حاولت إصلاح العالم؛ فأفسدني!
استيقظت لأجد نفسي ذلك الشخص البغيض الذي تُكره معاشرته، لم أقوْ على المسامحة؛
مزقت صكوكَ الغفرانِ التي كنت أمنحها جائزة لمَن آذوْني.
ثملت أتجرّع كؤوس خذلانهم، فلولا يرتشفون مذاقَ السموم!
كانت تلك سمومي أنا لا هُم؛ هُم خلقوا بدمٍ فاسدٍ مُعْدٍ لا تشفع لكَ سبيلًا في الوقاية منه.
أما أنت أيا بُنيّة! خالطتين الدمَ بالماء العذب المتدفق من جنة قلبك تخالين أنّكِ – عليكِ السلامَ – ستَحيلين فسادهم لبنًا خالصًا سائغًا للشاربين!
أو خمرًا في عُرْس قانا الجّليل،
و رُحتِ تملئين كأسكِ وأنتِ أُولى الآثمين.
راهنتِ على فَرسٍ خاسر وكنت مِن العالِمينْ،
فما ذنْب الفرس إن تكسِري قدمه؛ يكفيه لوم اللائمين.
ياسيّدي! أعييْت نفسي بهجرِهم وخصامِهم ووصالِهم،
لا عتبًا أفاد ولا الشوقُ يطرق بابهم،
فأردت يومًا أنْ أعيبهم بعيوبهم،
وقطعت نذرًا ألاّ أَبوُء بحبهم،
وظننْت أني للثرىٰ بُعدًا أُتِلّ جِباههم؛
فما كان إلا أنني قد خُنت نفسي قبلهم،
وجئت أئِن لفطرتي من فَرْط الحنين،
كم سالَ دمعي حيرةً بين الهوىٰ وجفائهم مَرّ السنين!
فلا وربي، لا أُضْمِد ولا دخل لي بجراحهم لكنني لن أمتطي غير الفرس؛
وليعلمنّ أني بالغيبِ وإن أردتُ لمْ أخُنه وأنّه لا يُهدىٰ كيد الخائنين.
بقلم: ءالاء حسن خالد