رسم علم الإمارات، يوم أمس، برمزيته وشموخه، احتفالاً مختلفاً في هذا العام الاستثنائي في كل شيء، ليصنع بعلوه علواً في الهامات والهمم، ففي عام الخمسين تحتفل الإمارات تحت راية وحدتها ورفعتها، بقيادة خليفة، بإنجازات عز وفخر غير مسبوقة تباهي بها العالم أجمع. وما اختيار محمد بن راشد الاحتفال برفع العلم في إكسبو أمام أجنحة 190 دولة، إلا تأكيد على هذا الفخر المستحق الذي رسخت الإمارات أعمدته بتوحّد شعبها تحت راية باتت رمزاً لقوة التلاحم والقيم والعطاء.
العلم الذي كان مجرد فكرة وحلم قبل خمسين عاماً، بات اليوم رمزاً لدولة تجمع وتحتضن العالم بكل دوله لتفتح أمامها أبواب المستقبل والتقدم الحضاري، وما يثبته ذلك هو ما يفخر به محمد بن راشد بقوله: «نتقدم برايتنا الصفوف لنشر ضياء الأمل في ربوع العالم ليبقى عَلَم الإمارات بشرى خير وتفاؤل لكل أرض يحل بها».
يضيء هذا اليوم من كل عام شعلة جديدة لمزيد من العزم والإصرار على المضي بمكانة الدولة إلى آفاق وقمم أعلى وإنجازات أكبر في رؤية محفزة يؤكدها محمد بن زايد بقوله: «نجدد العهد مع الوطن بقيادة الشيخ خليفة بأن تبقى رايته مصدر فخرنا واعتزازنا ورمزاً لقوة وحدتنا»، فهذا الاحتفاء هو رسالة تحمل معاني الوفاء والتقدير لجهود كل المخلصين الذين تفانوا في إعلاء هذه الراية منذ رفعها على يد الآباء المؤسسين وحتى اليوم، وتحمل في الوقت ذاته محركاً للطاقات في مضاعفة العطاء للوصول بهذا الوطن إلى غاياته المنشودة.
فأولى دلالات الاحتفاء هذا العام أنه يأتي في ظل انطلاقة الإمارات بروح أقوى نحو خمسين عاماً جديدة من الإنجازات والقمم، في إصرار على قهر كل التحديات يستند إلى الانتصار الكبير الذي حققته دولتنا على الظرف العالمي الأصعب بسبب الجائحة، وطموح لا يرضى إلا بالمراكز الأولى.
كما أنه احتفاء بالمكانة المؤثرة والفاعلة للإمارات على المستوى الدولي، التي أصبحت تقدم، من خلال رسالتها وقيمها الإنسانية، وانفتاحها على العالم بشراكات صلبة مع مختلف الدول والشعوب، الإسهام الإيجابي الأكبر في رسم ملامح العالم الجديد القائم على التعاون والعدل وتحقيق التنمية والازدهار للجميع.
المشهد العظيم الذي تبارى فيه كل أبناء الوطن، أمس، بإظهار فخرهم وإعلائهم لراية وطنهم، يؤشر على تلاحم وإخلاص وهمم تريد بعزيمة وثقة أن تصنع بتكاتفها المعجزات، وهي قادرة بهذه الروح على تحقيق قفزات حضارية كبرى ينتظرها وطننا في غده الأجمل والأفضل تحت راية العز والمجد.
بقلم: منى بوسمرة