ناقشت الدورة العاشرة لمنتدى بناء الوعي السياسي لطلبة الجامعات الذي نظمته اليوم وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة افتراضيا تحت رعاية معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة ، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات.. مستقبل التنمية السياسية في الخمسين عاماً القادمة، وذلك من خلال التركيز على عدة محاور.
حاضر في المنتدى نخبة من المختصين والخبراء، الذين سلطوا الضوء على الحياة البرلمانية في دولة الإمارات في الحاضر والمستقبل، وعلى دور الشباب في مستقبل التنمية السياسية، وعلى تنمية الوعي السياسي لدى طلبة الجامعات.
وقال معالي الدكتور زكي أنور نسيبة ، في كلمته الافتتاحية للمنتدى.. ” جاءت التعديلات الوزارية على مدار السنوات الماضية للتأكيد على أن الشباب هم صناع الأمل والمستقبل على مدار الخمسين عاماً القادمة وصولاً إلى مئوية الاتحاد، وأن المناصب الوزارية ليست مجرد شواغر، بل هي النقطة الرئيسة التي تنطلق منها أفكار الشباب لحماية منجزات الوطن والبناء عليها للوصول إلى الريادة العالمية بسواعد وطنية شابة، تحرص على وطنها وتحافظ على مسيرته، وتسهم بإقدام وشجاعة على تقديم المقترحات والمبادرات التي تدعم رحلته الريادية”.
وأضاف معاليه ” إن الطريق الصحيح للعمل السياسي يبدأ من مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات، مع شباب متسلحين بالعلم والمعرفة والمواهب الإبداعية والابتكارية القائمة على الحقائق والبحث العلمي في إطار من قيم الانفتاح والتعايش والتسامح والاعتدال وقبول الآخر، ونعلم جميعاً أن هذا العمل ليس مجرد احترافاً لمهنة وممارسة وظيفة، بل هو التزام وعطاء وتضحيات تلبيةً لنداء الوطن ولخدمة مواطنيه”.
من جانبه، قال سعادة طارق هلال لوتاه وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي .. ” نقف اليوم على مرحلة جديدة من تعزيز بناء الوعي السياسي لطلبة الجامعات مع انطلاق أعمال الدورة العاشرة من المنتدى، الذي تمكن وعلى مدى عقد من الزمن من المساهمة الفاعلة في زيادة اهتمام الشباب بقضايا الوطن وتنمية خبراتهم ومعارفهم، بما يدعم مسيرة التمكين التي تنتهجها دولة الإمارات للارتقاء بقدرات الشباب وتأهيلهم ليكونوا القوة التي تتحقق بها الطموحات في بلد لا يعرف المستحيل”.
وأضاف ” يتزامن انعقاد المنتدى اليوم مع محطة مهمة وملهمة لنا جميعاً، وهي احتفالات دولة الإمارات بعامها الخمسين واستعدادها لمواصلة مسيرة الإنجازات في الخمسين المقبلة، والوصول إلى رؤيتها في الريادة في جميع المجالات، التي سيكون الشباب بقدراتهم وطاقاتهم الركيزة الأساسية في تحويل تطلعات قيادة دولة الإمارات إلى واقع ملموس”.
وفي ورقة عمل قدمها سعادته بعنوان “الشباب ومستقبل التنمية السياسية” أكد أن الحضور المميز للشباب في مسيرة العمل البرلماني لدولة الإمارات يأتي ضمن الرؤية الاستباقية والاستشرافية لدولة الإمارات في تمكين الشباب، وتوفير جميع الإمكانات لتأهيلهم وتزويدهم بالمعارف والخبرات التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية وتحقيق النجاح فيها، موضحاً أن دولة الإمارات تؤمن بأن الشباب هم الأقدر على معرفة متطلبات المستقبل لأنهم قادة الغد القادرين على تحقيق رؤية الإمارات في الريادة والتميز.
وقال سعادته ” سنشهد وكنتيجة عملية لمسيرة تمكين الشباب مزيداً من المشاركة الفاعلة للشباب في العمل البرلماني، والذي قد يقود بدوره إلى حضور أكبر للشباب في العمل البرلماني لأن رأيهم وصوتهم سيكون القوة الرئيسة في صياغة القرارات وصناعة المستقبل المشرق لدولة الإمارات”.
وشهد المنتدى مشاركة واسعة من جانب طلبة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الدولة كجامعة الإمارات العربية المتحدة وجامعة زايد وكليات التقنية العليا وجامعة عجمان وجامعة الشارقة وكلية ربدان وكلية الشرطة في أبوظبي وأكاديمية شرطة دبي وغيرها.
وتم خلال أعمال الدورة الحالية للمنتدى إطلاق وزارة الدولة المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع جامعة الإمارات مسابقة بحثية تخصصية لطلبة جامعة الإمارات في مجال إعداد البحوث الخاصة بالتنمية السياسية؛ بهدف الحصول على الأفكار المبتكرة للشباب وتوظيفها في تطوير العمل وابتكار آليات وأدوات تؤسس إلى مرحلة جديدة من مراحل التميز في العمل البرلماني في الخمسين عاماً المقبلة، على أن يتم الإعلان عن الفائزين في المسابقة وتكريمهم خلال فعاليات الدورة المقبلة للمنتدى في عام 2022.
واشترك في جلسات المنتدى التي أدارها الدكتور أحمد النجار مساعد العميد لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، سعادة عفراء راشد البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني في المجلس الوطني الاتحادي، والتي قدمت ورقة عمل بعنوان “الحياة البرلمانية – الحاضر والمستقبل”، ركزت على مكتسبات دولة الإمارات في الخمسين عاماً الماضية، والتطلعات في العمل البرلماني في الخمسين عاماً المقبلة. حيث تناولت الورقة مظاهر الحياة البرلمانية في الدولة قبل قيام الاتحاد وحتى وقتنا الحاضر، وتناولت بالتعريف المحطات المهمة في الحياة البرلمانية، وهي.. آلية تحول مظاهر الحياة البرلمانية إلى مؤسسة من مؤسسات الدولة تشارك في السلطة، من خلال دستور دولة الاتحاد بتأسيس المجلس الوطني الاتحادي في سنة 1972 كأبرز صورة لمشاركة المواطنين في صنع القرارات السياسية في الدولة؛ وأهم الأحداث والتطورات في الوظائف التشريعية والرقابية، ونقطة تحول المجلس الوطني الاتحادي بعد خطاب التمكين إلى وقتنا الحاضر؛ وتوجهات المجلس الوطني المستقبلية ودور أدواته الرقابية والتشريعية في الخمسين عاماً المقبلة حسب المبادئ التي تتبناها مئوية الإمارات 2071.
كما شاركت في جلسات المنتدى سعادة عفراء بخيت العليلي عضو المجلس الوطني الاتحادي، والتي قدمت ورقة عمل بعنوان “نماذج عن رواد في العمل البرلماني في دولة الإمارات العربية المتحدة من فئة الشباب – قصص نجاح”.
والتي تناولت فيها الحياة العلمية والعملية لسعادتها قبل دخولها الحياة البرلمانية وخلالها، كما قدمت عدداً من النصائح المهمة من خلال واقع تجربتها المميزة.
كذلك تناولت الورقة التي قدمتها الدكتورة مريم لوتاه من قسم الحكومة والمجتمع في جامعة الإمارات ، موضوع الوعي السياسي لدى طلبة جامعة الإمارات في ظل ثنائية الخطاب الرسمي ومواقع التواصل. حيث سلطت الضوء على دراسة استخدمت فيها أداة الاستبيان لاستطلاع رأي عينة من طلاب كلية العلوم الإنسانية في جامعة الإمارات، وتحليل نتائج الاستطلاع للوقوف على مدى تأثر وعيهم السياسي بحالة الازدواجية والتعددية في الخطاب الإعلامي الذي تتسم به هذه المرحلة.
وفي هذا السياق، تحدثت الطالبة علياء سعيد المزروعي الطالبة بقسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات عن رؤية الشباب للمبادئ الخمسين، مع التركيز على ثلاث مبادئ من المبادئ الخمسين من الجانب السياسي وعلى نظرة الشباب، كما تطرقت إلى بيان دور المجلس الوطني الاتحادي والاختصاصات والمهام المنوطة به، وبخاصة مهمته في مجال “الدبلوماسية البرلمانية” لدعم العلاقات الدولية لدولة الإمارات.