لا أحد ينكر أن التكنولوجيا باتت المؤثر الأول والأهم في صياغة ملامح المستقبل، وما حققته دبي، بخطواتها المدروسة، من مكانة محورية، كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا، يجعل منها اللاعب الأكثر تأثيراً في رسم خريطة العالم الجديد، فقد استطاعت ترسيخ بيئة محفزة لإطلاق أقصى إمكانات جميع العاملين والفاعلين في معادلة تسخير التكنولوجيا، لتسريع التنمية بكل مجالاتها، وتقديم حلول لجميع التحديات العالمية.
افتتاح حمدان بن محمد، أمس، «جيتكس غلوبال» في دبي، وهو الحدث العالمي الأكثر تأثيراً في مجال التكنولوجيا، يؤكد على هذا الدور الحيوي لدبي، في جمع عمالقة القطاع، لدفعه قدماً، وتسريع نموه، كما أن انطلاق الحدث بهذه المشاركة الضخمة، التي وصلت إلى أكثر من 3500 جهة عارضة، من 140 دولة، ما هو إلى شهادة ثقة دولية تتجدد لدبي، التي تواصل التزامها، برؤية محمد بن راشد، في دعم القطاعات الحيوية المسؤولة عن تشكيل المستقبل.
هذا الحدث الضخم، والذي يشمل، لأول مرة، ست فعاليات رئيسة، تُقام في موقع واحد، يضاف إلى سلسلة الأحداث الكبرى التي أثبتت دبي من خلال استضافتها، أنها الأسرع تعافياً عالمياً بعد الجائحة، وهو ما يشير إليه حمدان بن محمد، بقوله إن قطاع المعارض والمؤتمرات، يستمر في تحقيق معدلات نمو قوية في دبي، مؤكداً استمرار الإمارة في تعزيز مستويات الثقة، وتسريع معدلات النمو، وتحفيز الابتكار.
مع عودة الحياة إلى طبيعتها في دبي، واستضافتها العالم في إكسبو، وتنظيمها العديد من المعارض والمؤتمرات العالمية حضورياً، بنجاح كبيراً، يتزايد يوماً بعد يوم، زخم عودتها إلى النمو القوي، وهو ما يشهد به التدفق السياحي الكبير، وفق ما أظهرته الحجوزات المسبقة على الناقلات الوطنية، وكذلك الكثير من المؤشرات الأخرى الخاصة بنمو الأعمال، والرخص التجارية، والتي كان آخرها أمس، فيما أظهره مؤشر ثقة المستهلك، من ارتفاع تاريخي إلى أعلى مستوى في 10 سنوات.
كفاءة التعامل مع الجائحة على مستوى الإمارات، والتدابير والإجراءات المبكرة والصارمة، هي التي جعلت اليوم من الإمارات، الدولة الأكثر أماناً في استضافة أحداث عالمية بهذه الضخامة، ونتائج هذه الإجراءات، هو ما يعزز اليوم، الثقة والإقبال الدولي الكبير على الفعاليات الكبرى في الدولة، فقد استطاعت الإمارات تحقيق خفض قياسي لإصابات كوفيد، وصلت أمس إلى أقل من 100 إصابة، وهي الأدنى منذ عام ونصف، في إنجاز كبير لتعزيز الأمن والسلامة.
ما تحققه دبي في جمعها العالم، وأقطابه الفاعلة في مختلف القطاعات الحيوية، وما توفره لها من بيئة آمنة وداعمة لأعمالها، ليس مجرد إنجاز محلي، بل إنجاز عالمي بامتياز، يمتد تأثيره إلى الإنسانية جمعاء، بكل أفرادها وأجيالها، في حاضرهم ومستقبلهم.
بقلم: منى بوسمرة