أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن حصول دولة الإمارات العربية المتحدة على المرتبة 10 عالمياً والأولى إقليمياً في قوة التأثير في مؤشر القوة الناعمة يعكس المكانة الكبيرة التي وصلت إليها والسمعة الطيبة التي تحظى بها الإمارات في المحافل الدولية.
وقال سموه: «أكثر من 100 ألف شخص من أنحاء العالم كافة اختاروا الإمارات في المرتبة الأولى إقليمياً والـ15 عالمياً في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2022، كما جاءت دولتنا الحبيبة في المرتبة العاشرة عالمياً في قوة التأثير، حضورنا العالمي متزايد وأثرنا الإيجابي واضح».
وأشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى أن تقدم الدولة في المؤشرات الرئيسة والفرعية كافة نتيجة تفرد نموذجها. مضيفاً سموه: «القوة الناعمة الحقيقية لدولة الإمارات هي في نموذجها التنموي الذي يجمع الشرق والغرب ويجمع أفضل الأفكار والعقول ويجمع البشر من الأعراق كافة لبناء أفضل تجربة تنموية في العالم».
وتفوقت الدولة هذا العام على كل من: هولندا، النرويج، الدنمارك، بلجيكا، سنغافورة ونيوزيلاندا، والتي جاءت في المراكز من الــ 16 إلى الــ 21، على التوالي. وتفوقت الدولة أيضاً على فنلندا التي جاءت في المركز الــ 25، وعلى النمسا، الهند، وإيرلندا، أيسلندا ولكسمبورغ.
وتفصيلاً جاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الـ10 عالمياً والأولى إقليمياً في قوة التأثير وفق مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2022 لتعزز مكانتها واحدة من أكبر دول المنطقة والعالم من ناحية التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.
تطور نوعي
وتقدمت الدولة إلى المرتبة 15 عالمياً في الترتيب العام للمؤشر بعد أن كانت في المركز 17 في عام 2021، لتحتفظ بريادتها الإقليمية وتبقى في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا ولا سيما بعد أن حققت تقدماً في المؤشرات الرئيسة والفرعية كافة أول مرة في تاريخها.
وواصلت الدولة تقدمها في المؤشر الذي تعده مؤسسة «براند فاينانس» البريطانية عبر استطلاع آراء أكثر من 100 ألف شخص من 101 دولة لتقييم مختلف محاور القوة الناعمة والتأثير الإيجابي، إذ قفزت الإمارات إلى المرتبة 15 عالمياً ارتفاعاً من المرتبة 17 التي نالتها في عام 2021 بزيادة سنوية قدرها أكثر 11%.
وأفادت «براند فاينينس» في التقرير المرفق بنتائج المؤشر، بأن الإمارات لم تكتف بالتقدم مركزين في ترتيبها على المؤشر في هذا العام، بالمقارنة بإصدار العام الماضي، عندما نالت المركز الــ 17 عالمياً، وإنما تقدمت الدولة أيضاً في رصيدها الإجمالي على المؤشر، حيث حصلت في هذا العام على 52 درجة، بارتفاع 3.6 درجات عن رصيدها في إصدار العام الماضي.
وجاء في مقدمة العناصر التي ميزت الإمارات أن الدولة تعد وجهة متميزة لتأسيس الأعمال والشركات وتتمتع باستقرار اقتصادي، كما تحظى بتأثير إيجابي هو الأكبر في المنطقة فضلاً عن سمعتها واحدة من أكثر دول العالم التي تسارع بمد يد العون والمساعدة للجميع.
وعلاوة على ذلك حققت سمعة الدولة تحسناً ملحوظاً بين الدول المتقدمة في العام الماضي، كما قدمت الدولة أداءً متميزاً في المؤشرات الرئيسة في عام 2022 مقارنة بعام 2021، ففي مؤشر «قوة التأثير» حلت الدولة في المرتبة 10 عالمياً مقارنة بالمرتبة 12 في العام السابق، وفي مؤشر «السمعة الإيجابية» جاءت الدولة في المرتبة 20 عالمياً.
وحققت دولة الإمارات العربية المتحدة أداءً مستقراً وثابتاً بشكل عام في المحاور كافة، ولا سيما في محور «الثقافة والتراث» إذ قفزت إلى المركز 24 متقدمة 7 مراكز بعد أن كانت في المركز 31 في عام 2021.
وأما في محور العلاقات الدولية فحققت الإمارات العربية المتحدة تقدماً ملحوظاً، مدعومة بسمعتها القوية واحدة من الدول المؤثرة في المستوى الدبلوماسي، فضلاً عن سمعتها الطيبة في مساعدة الدول، إذ جاءت الدولة في المركز 11 بعد أن كانت في المركز 16، ومن المتوقع أن يستمر تقدم الدولة في هذا المحور انطلاقاً من جهودها في الحفاظ على البيئة، بما يدعم دخولها قائمة العشرة الأوائل في المستقبل القريب.
وجاءت الإمارات في المركز الـ10 عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر قوة التأثير، وفي المركز الـ10 عالمياً في التأثير في المجال الدبلوماسي، و11 عالمياً في العلاقات الدولية، والمركز 20 عالمياً في مؤشر السمعة الإيجابية.
وحلت دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الـ8 عالمياً في قوة الاقتصاد واستقراره، وجاءت الدولة في المركز الـ9 عالمياً في دعم التعافي الاقتصادي بعد الجائحة، والـ10 عالمياً في التجارة والأعمال، وقفزت الدولة إلى المركز 11 عالمياً في إمكانات النمو المستقبلية.
وأفاد التقرير بأن الإمارات حققت أفضل أداء لها هذا العام على محور «الأعمال والتجارة» ضمن المؤشر الرئيسي.
وذكر التقرير أن الإمارات جاءت في المركز الـ 10 عالمياً على محور «الأعمال والتجارة»، بالمقارنة بالمركز الــ 13 عالمياً في إصدار العام الماضي من المؤشر. وأضاف التقرير أن الإمارات نالت أيضاً مراكز عالمية متقدمة ضمن المعايير المتفرعة من هذا المحور، فنالت المركز الرابع عالمياً في معيار «سهولة ممارسة الأعمال التجارية داخل الدولة».
كما جاءت في المركز الـ 8 عالمياً في معيار «قوة واستقرار الاقتصاد»، بالمقارنة بالمركز العاشر في إصدار العام الماضي من المؤشر، فيما نالت المركز الــ 11 عالمياً في معيار «آفاق النمو المستقبلي»، بالمقارنة بالمركز الـ 13، في العام الماضي. وأخيراً، قفزت الإمارات بقوة على معيار «المنتجات والعلامات التجارية التي يحبها العالم»، إذ قفزت 10 مراكز على هذا المحور من الــ 26 في إصدار العام الماضي، إلى الــ 16 العام الجاري.
نموذج متميز
وأسهم التعامل الفعال للدولة مع جائحة فيروس كورونا المستجد في مختلف مراحلها في تحولها إلى نموذج متميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إذ استطاعت تحجيم التحديات بشكل متوازن عبر مجموعة من الإجراءات والسياسات التي عززت قدرة مختلف القطاعات على التعامل مع الظروف المستجدة، وفي هذا السياق، جاءت الإمارات في المرتبة 12 على مستوى العالم في مؤشرات التعامل مع جائحة كورونا.
وجاءت الإمارات في المرتبة 12 في محور «مساعدة الدول الأخرى على التعافي من الجائحة»، وفي المرتبة 13 في محور الصحة، والرفاهية، ومستوى التطعيم.
تأثير إيجابي
وتحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بتأثير كبير على المستويين الإقليمي والعالمي وهو ما انعكس على المرتبة المتقدمة التي احتلتها الدولة في هذا المؤشر، إذ جاءت في المركز الـ10 عالمياً، في حين أن الدول الـ9 التي سبقت الإمارات في الترتيب تعد من الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة .
والتي تزيد على الإمارات بأضعاف كثيرة. وعلى الرغم من تقدم العديد من دول المنطقة في محور «التأثير» إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبقى في صدارة المنطقة في هذا المحور المهم. وقد أظهر المؤشر أن التقدم الذي أحرزته الدول في هذا المحور جاء في الأسواق النامية في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا.
أداء متزن
وشهدت الإمارات تحسناً كبيراً في محور «التعليم والعلوم» بسبب المنظومة التعليمية القوية التي طورتها في الأعوام الماضية، محققة قفزة نوعية في عام 2022 إذ احتلت المركز 17.
وأكد التقرير أن تركيز الإمارات على الاقتصاد القائم على التقنية والتعليم التخصصي، بالإضافة إلى تجربتها الجريئة في اكتشاف الفضاء والمتمثلة في مهمتها «مسبار الأمل» أثرت من دون شك في الإدراك العالمي لقدرات وإمكانيات الإمارات في المحور «التعليم والعلوم».
وجاء أداء الإمارات على المعايير المتفرعة من «التعليم والعلوم» كالتالي: حيث نالت الدولة المركز الــ 20 عالمياً في معيار «مكانة الدولة كرائد في مجال العلم»، وقفزت إلى المركز الــ 26 عالمياً من المركز الــ 34 العام الماضي في معيار «قوة المنظومة التعليمية»، كما قفزت مركزاً لتنال هذا العام المركز الـ 8 عالمياً في معيار «التقنية المُبتكرة والشركات التقنية.
وأشار التقرير إلى أن الإمارات ومعها دول أخرى، من أبرزها سويسرا، أثبتت أن صغر مساحة أي دولة لا يشكل عائقاً في قوة أدائها على مؤشر القوة الناعمة، وأضاف أن الإمارات وسويسرا ودولاً أخرى نجحت في تكوين إدراك عالمي إيجابي لعلاماتها التجارية، وذلك من خلال الاعتماد على قوتها الناعمة بصفة رئيسية.