|  آخر تحديث نوفمبر 16, 2021 , 9:35 ص

انسانية الإمارات نموذج عالمي


انسانية الإمارات نموذج عالمي



 

ما اجمل ان نتحدث عن قيم التسامح والسلام فهما وجهان لعملة واحدة .. وتقترن بهم صفة الإنسانية التي هي أصل التعامل في العلاقات .. فكثيرون من هم على قيد الحياة .. ولكن قليلون من هم على قيد الإنسانية .. وحين نتحدث عن الإنسانية والتسامح فنحن نتحدث عن العطاء اللامحدود واللامشروط الذي يهتم بالانسان في كل زمان ومكان دون النظر الى اللون او العرق او الطائفة أو أي شي آخر .. تقبل الآخر والتعايش معه دون محاولة تغييره او فرض ما يمكن فرضه أيضا من احترام الإنسان لأخيه الانسان ..

وان تحدثنا عن إنسانية الإمارات في أرقى صورها سنجد أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بتخليد أسماء 200 ألف عامل عملو في معرض إكسبو دبي 2020 الدولي وذلك من خلال نصب تذكاري وهي السابقة الأولى من نوعها في تاريخ الإنسانية على مستوى العالم لتكريم العمال ، كيف لا ودولة الإمارات العربية المتحدة السباقة دوماً والتي تسعى لتكون الرقم واحد في كافة المجالات ، وها هي تقدم نموذجاً عالمياً في التسامح والتعايش وتقبل الآخر بالأفعال وليس الأقوال فقط ، والهدف من هذا التكريم والتخليد أن تقول لهم شكراً من القلب على هذا الجهد والتفاني في العمل من أجل انجاز الصروح العمرانية في موقع الحدث العالمي اكسبو ، والجدير بالذكر أن شكل النصب جاء على شكل حجرية اسطوانية نقش عليها اسم كل عامل من العمال الذين عملوا في موقع الحدث ، وتم استلهام هذا الشكل من مراحل القمر ، وتشير إلى علم رسم الخرائط والدقة الهندسية في الاسطرلاب ، وتجسد الأعمدة الإنسانية وروح التعاون الراسخة في دولة الإمارات ..

 

 

في هذه الحياة تحديات متجددة وكثيرة والانسان قد يضعف في كثير من الاوقات ويصاب بالاحباط او الياس او الملل ويتناسى نعم الله عليه .. وحتى يجدد الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى يجب أن يرى من حوله ممن يعيشون بلا منزل بلا وظيفة بلا ايدي او ارجل أولئك الذين لا يجدون قوت يومهم ومع هذا تجد ان ابتسامة الرضا دوما تسبق تحيتهم وكانهم يستحون من الله ان لا يحمدوه ويشكروه حق الحمد والرضا والقناعة على كل ما لديهم..

ومن مبدأ ان الكمال لله وحده وان الانسان يبقى لديه احتياجات ومتطلبات يعمل من أجل تحقيقها والوصول الى مبتغاه ليكون هذا بمثابة الوقود الذي يحركه ويجعله يسعى ويعمل ليكون ذو بصمة واثر في المجتمعات ..

 

ومن منطلق دورنا كسفراء سلام وسفراء التسامح بين الشعوب ومؤثرون في المجتمعات التي نعمل من اجلها ومن أجل الانسان وان نحفر بصمات واضحة تبقى خالدة على صفحات الكتب بعد غيابنا ..

في كثير من المواقف قد نرفض الفكرة نعم لكننا لا نرفض الإنسانية .. وتعتبر الانسانية من اعظم ما يمكن أن يتصف بها الانسان خصوصا حين تكون ممزوجة بالعطاء اللامحدود اللامشروط والحب والتسامح وتقبل الآخر والتعايش بين الأفراد المختلفة وليكون كل واحد منا خير سفير للتسامح و السلام و الانسانية إذا بدأ كل منا بنفسه مع اهله واحبته ونشر هذا المفهوم في مجتمعه وبين افراده ليكون قدوة بالافعال وليس الاقوال فقط ..
ونحن اليوم تقع علينا مسؤولية تحقيق الترابط والانسجام بين الشعوب ونقل ثقافه التسامح والسلام الي اكثر بقاع الأرض حاجه لها .. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ” وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ “، فالتسامح والسلام مفهومين مرتبطين ارتباطا وثيقا ولا ينفصلان وهم الأصل في العلاقات بين الأشخاص والمجتمعات الإنسانية والدول، وهو تشريعٌ إلهيٌ يحاكي الفطرة السليمة للإنسان، لأن الأصل في الحياة هو السلام، والبحث عن أسباب الأمن والاستقرار والرخاء ..

 

 

وكل منا عليه مسؤولية مجتمعية واجتماعية تجاه نفسه واتجاه الآخرين.. بحيث يجعل سلوك التسامح والإيجابية والسلام سلوك اصيل متاصل في حياته ليكون قدوة لغيره وبمساهمات بسيطة وممارسات ابسط نستطيع أن نجعل التسامح والسلام والانسانية في تصرفاتنا وأفعالنا واقوالنا وان نكون نحن دوما مصدر التغيير الذي نبحث عنه وسيبقى شعاري في الحياة ” كن أنت مصدر السعادة لمن حولك ” .

 

 

 

 

بقلم: د: تهاني التري


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com