الطيب طبيب والمعاني ترسمها الحروف كيف ما كانت هكذا يوصف الكلام الطيب، ومن هنا أمتاز الكلام الطيب والايجابي بروعة تأثيره على الأنفس والمشاعر وخصوصا في العلاقات المختلف ولا سيما العائلية والوجدانية فإن للكلام الحد الفيصل في جمع أو طرد المودة بين الناس.
الحب كلمة والكره كلمة والزواج كلمة والطلاق كلمة، والكلمة دعاء الكلمة نداء والكلمات رقية وترياق، حيث أن بعض الأمثال تقولها العرب ” الكلام بخور البطن ” بمعنى إن الكلام يعلمك عن حقيقة صاحبه أو قائلة وما هو إلا تأكيد و توضيح لطبيعة الشخص المتحدث ولذا وصف بأنه برائحة البخور الخارج من الجوف بكل الإيجابية والحميمية، وتقول الحقيقة ” تحدث سأقول لك من أنت ” .
جلست زوجة ذات يوم تحدث زوجها عن أيام شهر العسل في خلوه جميله بينهما وعند فراغها من الحديث سألت زوجها : أراك سارح وأنا أتحدث هل مللت ؟ فأجابها ( لا يزيدني الشرب إلا عطشى ) ضحكت وقالت : ” أين هذا وأين ذاك ” فرد عليها قائلاً : أني أشتاق إليك شوق المريض للعافية !! فقشعر سائر جسدها من هذا الكلام ، وهنا مكمن الكلام الطيب وبخور البطن.
سلبت منا تيارات الحياة وضغوطها ملامح النفس المطمئنة والتي تحمل حسن الظن في أنفسنا والآخرين ونسينا أن ” بعض الظن إثم ” كما قال رب العزّة (( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء )) فأصبح البعض منا بدلا من أن يبدل المنكر بلسانه أمسى يشوهه بكلامه ولا يدرك تأثير الكلمة وما بينها وبين الله فالشهادة بالله ” كلمة ” دمتم سالمين.
بقلم: د. عبدالله بن شما