|  آخر تحديث نوفمبر 9, 2021 , 22:52 م

«الشارقة للكتاب» إنجاز للحضارة


«الشارقة للكتاب» إنجاز للحضارة



تحمل الإمارات رسالة عالمية سامية برهان كبير على نشر المعرفة التي تؤمن بعمق أنها الطريق الصحيح لتمكين الإنسان وتعزيز تنميته وبالتالي ضمان التقدم المستمر لحضارة البشرية، وبهذه الرسالة ترتقي الإمارات لتكون اليوم في مقدمة الدول التي توليها أهمية قصوى ورعاية حقيقية عبر مبادرات باتت من الأكبر والأكثر فاعلية وتأثيراً عالمياً.

معرض الشارقة الدولي للكتاب واحد من هذه المبادرات التي أحدثت فرقاً كبيراً، وعلى مدى 40 عاماً استطاع المعرض أن يتربع على قمة معارض الكتب أهمية، إذ أصبح بدورته الحالية الأكبر في بيع وشراء حقوق النشر بأكثر من 15 مليون كتاب تعرضها 1576 دار نشر من 83 دولة تحت سقف واحد، وتتوزع هذه الكتب على أكثر من 1.3 مليون عنوان بمختلف لغات العالم، منها 110 آلاف عنوان جديد.

في واقع الأمر، فإن أثر المعرض، بما وفره له سلطان بن محمد القاسمي، من رعاية شخصية مباشرة، يمتد إلى أبعد من ذلك، فهو مجمع عالمي لكل أشكال المعرفة والعلوم، بحراك ثقافي يجمع نخبة مشاهير الأدب والفكر من المنطقة العربية والعالم، وتمتد نتائجه الإيجابية إلى مساهمات ضخمة في بناء الوعي وتحقيق النقلات النوعية في الفكر والأدب والتأليف وصناعة النشر إقليمياً وعالمياً، وتكفي الإشارة هنا إلى أن الدورة الحالية وحدها تضم أكثر من 970 فعالية ثقافية وفنية وترفيهية.

مسيرة المعرض منذ انطلاقته عام 1982، كملتقى سنوي ينتظره الجميع بشغف، ومع مضاعفة مكانته في كل عام، جعلت منه باستحقاق وجدارة المنصة العالمية الأولى لنخب الثقافة وعشاقها، والحاضنة الأهم للتبادلات الثقافية والفكرية، وحوارات الارتقاء بصناعة الكتب والنشر، ليصنع لنفسه اليوم مكانة خاصة كمحرك لهذه الصناعة عالمياً، ومؤثر قوي في جميع أطرافها، إذ بات محفزاً للقراء في زيادة معارفهم، وللكتّاب والباحثين في توسيع مجالات التأليف، ودافعاً لتحولات في توجهات الناشرين.

هذا المشروع الثقافي المتكامل، الذي تحتضنه الإمارات في رحاب إمارة الشارقة، حقق نتائج عظيمة في جسر الفجوة بانتشار الكتاب وحب القراءة في ثقافتنا العربية مقارنة بنظيرتها العالمية محدثاً حالة من التكافؤ ومعززاً للتواصل بين الثقافات، كما أنه في عامه الحالي يقدم دورة استثنائية بجهد غير مسبوق لتحقيق التعافي الكامل لسوق الكتاب وإنتاج المعرفة عالمياً.

رهان الإمارات على نهضة الأمم ببناء العقول، يستند إلى رؤية صائبة تخدمها باستثمار حقيقي وكبير في وعي الأفراد والمجتمعات بمبادرات عالمية ومتواصلة كفيلة بإحداث آثار عميقة على مستوى الارتقاء والتقدم الحضاري.

 

 

 

 

بقلم: منى بوسمرة


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com