وهمي لكنه يخنق الروح .. حبل لا ينتهي إلا علي حافة هاوية كذلك من يرتبط بجماد لايشعر ولا يحب ولا يكره كمن يحب سيارته العتيقة أو بيته القديم وكم مرت أمامنا تجارب لأشخاص فقدوا حياتهم عندما فقدوا تلك الأشياء .. إنها حافة الهاوية التي ينتهي عندها حبل التعلق المرضى.
ومادمنا تعرفنا علي الفرق بين الحب السوى والتعلق المرضى .. بدأت طاقة النور تنفرج فالوعي وإدراك مشاعرنا السلبية هو أول طريق العلاج الخطوة التالية للتخلص من التعلق المرضي أن نحدد احتياجاتنا .. نعم .. لكل منا احتياجات أساسية ومادية ونفسية أو عاطفية .. كلنا أو أغلبنا لديه رؤية واضحة لحاجاته الأساسية والجسدية وتشويش في رؤية احتياجاته النفسية .. قد يكون هذا التشويش لقلة الوعى بهذة المشاعر أو هروباً من مواجهتها خجلاً أو خوفاً.
لذلك قف مع نفسك .. واجهها لا تخاف ولا تخجل عبر عن تلك المشاعر والإحتياجات علي الورق أو أمام معالج نفسي آن الآوان أن تقف أمام إحتياجاتك وجها لوجه.
وماذا بعد أن تواجه تلك المشاعر وتعترف بوجودها .. عليك فى تلك المرحلة أن تسأل نفسك : لأى مدى تجد إشباعاً لهذة المشاعر والاحتياجات عند الطرف الأخر وتذكر هنا مثال الغربال .. لن يجيبك على هذة التساؤلات أحد سواك.
وماذا بعد .. ؟؟
هنا عليك كما واجهت نفسك أن تواجه الآخر .. أن تشعره بوجودك بإحتياجاتك .. كن هادئاً .. ثابتاً نعم أنت تتحدث عن القلب والمشاعر ولكنه حديث العقل.
وهنا تجدر الإشارة إلي أننا أحياناً نكون السبب فى تحويل الطرف الآخر لـ”غربال” تضيع معه مشاعرنا .. عندما نكتفي بالعطاء ولا نطلب شئ فيعتقد الآخر أنه حق مكتسب وهذا يحدث كثيرا في علاقات المرأة والرجل والأم وأبنائها والأب وابنته وأحيانا البنت وأبيها والولد وأمه .. ومجرد تنبيه الطرف الأخر قد يكون هو الحل أحياناً.
وماذا لو لم يفهم الطرف الآخر أو لم يقبل أو كانت طبيعته اسفنجية يمتص المشاعر فقط؟؟
هنا أقول لك .. كما أن المشكلة فى داخلك فالحل أيضاً من داخلك وأنت الآن قاب قوسين أو أدني منه فقد تعرفت علي احتياجاتك وطالبت بحقك .. هنا موقف الآخر منك هو ما سيحدث الفرق لأنك ستكتشف الحقيقة .. سترى الهوة بعينيك، ستري أمامك طريق مليئ بالاحتياج والخيبات والإكتئاب والحرمان .
في تلك المرحلة ستحتاج فقط للدعم النفسي والمعنوى من متخصص أو معالج علي حسب قوتك وقوة العلاقة .. فقط ليدعمك فى مرحلة التعافي، إنها أشبه بمرحلة انسحاب المخدر من جسم المدمن، مرحلة صعبة وقاسية وقد تمر بإنتكاسات ولكنها ستنتهى.
أما بالنسبة للتعلق بالأشياء المادية فهو أسهل لأنها أشياء لم نتوقع منها أن تبادلنا مشاعرنا وغالبا هى مرتبطه بذكريات غالية , والذكريات مكانها فى ذاكرة العقل والقلب والحواس.
وأخيراً أنت غال ومشاعرك غالية , حافظ عليها ولا تهدرها مع من لا يستحقها ولا يحافظ عليها.
بداية هناك اعتقاد خاطئ هو أننا لكي نحب يجب أن نكون شخصية محبوبة أولاً .. وأن هناك صفات وأفعال يجب أن نتصف بها ليرانا الأخرون محبوبين، وكثير منا يقضي حياته يحاول ارضاء الطرف الآخر ليستحق حبه .. فيدعي ما ليس فيه سواء بحق أو بغير حق.
“الحب” هو شعور متبادل بين البشر يعتمد علي الوضوح وتقبل الآخر
أما “التعلق المرضي” فهو شعور قوي بالإرتباط بعيداً عن المنطق الطبيعي.
فما هو التعلق المرضي؟؟ وما الفرق بينه وبين الحب؟؟
يقول الدكتور صلاح الراشد في تعريف التعلق و الارتباط طبقاً لعلم الميتافيزيقيا “كل ما ترتبط به في هذه الحياة هو خيط خفي لامرئي يصل بينكما .. و كلما قوي الارتباط زاد هذا الخيط سمكاً حتي يصبح حبلاً متيناً لا تستطيع قطعه، فعليك أن تخفف من ارتباطك بالناس والأشياء قدر إستطاعتك حتي لا يتحكم في حياتك بصورة سلبية، الوحيد الذي يجب أن تقوى ارتباطك به وحبل تواصلك معه هو الله سبحانه وتعالي”.
ولتوضيح قول الدكتور صلاح الراشد : فإننا في بداية ارتباطنا بأشياء أو بإنسان يبدأ العقل اللاواعي فى نسج خيوط هذا الإرتباط من مميزات ومواقف وخبرات سابقة لنا ورغبات وإحتياجات شخصية معلومة أو غير معلومة لعقلنا الواعي .. وهنا يتوقف شكل الإرتباط علي كل من طرفيه فإن كانت نقاط التلاقي والإحتياج بينكما متقاربة كان الحبل اللاواعي عند كل منكما متقارب في قوته وكانت العلاقة صحية تقوم علي الحب والعاطفة المتبادلة.
ولكن ماذا لو كانت العلاقة غير متوازنة .. أن يحب طرف أكثر من الطرف الآخر أو يكون الطرف الآخر جمادا لايحب ولايكره كمن يتعلق بسيارته العتيقة أو بيته بشكل غير طبيعي وكثيرا مانري ذلك ..في هذه الحالة يكون الخيط اللامرئي هذا قويا من جهة المحب فقط ولكن قوة تتعب صاحبها لأن لا أحد يعوضه عن مشاعره وأفكاره وأماله التي ينسج بها هذا الخيط وهنا ينشأ التعلق المرضي.
وتعالوا بشكل أوضح نبين الفرق بين الحب والتعلق المرضى .. الحب شعور طبيعى .. موجود ومهم لكل إنسان .. مهم للحياة .. الحب مسؤولية متبادلة .. وسيلة لتحقيق غاية التواصل والتآلف الذي يشبع حاجاتنا ويسعدنا والحب أيضا هو القدرة علي العطاء للآخرين واشباع حاجاتهم النفسية هم أيضا.
أما التعلق المرضى فينشأ عادة من الإحباط وقلة الحيلة والإحتياج العاطفي وتدني التقدير الذاتي.
والتعلق المرضى فى حد ذاته ومن اسمه هو حالة مرضية غير طبيعية (عكس الحب ) وفيه يعيش الانسان دور الضحية التي لاحول لها ولا قوة.
التعلق المرضى أو الإحتياج المرضى أو الحب المرضى أيا كان اسمه يستنزف المشاعر لأن الحب الطبيعي مثل الكائن الحى يتبادل المنفعة والمشاعر ويتغذى علي العطاء المتبادل.
إن التعلق المرضى أشبه بالغربال مهما وضعت فيه من مشاعر وأحاسيس حتما ستفقدها.
الحب الطبيعي مثمر مريح نفسياً .. لأنك تعطي وتأخذ .. تزرع وتحصد لذلك فإن من يتعلق بإنسان أناني أو انسان لايبادله نفس الحب أو لا يشعر به فإنه يعاني نفسياً وبدنيا معاناة شديدة .. فالحبل اللاواعى الذى يربطه بهذا الإنسان حبل منسوج من احتياج هذا المحب من ضعفه ومن أوهامه هو حبل وهمي لكنه يخنق الروح .. حبل لا ينتهي إلا علي حافة هاوية كذلك من يرتبط بجماد لايشعر ولا يحب ولا يكره كمن يحب سيارته العتيقة أو بيته القديم وكم مرت أمامنا تجارب لأشخاص فقدوا حياتهم عندما فقدوا تلك الأشياء .. إنها حافة الهاوية التي ينتهي عندها حبل التعلق المرضى.
ومادمنا تعرفنا علي الفرق بين الحب السوى والتعلق المرضى .. بدأت طاقة النور تنفرج فالوعي وإدراك مشاعرنا السلبية هو أول طريق العلاج الخطوة التالية للتخلص من التعلق المرضي أن نحدد احتياجاتنا .. نعم .. لكل منا احتياجات أساسية ومادية ونفسية أو عاطفية .. كلنا أو أغلبنا لديه رؤية واضحة لحاجاته الأساسية والجسدية وتشويش في رؤية احتياجاته النفسية .. قد يكون هذا التشويش لقلة الوعى بهذة المشاعر أو هروباً من مواجهتها خجلاً أو خوفاً.
لذلك قف مع نفسك .. واجهها لا تخاف ولا تخجل عبر عن تلك المشاعر والإحتياجات علي الورق أو أمام معالج نفسي آن الآوان أن تقف أمام إحتياجاتك وجها لوجه.
وماذا بعد أن تواجه تلك المشاعر وتعترف بوجودها .. عليك فى تلك المرحلة أن تسأل نفسك : لأى مدى تجد إشباعاً لهذة المشاعر والاحتياجات عند الطرف الأخر وتذكر هنا مثال الغربال .. لن يجيبك على هذة التساؤلات أحد سواك.
وماذا بعد .. ؟؟
هنا عليك كما واجهت نفسك أن تواجه الآخر .. أن تشعره بوجودك بإحتياجاتك .. كن هادئاً .. ثابتاً نعم أنت تتحدث عن القلب والمشاعر ولكنه حديث العقل.
وهنا تجدر الإشارة إلي أننا أحياناً نكون السبب فى تحويل الطرف الآخر لـ”غربال” تضيع معه مشاعرنا .. عندما نكتفي بالعطاء ولا نطلب شئ فيعتقد الآخر أنه حق مكتسب وهذا يحدث كثيرا في علاقات المرأة والرجل والأم وأبنائها والأب وابنته وأحيانا البنت وأبيها والولد وأمه .. ومجرد تنبيه الطرف الأخر قد يكون هو الحل أحياناً.
وماذا لو لم يفهم الطرف الآخر أو لم يقبل أو كانت طبيعته اسفنجية يمتص المشاعر فقط؟؟
هنا أقول لك .. كما أن المشكلة فى داخلك فالحل أيضاً من داخلك وأنت الآن قاب قوسين أو أدني منه فقد تعرفت علي احتياجاتك وطالبت بحقك .. هنا موقف الآخر منك هو ما سيحدث الفرق لأنك ستكتشف الحقيقة .. سترى الهوة بعينيك، ستري أمامك طريق مليئ بالاحتياج والخيبات والإكتئاب والحرمان .
في تلك المرحلة ستحتاج فقط للدعم النفسي والمعنوى من متخصص أو معالج علي حسب قوتك وقوة العلاقة .. فقط ليدعمك فى مرحلة التعافي، إنها أشبه بمرحلة انسحاب المخدر من جسم المدمن، مرحلة صعبة وقاسية وقد تمر بإنتكاسات ولكنها ستنتهى.
أما بالنسبة للتعلق بالأشياء المادية فهو أسهل لأنها أشياء لم نتوقع منها أن تبادلنا مشاعرنا وغالبا هى مرتبطه بذكريات غالية , والذكريات مكانها فى ذاكرة العقل والقلب والحواس.
وأخيراً أنت غال ومشاعرك غالية , حافظ عليها ولا تهدرها مع من لا يستحقها ولا يحافظ عليها.
بقلم الكاتبة: غادة السمان – مصر
إعلامية وباحثة فى العلوم الإنسانية