أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات خلال العام الماضي حققت قفزة بنسبة 27%، قائلاً سموه: إن انطلاقتنا بعد «كوفيد» قوية.. ونمونا الاقتصادي تصاعدي.
ودوّن سموه عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، أمس: «حققت تجارتنا الخارجية غير النفطية في 2021 قفزة بنسبة 27% عن السنة التي قبلها و11%عن عام 2019، حيث بلغت 1.9 تريليون درهم، انطلاقتنا بعد «كوفيد» قوية.. ونمونا الاقتصادي تصاعدي.. وابتعادنا عن الاعتماد على النفط يصل لمرحلة الاستدامة.. والقادم أجمل بإذن الله».
وتفصيلاً، قفزت القيمة الإجمالية للتجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات العام الماضي 27% إلى 1.9 تريليون درهم مقابل الأسبق 2020، و11% مقابل سابقه 2019، حيث شمل النمو جميع مكونات التجارة، مثل التصدير والاستيراد وإعادة التصدير، كما شهدت أرقام التجارة الخارجية غير النفطية لجميع إمارات الدولة زيادة بنسب متفاوتة، ما يعكس النمو الشامل الذي حققته تجارة الإمارات.
وبلغت قيمة الصادرات الوطنية غير النفطية نحو 354 مليار درهم، مسجلة رقماً قياسياً جديداً بتجاوزها 300 مليار درهم، للمرة الأولى في تاريخها، محققة 33.3% نمواً مقارنة بـ2020، و47.3% مقابل 2019.
وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن أداء التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات يثبت مجدداً أن الدولة، بفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة، هي المركز الأكثر حيوية ونشاطاً للتجارة والأعمال على مستوى المنطقة، وضمن أهم المحاور والممرات التجارية الحيوية على خريطة التجارة العالمية، مضيفاً: «النمو الشامل الذي حققته تجارة الدولة في كافة مكوناتها يأتي ثمرة للرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة والسياسات الحكومية الاستباقية لتعزيز الجاذبية التجارية للدولة وتنويع وتوسيع شراكاتها التجارية مع الأسواق العالمية».
وتابع: «تجاوزت التجارة الخارجية لدولة الإمارات، بأشواط واسعة، تداعيات وتأثيرات «كوفيد 19» على التجارة العالمية، ودخلت اليوم مرحلة نمو وازدهار متقدمة، مع تحقيقها أكثر من 11% نمواً عن مرحلة ما قبل الجائحة، كما أن شمولية النتائج الإيجابية لأنشطة الاستيراد والتصدير وإعادة التصدير في جميع إمارات الدولة تعكس نمواً منهجياً متكاملاً، يستند إلى سياسات تجارية مرنة وذات كفاءة عالية ومقومات تنموية مستدامة».
إنجاز حقيقي
وقال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، إن بيانات التجارة الخارجية غير النفطية 2021، تمثل إنجازاً حقيقياً ومحطة مشرفة جديدة لحيوية القطاع، الذي يعد محركاً رئيساً لنمو الاقتصاد الوطني، وأحد مرتكزات السمعة المرموقة، التي تتبوأها الإمارات على خريطة الاقتصاد والتجارة إقليمياً وعالمياً.
وأضاف: «بدعم القيادة الرشيدة، شهد العامان الماضيان معدلات نمو جيدة في أنشطة التجارة، التي تتخذ اليوم منحى أكثر إيجابية، يعكس النمو المتزايد في حركة التجارة الخارجية للدولة عموماً، وفي تعزيز الصادرات الوطنية غير النفطية على وجه الخصوص، التي ما زالت تواصل قفزاتها التنموية، لتسجل اليوم رقماً قياسياً ونسب نمو مرتفعة قياساً بعامي 2020 و2019».
وتابع: «تتجلى هذه النتائج في ضوء إطلاق «مشاريع الخمسين»، وما تنطوي عليه من جهود متواصلة تنفذها الإمارات للارتقاء بمكانتها على خريطة التجارة الدولية، وضمان بيئة تجارية جاذبة ونشطة ومنفتحة على العالم، مرتبطة بشبكة متنوعة وقوية من سلاسل التوريد العالمية، الأمر الذي يصب نحو توفير أسس متينة لاستدامة معطيات النمو للتجارة الخارجية للدولة على مدى السنوات المقبلة.
ولا شك في أن النتائج تعزز الثقة لدى أصحاب الأعمال والأنشطة الاقتصادية والتجارية في الإمارات، وكذلك الشركاء التجاريين من مختلف دول العالم، بأهمية الدولة عاصمةً للتجارة، فيما تسلّط الضوء على ما تمتلكه الإمارات من ممكنات وفرص لمزاولة الأنشطة والأعمال التجارية».
وأوضحت بيانات التجارة لـ2021، أن القيمة الإجمالية لإعادة التصدير بلغت 521.3 مليار درهم بنمو 27.7 %، مقابل 2020، و1.6 % مقابل 2019، فيما بلغت القيمة الإجمالية للواردات نحو تريليون درهم، بنمو 23.8 % مقابل 2020، و7 % عن 2019.
شركاء تجاريون
وحلّت الصين في المرتبة الأولى كأكبر الشركاء التجاريين للإمارات في 2021، مستحوذةً على 11.7% من إجمالي التجارة الخارجية للدولة، فبلغت قيمة التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 212 مليار درهم بنمو 27% عن 2020، و19.8 % عن 2019، وحلّت الهند الثانية واستحوذت على 8.7 % من إجمالي التجارة غير النفطية بـ164.4 مليار درهم، تلتها السعودية بـ6.6 %، وبقيمة 125 مليار درهم، محققة نمواً 20 % مقابل 2020، و10.1 % مقابل 2019، أما الرابعة فكانت الولايات المتحدة، التي حقق التبادل التجاري معها 8.1 % نمواً، مقابل 2020، فيما جاءت العراق في المرتبة الخامسة.
وجهات تصديرية
وفيما يخص الوجهات التصديرية للإمارات، كانت الهند الوجهة الأولى، إذ استحوذت على 13.8 % من إجمالي الصادرات، واستقبلت 50 مليار درهم من الصادرات الإماراتية بنمو 150 % عن 2020، و100 % عن 2019، تبعتها السعودية بـ10.7 %، التي استقبلت 38 مليار درهم من الصادرات، محققة 48% نمواً، مقابل 2020، و22.4 % مقابل 2019.