|  آخر تحديث مارس 26, 2022 , 1:25 ص

إكسبو دبي


إكسبو دبي



مع إكسبو دبي تعيش الإمارات  لحظات تاريخية من بناء المجد والسير نحو السؤدد والرفعة، في دبي يلتقي الناس من كل حدب وصوب من أرجاء المعمورة مجتمعين لبناء عالم جديد، فيه يمزجون بين الماضي والحاضر ويستشرفون المستقبل، في أعظم استعراض للذكاء والإنجاز البشري.

 

فقد اتيحت لي فرصة ذلك المهرجان الاقتصادي على مستوى العالم ، يتسابقون فيما بينهم لعرض آخر ما توصلت إليه الحضارات الممتدة في هذا العالم، ليجتمع في قرية صغيرة اسمها إكسبو.

 

توجهت مع عائلتي إلى الحافلات التي تجهزت خصيصاً وبالمجان لنقلنا من الفجيرة إلى دبي حيث مكان ذلك الملتقى،كان الجو ربيعي لطيف تهب فيه نسائم بلادي، وما أن وصلنا إلى المكان المقصود أذهلني ذلك التنظيم الرائع الذي يشير إلى المدى التي وصلت إليه بلادي من حضارة ورفعة وحسن ضيافة، ومقدرة كبيرة على استيعاب هذه الأعداد المهولة من كل حدب وصوب ، ميمين وجوههم شطر دبي، ما يجعلك تشعر بالعز والفخار الذي صنعته الإمارات في فترة وجيزة من عمر الحضارات، بحيث جعل من بلادنا في مصاف الدول الاقتصادية الحديثة، يحضرني قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم:

( إذا كانت العربة هي السياسة والحصان هو الاقتصاد فيجب وضع الحصان أمام العربة، لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة مهما كانت الصعوبات كبيرة، فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها ).

 

 

وما أن وصلنا إلى الباب الرئيسي للمعرض، حتى تطالع تلك الوجوه النيرة والابتسامات الجميلة المرسومة على وجوه المشرفين، الذين سرعان ما زودونا بكتيبات إرشادية تساعدك في التنقل بكل اريحية في المعرض، ما يعطيك شعوراً بالأمن والأمان،

تتفاجأ وانت تتجول في أرجائه تلك الأبنية الرائعة التي ترفع فوقها علم البلد الذ تنتمي إليه، وعلى جانبي الطريق تطالعك الشواخص الإلكترونية التي ترشدك وبكل اللغات إلى ماتصبو إليه،هذا إلى جانب الفعاليات التي تقدمها الفرق الشعبية من كل البلاد،ينتابك في تلك اللحظة شعور بأنك تتجوّل حول العالم لكن في بلدك ودون مشقة.

ليس من السهل أبداً ان تقدّم للعالم ما لديك من حضارة لولا هذا المهرجان الاقتصادي الكبير، فيه نستطيع أن نقول للعالم وبصوت عال نحن أمة الحضارة التي امتدت آلاف السنين لتنشر رسالة المحبة والسلام والتسامح التي هي جزء من عقيدتنا ( لافرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) وقوله تعالى ( إنّا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم ) أليست

 

بلادي من ألفت بين قلوب الناس، أليست هي من قالت كفى للحروب والقتل، ألم يسمينا الله المسلمين، فمن دخل بلادي عزيز مكرّم سالم من كل شر.

حقّ لنا أن نرفع الرأس عالياً بهذا الوطن وقيادته الحكيمة وشعبه المعطاء، وهذا ما دفعني لأدندن نشيد الوطن:

عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا

عشت لشعب

دينه الإسلام هديه القرآن

حصنتك باسم الله يا وطن

وترى الناس من حولك يمشون وهم حيارى تشرئب عيونهم لتلك الأضواء من حولهم، والأطفال يسرحون ويمرحون، على وجوههم علامات الرضا.

وحين تجوالك من جناح إلى آخر يحيّل أنك تسير في شوارع لندن أو باريس أو غيرهم ممن جاؤوا حاملين لك ثقافتهم وحضارتهم وكل عاداتهم وتقاليدهم ، هذا الإنصهار العظيم بين الشعوب لهو مؤشر كبير إلى عظمة بلادي، فإلى مزيد من التقدّم والرفعة، وصدق الشاعر المتنبي حين قال :  ومن يتهيّب صعود الجبال ……يعش أبد الدهر بين الحفر.

 

 

 

بقلم: د. آمنة الظنحاني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com